الجزء السادس

5.1K 445 55
                                    

رأيت نفسي في بناية كبيرة واقفة أمام مصعد ، فتح الباب من تلقاء نفسه و دخلت ، بعد لحظات توقف المصعد و بدأت الأنوار في الإنطفاء و الاشتعال و لم يعد المكان خاليا ، فقد أصبح ممتلئا عن اخره بأشخاص شبه ميتين تملئ وجوههم و ملابسهم الدماء يقتربون مني كنت أحاول الابتعاد عنهم لكنهم أمسكوا بي و أحسست بيد أحدهم الباردة تمسكني من رقبتي .. حينها استيقظت فزعة من كابوسي.. كان رابمون جالسا على ركبتيه أمام الأريكة و قريبا مني ، وقف بسرعة ثم قال :

- ساام هل أنت بخير ؟؟ لقد أخفتني يا فتاة

- نعم .. أنا بخير .. إنه .. إنه مجرد كابوس

وضع يده على جبهتي و قال:

- غير معقول أنه مجرد كابوس .. أنت تتصببين عرقا .. هل أنت مريضة؟ ..

ثم وضع يده على خدي و نظر إلي باستغراب و قال :

- غرييب .. حرارتك ليست مرتفعة .. بل وجهك بارد كالثلج ..

لاحظ رابمون شعوري بالإحراج فأبعد يده بسرعة و جلس و قال :

- أخبريني .. ما نوع الكوابيس هذا الذي أيقظك فزعة هكذا ؟

ابتسمت و قلت :

- إنه مجرد كابوس عادي ليس إلا .. و لكن لما لست بغرفتك ؟ هل تحتاج لشيء ؟ الغرفة ليست مريحة ؟

- لا بالعكس الغرفة مريحة و أعجبتني ، تصميمها مختلف و يعطي طابعا نوستالجيا ، أحببته .. فقط لم أستطع النوم ..

ساد الصمت بيننا للحظات قبل أن يقول رابمون :

- لماذا أحس أن هناك شيئا فيك مختلفا.. حتى أن النظرة التي كنت تنظرين بها إلى جيمين أصبحت مختلفة .. كانت عيناك تلمعان ببريق متلألئ لكن الان لا أرى سوى نظرات خافتة مليئة بالحزن .. أخبريني ماذا هناك؟

كنت حقا مصدومة فقد كنت أعلم أن رابمون دقيق الملاحظة لكن لم أتوقع أن يلاحظ التغير الذي طرأ علي رغم محاولتي إخفاءه عنهم ..

كان رابمون مركزا علي ينتظر مني جوابا لسؤاله بينما كنت أنظر إليه أفكر في طريقة لإخفاء ما كشفه ، ثم فجأة دخلت فاطمة و هي تلهو و تغني بصوت منخفض و قاطعت ذلك الجو المربك ، ما إن رأت رابمون حتى تغيرت ملامحها ، سارت في اتجاهنا بمشية خجولة و جلست بجانبي بابتسامة خرقاء و هي مركزة على رابمون ، شعر بالخجل و أشاح بنظره بعيدا عندها التفت إليها و قلت و أنا أبتسم :

- عزيزتي فاطمة ألا ترين أنك تخيفين الفتى بنظراتك هاته

ظلت فاطمة مركزة نظرها عليه و قالت:

- أطلبي منه أن يتوقف عن كونه وسيما و سأتوقف عن النظر إليه

ابتسم رابمون و قال :

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن