كنت تحت تأثير الصدمة غير مصدقة لما سمعته فنظرت بسرعة إلى يد نهى لألاحظ الآن فقط خاتما في إصبعها ، لكن قبل حتى أن أستوعب الأمر تابع السيد يوسف كلامه بسرعة و كأنه يحاول تبرير الموضوع لي :
- أعلم أنك مصدومة و هو أمر غير متوقع .. لكن انتهى بنا الأمر كذلك .. تعرفت على نهى و وجدت أننا نكمل بعضنا .. أردنا إخبارك مرات كثيرة بأمر خطوبتنا لكنك كنتي مشغولة بموضوع التصوير وفلم أرد إزعاجك .. كنا قد قررنا أن نترك الأمر مفاجئة إلى أن ندعوك إلى زفافنا..
- مااذا ؟
تابعت نهى و هي تقول :
- صديقتي العزيزة أنا أعلم جيدا أنك سعيدة لأجلنا أنت فقط لازلت متفاجئة .. لا مشكلة لديك أليس كذلك ؟
- ماذا ؟
كنت فارغة التعبير لا أستطيع التركيز جيدا و لا أعلم ما علي قوله فقد كان الخبر مفاجئا جدا ، كانا ينتظران جوابي بفارغ الصبر قبل أن تقوم نهى بركلي بقدمها تحت الطاولة و هي مبتسمة باصطناع ..
- آآآوو .. آه أقصد .. بالطبع .. ليس لدي أي مشكلة .. تهانينا ..
تنهد السيد يوسف و ابتسم بسعادة و قال :
- حمدا لله .. أنا حقا كنت أشعر بالثقل لأني لم أفاتحك بالموضوع و أنا سعيد جدا لأنك تسانديننا ..
فجأة رن هاتف السيد يوسف و وقف و هو يقول:
- اعذروني .. لدي مكالمة من الشركة..
نظرت إليه نهى مبتسمة و قالت :
- تفضل حبيبي ..
غادر السيد يوسف يقف أمام باب النزل يتحدث عبر الهاتف فنظرت إليها بحدة و قلت بهمس كي لا يصل مضمون نقاشنا له :
- حبيبي ؟ أيتها الخائنة ! الآن فقط تخبرينني أنكما مخطوبان ؟
- و هل لديك مشكلة ؟ لا تقولي أنك معجبة به و إلا لما تركته يلاحقك لسنة كاملة دون إعارته اهتمامك ..
- و ماذا لو كنت مهتمة به بالفعل ؟ أنت لم تسأليني قبل التفكير في الارتباط به !
- عزيزتي سمر .. أنا صديقتك منذ طفولتنا و أعرفك جيدا .. بما أنك برفقة تلك الفرقة الكورية بالطبع لن تهتمي لا بيوسف و لا بغيره ..
- الأمر لا يتعلق بالفرقة !
- على أي حال .. لا تنسي أني أكبر منك سنا و بعد بضع سنوات سأصبح في الثلاثين من عمري ، و رجل مثل يوسف من النادر إيجاده لهذا إما أن يكون لإحدانا أو لا يكون لأحد ..
- هل هذا يعني أنك تقربت منه عمدا ؟
- إياك أن تخبريه بذلك ! أغلب الزيجات تمت بعد تخطيط و تكتيك مسبق من المرأة لجعل الأمر يبدو كصدفة .. أنصحك أن تتبعي الطريقة إنها مفيدة ..
- آآآه .. تشينتشا أنت تدفعينني للجنون !
- الكورية مرة أخرى ! .. على أي حال ادعمي صديقتك المقربة و استعدي لمساعدتي على التجهيز لزفافي في الشهر المقبل ..
- مااذا ؟
أنهى السيد يوسف مكالمته و عاد إلينا فاصطنعنا تعابير مبتسمة لنبدو أن كل شيء على ما يرام ، فقال :
- آسف على مقاطعة حديث الصديقات .. لكن علينا الذهاب فلدي اجتماع طارئ بعد ساعة ..
وقفنا أنا و نهى فقامت بضمي إليها ثم قالت :
- أراك لاحقا سمرتي .. اهتمي بنفسك جيدا أنت تعلمين أنني أقلق عليك كثيرا حين لا تكونين بخير..
ثم لفت يدها حول ذراع السيد يوسف الذي قام بتحيتي هو الآخر قبل أن يرحلا ، كنت أشاهدهما و هو يفتح لها باب السيارة و هي سعيدة تبتسم و يبادلها الابتسامة ، كان واضح أن السيد يوسف قد وقع في حبها إلى الجنون .. أو بالأحرى وقع في فخها ..
رحلت السيارة لكني كنت لا أزال واقفة فارغة التعبير أحاول استيعاب ما حصل للتو ، حتى أنني شككت أني ربما لا أزال في غيبوبة و لم أستيقظ بعد و ما أراه ليس سوى حلما ، نزل الأعضاء الذين كانوا مختبئين عند الدرج يتجسسون علينا و التفوا حولي و هم يتفقدون تعابير وجهي المصدومة ..
فاطمة : أوني ماذا قالوا لك حتى بديت مصدومة ؟
أنا : لا أصدق هذا ..
فاطمة : ماذا هناك أوني ؟
التفت إلى فاطمة و قلت :
- إنهما مخطوبان ..
- ماذا ؟
استغرب الأعضاء من اندهاش فاطمة و استمر إلحاحهم علي فقلت لهم :
- حسنا .. أخبراني أنهما مخطوبان و زفافهما في الشهر القادم ..
بدى الجميع مصدوما أيضا فقال جونغكوك :
- واااو بهذه السرعة ؟
و تابع شوقا أوبا :
- يبدو أنه تعب بالفعل من انتظارك ..
فصاح رابمون :
- لو كان يحبها فعلا لانتظر عمره كاملا ! إنه يبحث عن زوجة فقط ..
فجأة رن هاتف رابمون فأجاب على الاتصال ثم قال للأعضاء :
- شباب .. الهيونغ مدير أعمالنا يريد رؤيتنا ..
اتجه الأعضاء إلى جناح فريق العمل بينما ظل رابمون آخر من يرحل بعد أن سألني :
- هل ستكونين بخير ؟
- نعم أنا بخير .. فاطمة معي لا تقلق ..
كنا نجلس في الردهة أنا و فاطمة قبل أن يأتي شوقا أوبا وحده فسألته :
- أوبا أين الآخرون ؟
- لا يزالون يتحدثون إلى مدير الأعمال و هناك أمور يناقشونها مع فريق العمل .. و بما أن عملي انتهى غادرت ..
أشار إلى فاطمة برأسه فوقفت :
- إلى أين ؟
- أخبرتك أننا سنشاهد فيلما أم نسيتي ؟
- آآه حسنا .. اذهبي..
لفت يدها حول ذراع شوقا أوبا الذي كان يضع يديه في جيبه و اتجها نحو الحديقة و هما يبتسمان ، فبقيت جالسة وحدي إلى أن أتى جونغكوك و تبعه تاي الذي قام بالركض و اعتلاء ظهره و هو يضحك ثم نزل و استمر في معانقته بينما كان كوكي يضحك و هو يطلب منه الابتعاد عنه ..
كنت أراقبهما و أنا أبتسم فالتفت لأجد مضيفة الاستقبال تنظر إليهما بتعابير فارغة ، ما إن رأياني جالسة وحدي حتى اتجها إلي و قال لي تاي :
- نونا لما أنت جالسة وحدك ؟
- كنت أنتظركم ..
التفت تاي لكوكي و قال :
- لما لا نذهب للعب قليلا
- لا أنا متعب أريد أن آخذ قيلولة ..
- هيااا كوكي لنلعب قليلا و نم بعد ذلك
ثم التفت إلي و قال :
- نونا .. لما لا تأتين للعب معنا .. لقد سبق أن وعدتني أنك ستلعبين معي
كنت مترددة في البداية فقد كنت أريد انتظار رابمون لكن عرض تاي كان مغريا و تحمست لمشاركة الماكني اللعب ، نظرت إليه بابتسامة عريضة و قلت :
- حسنا لنذهب !
بدى تاي سعيدا فساعدني على الوقوف و صعود السلالم ، دخلنا إلى غرفته التي كانت مقلوبة رأسا على عقب فأسرع يرتب المكان كي نجلس ، حينها سحب كوكي كرسيا و طلب مني الجلوس عليه ، فقلت له :
- جونغوكي..
التفت إلي فقلت له :
- لم تتح لي فرصة شكرك على ما فعلته .. أنا حقا ممتنة لك
ابتسم بتصنع و قال و هو يفرك قمة رأسه :
- أنا لم أفعل شيئا نونا .. أظن أني السبب فيما حدث لك .. كان علي أن أخبر الهيونغز بدل إخفائه .. يا لغبائي لقد كان أمرا واضحا أن رئيس الخدم رجل خطير ..
شعرت بالأسى على جونغكوك فيبدو أنه كان يخفي شعوره بالذنب بعد أن وبخه شوقا أوبا لأنه لم يخبرهم بأمر الصور ، كان علي أن أصلح الأمر :
- لا جونغكوكي أرجوك لا تحس أبدا بالذنب فليس خطأك .. ففي النهاية يعود الفضل لإنقاذي إليك .. على أي حال أنا الآن بخير لهذا توقف عن لوم نفسك .. أراسوو ؟
ابتسم و قال :
- حاضر نونا
حينها صاح تاي :
- هياا لنبدأ كل شيء جااهز ..سنلعب أنا و كوكي أولا كي تستوعبي قواعد اللعبة ..
- حسنا ..
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟