الجزء العشرون

4.9K 404 11
                                    

بينما كنا ننظر إلى بعضنا البعض دخل الأعضاء من المدخل مثيرين ضجة ، يبدو أنهم كانوا ينتظروننا ، فسحب كل منا يده بسرعة ، ركض إلي تاي و قال :
- نونا نونا هيا لنذهب لابد أنك متعبة ..
كان شوقا أوبا يقترب منا و هو يصرخ :
- يااا لما تأخرتم هكذا ؟ ظننا أنه قد حدث لك شيء ما من جديد !
لفت فاطمة يديها على ذراعي و هي تتذمر و تنظر إلى شوغا أوبا بنظرات ازدراء :
- اوووه لما هو دائم التذمر كالمرأة العجوز ؟
لكن شوغا أوبا لم يتساءل كعادته عما تقوله بل غادر ملتحقا بالهيونغ ، لازلت أحتفظ بسر الخاتم و لا أعلم إن كان علي إخبار فاطمة لعلها تغير من طريقة تعاملها مع شوغا أوبا ، كنت أشعر بالفضول إن كان شوغا أوبا يكن مشاعرا لفاطمة أم أنه فقط توقف عن كراهيتها و يريد التعامل معها بلطف ..
عدنا إلى النزل تناولنا غذائنا و دخلنا نرتاح ، أخذت قيلولة قصيرة بعد الاستحمام المنعش لكنها كانت مريحة و مفيدة فقد استرجعت طاقتي ، خرجت أتفقد فاطمة لكنها لم تكن في غرفتها ، ذهبت أبحث عنها في الحديقة الواسعة حيث كان هناك مسبح مائي ، تفاجأت بها واقفت وراء شجيرات صغيرة كثيفة ، من وقفتها الغريبة بدت و كأنها تختبئ من شيء ما ..
- غريب ما الذي تفعله هذه الغبية ؟
اقتربت منها و وجدت أنها كانت تحدق في رابمون الجالس في الجهة القابلة يجلس على كرسي أمام المسبح ..
- ألا تخجلين من نفسك ؟
قفزت فاطمة من مكانها و كاد يغمى عليها من الفزع ، أمسكت بقلبها و قالت :
- ااااه تبا سمر لقد أخفتني إلى درجة الموت ..
- ما الذي تفعلينه ؟ هل تتجسسين على رابمون؟
- أي تجسس .. أنا فقط .. تعالي انظري انظري .. أليس في غاية الوسامة ؟ كيف يمك لبشر أن يكون بهذا الجمال و هو يقرأ كتابا فقط *_*
ابتسمت و قلت مستهزئة :
- ياا أنت حقا تبالغين ..
نظرت بدوري إلى رابمون الذي كان منهمكا في قراءة كتابه ، كان يستظل بالمظلة و يضع نظارات طبية ، كانت تنزلق له بين الفينة و الأخرى فيقوم بدفعها بنعومة ، كانت ملامحه الجادة تجعله يبدو أكثر أناقة ، و كان في بعض الأحيان و بينما يقرأ تتوسع عيناه و يتقدم فكه السفلي للأمام و كأنه يعبر عن عدم استيعابه لفكرة ما ، كان يبدو لطيفا حين يقوم بذلك ، كنت أتساءل في قرارة نفسي .. غريب .. لما يبدو وسيما فجأة ؟؟
رفع رأسه يتثاءب فنظر إلي .. بدت على وجهه ملامح الاستغراب ثم ابتسم فظهرت غمازاته .. فابتسمت .. ثم لوح لي .. ثم سمعت صوت فاطمة تناديني بهمس ، التفت إليها فوجدتها مختبئة وراء الجدار و هي تطلب مني الاختباء ، فجأة اكتشفت أني كنت واقفة وراء الشجيرات بطريقة واضحة ، نظرت إلى رابمون بعينان واسعتان فوجدته ينظر إلي و يبتسم ثم قام بغمزة بعينه ، انكمشت وراء الشجيرات بسرعة و قلبي يكاد يتوقف من النبض السريع ، كنت أحدث نفسي كالبلهاء :
- يا إلهي .. يا إلهي .. ما الذي كنت أفعله ! و ما الذي فعله للتو ! ما الذي سيظنه عني !
زحفت بسرعة إلى وراء الجدار حيث كانت فاطمة جالسة مختبئة ، ما إن وصلت حتى انفجرت في وجهها :
- أيتها الغبية ! لما تركتني هناك وحدي ؟ كان عليك أن تسحبيني !
- أوني لقد قلت لك هيا لنذهب لكني تفاجأت بأنك لا تزالين واقفة حين وصلت إلى هنا ! .. الان سيعرف أننا كنا نتجسس عليه بسببك أوني
- ماذا؟؟ أنت من كان يتجسس عليه !
- و من كان واقفا متسمرا يحدق فيه قبل قليل؟
- ما .. ما الذي تقولينه ؟ أنا .. فقط كنت أفكر في أمر اخر ..
كنا نتشاجر أنا و فاطمة و نحن جالستان مختبئتان وراء الجدار قبل أن يفاجئنا رابمون واقفا أمامنا :
- What 're u doing girls
التصقنا بالجدار من الفزع و وقفنا باستحياء و لم نستطع النظر إليه من شعورنا بالحرج لكشف أمرنا ، همست لي فاطمة :
- أخبريه بسرعة بأي شيء كي لا يسيء الظن فينا
- لما لا أغادر أنا و أترككما لتخبريه أنت .. إنها فرصتك
- إيااك أن تفعلي
قطع رابمون حديثنا الهامس و قال :
- سام ألن تخبريني ماذا كنتما تفعلانه هنا ؟
- لقد وجدتها تتجسس عليك .. أنت تعلم أنها من معجباتك ..
- و أنت ؟ هل أنت أيضا من معجباتي؟
- هاا؟ .. لا .. أقصد .. أنا كنت أمنعها فقط
ابتسم رابمون و عقد يديه و قال و هو يعدل نظاراته :
- غريب .. لقد بدى الأمر و كأنه أنت من كان يتجسس علي..
شعرت بالإحراج الشديد و علقت الكلمات في حلقي ، كان ذهني فارغا لا أعرف ما الذي سأقوله ، فجأة لمحت ندى تحمل الكثير من المناشف البيضاء التي تكاد تسقط من يدها ، أشرت لها و أنا أضحك و ألوح لها بيدي :
- وااا إنها ندى ! .. نددددى ! ..
التفتت المسكينة تنظر إلي بتعبير فارغ ، أمسكت بيد فاطمة و سحبتها قبل أن أقول لرابمون :
- إنها صديقتي الجديدة سأذهب لرؤيتها .. أراك لاحقا
ركضت في اتجاه ندى و أنا أسحب فاطمة ورائي ، كانت واقفة تنتظرني و كنت سعيدة برؤيتها لأنها أنقذتني بطريقة غير مباشرة من ذاك الموقف المحرج ..
- مرحبا انستي كيف حالك اليوم
- بخير عزيزتي أشكرك .. و اسمي سمر
- اسفة .. أشعر بالغرابة من مناداتك باسمك .. سمر
- أرأيت هذا أفضل .. هات عنك دعينا نساعدك
رفضت ندى عرضنا لمساعدتها لأنها قد تتلقى التوبيخ من مسؤولها إذا لمحنا نساعدها ، شعرت بالأسف اتجاهها رغم أني أردت مساعدتها لكني لم أرد أن أتسبب لها في المشاكل ، وشاءت الصدف أن تكون تلك المناشف لطابقنا فرافقناها أنا و فاطمة نساعدها على تفريق المناشف بما أننا نعرف الأعضاء..
بينما كنا متجهات إلى الطابق الأول سألتني فاطمة :
- ماذا أخبرت رابمون أوبا ؟
- ماذا ؟ لا تقلقي لقد وضحت الأمر
- و ماذا أخبرته؟ هل قلت له أني كنت أتجسس عليه ؟
- ماذا؟ بالطبع لا.. لقد أخبرته .. أن خاتمك قد ضاع بين الشجيرات فكنا نبحث عنه ..
- حقا ؟ حمدا لله لا بد أنه صدقك .
- أوو تبا لما لم أفكر في قول ذلك حين سألني ..
- ماذا قلت ؟
- لا لا شيء
طرقنا باب غرفة جونغكوك لنعطيه مناشفه ، لكننا تفاجأنا بجين أوبا يفتح الباب ، كان جميع الأعضاء مجتمعين في الغرفة ، كان كوكي و تاي يلعبان ألعاب الفيديو ، بينما كان جيهوب يقوم بالصياح و تقديم النصائح و التعليمات ، كان جين أوبا يحمل علبة بسكويت كبيرة يأكل منها ، بينما كان شوقا أوبا متكئا على سرير جونغكوك ينظر إليهم بينما يجلس جيمين على طرف السرير مركزا على هاتفه ..
دخلت أنا و فاطمة الغرفة فعلا صوت الأعضاء يصيحون و يرحبون بنا ، كانت ندى خجلة من الدخول لكنها دخلت بعد إصراري عليها
- شباب أحضرنا لكم المناشف !
رفع جيمين رأسه و ما إن رأى ندى حتى ترك هاتفه على السرير و اقترب منها ليأخذ عنها المناشف و هو يبتسم لها ، لا زلت أذكر تلك النظرة في عينيه ، إنها نفس النظرة التي كان ينظر بها لي ، لكن ربما ان الأوان أن تتغير الأمور ، لا أعلم لما لم أشعر بالغيرة من ندى و لا بالانزعاج بل لقد شعرت بالانجذاب نحوها و أحسست و كأني أعرفها منذ مدة طويلة ..
صاح كوكي بينما كان مركزا على اللعبة :
- نونا ! أنا أيضا أحتاج مناشف و أريد الكثير
اقترب جين أوبا و هو يلتهم البسكويت و قال :
- بالمناسبة أليست هذه الفتاة التي سكبت العصير على جيميني؟
حين سمعه الأعضاء وقفوا واحدا تلو الاخر و اقتربوا من ندى و كأنهم يستكشفون عالما جديدا ، شعرت ندى بالتوتر و الخجل و خفضت بصرها لم تكن تفهم ما نقوله و لا ما الذي حدث و جعل الجميع يهتم بها فجأة ..
تاي : حقا إنها تشبهها
هوبي : بل إنها هي .
جيمين : أنتم تخيفون الفتاة بنظراتكم هذه
جين أوبا : ما الذي تقصده بنخيفها ! أين سيتسنى لها رؤية شاب وسيم مثلي !
نظرت إلى ندى و قلت لها :
- إنهم يحاولون التعرف عليك .. حسنا شباب إنها ندى تعمل خادمة في النزل
بدأ الجميع يكرر اسمها و هم ينظرون لبعضهم البعض و كأنها كلمة تعني أي شيء، مما جعل ندى تضحك على تصرفاتهم الغريبة الطفولية .. ثم أخذ كل منهم مناشفه و قالوا جميعا :
- Thank u nada
ابتسمت ندى بإشراق و براءة و قالت لي :
- علي أن أغادر لدي عمل أقوم به .. شكرا لك كثيرا على كل شيء
التفت ندى لتغادر قبل أن يسرع جيمين و يفتح لها الباب و قال لها بصوت هادئ ساحر و هو يلوح بلطافة :
- Bye !
ابتسمت بحياء و ردت التحية و غادرت بسرعة قبل أن يجدها المسؤول ، كان وجه جيمين يبدو متوهجا و مفعما بالحياة ، ربما لم يلاحظ الجميع ذلك لكني كنت أستطيع رؤية علامات الإعجاب في عينيه ، شعرت ببعض الأسى لفقداني اهتمامه لكن أظن أنه الأفضل ما دامت مشاعري أيضا ضائعة و غير واضحة ..
تركنا أنا و فاطمة الأعضاء مستمتعين في غرفة كوكي و نزلنا لنتنزه في الحديقة ، فرأينا فتاة شقراء طويلة تحمل على ظهرها حقيبة سفر ، من الواضح أنها أجنبية ، كانت تقف عند الاستقبال ثم اتجهت إلى المخرج بخطوات بطيئة و وقفت أمام الباب ، كنت أتساءل ما الذي تفعله أجنبية هنا بما أن النزل محجوز بالفعل لنا ، فسألت المشرفة على الاستقبال ..
- إنها فتاة روسية قالت أنها تريد غرفة للمبيت فيها لكني أخبرتها أن النزل محجوز و لا يمكننا حجزه لشخص اخر
التفت أنظر إلى الفتاة الشقراء ، كانت تبدو وحيدة خائفة و بلا مأوى ، ذكرتني بنفسي حين سافرت إلى كوريا أول مرة ، و كنت أجول الشوارع بحقيبتي أبحث عن مكاان يأويني ، فقلت للمشرفة بتلقائية و بدون تفكير ..
- أخبريها أن لدينا غرفة ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن