جلس رابمون ثم تنحنح و هو يلامس رقبته الخلفية و قال :
- آآآه .. ما الذي يحدث لي ؟ و كأنني سأكلمك لأول مرة ..
اكتفيت بابتسامة خرقاء ، فاستدرك قائلا :
- أخبريني هل تشعرين بتحسن ؟
أومأت برأسي و أنا أبتسم بسعادة فسألته :
- و لكن .. كيف حال يدك ؟
ابتسم و قال و هو يريني يده المضمدة :
- يدي بخير .. إنها مجرد جروح بسيطة ..
لكن رؤية الضمادة الملفوفة على يده أخافني و قلت له بقلق :
- يا إلهي ! يبدو أنك تأذيت كثيرا نامجون !
ضحك رابمون و قال :
- الجروح بسيطة .. لكن جين هيونغ استمر في لف الضمادة حتى بدت يدي و كأنها مكسورة ..
- آآه حقا ؟ .. أنا آسفة .. كل هذا بسببي ..
تنهد رابمون و قال :
- توقفي عن الإحساس بالذنب لأنه ليس ذنبك أبدا .. فأنت كنت ضحية مثل كل الفتيات سابقا ..
صمت قليلا ثم استدرك قائلا :
- أنت لا تعلمين كم تألمت حين اختفيت فجأة .. حقا .. لقد اشتقت إليك ..
تسارعت دقات قلبي و أحسست بحرارة في جسمي الذي اعتاد على البرودة بسبب الوحدة و الخوف في القبو .. ابتسمت بخجل ثم قلت بصوت هامس :
- أنا أيضا ..
فقرب الشاشة من وجهه و قال بصوت عال مازحا :
- ماذا ؟ ماذا؟ ماذا قلت ؟ لم أسمع جيدا ! أرجوك أعيدي !
ضحكت ثم قلت بصوت عال :
- بوغوشبتااااا !
فجأة دخلت فاطمة و وجدتني على تلك الحال ، كانت تنظر إلي بنظرات فارغة ثم ابتسمت بخبث ، شعرت بالارتباك بينما كان رابمون يقفز في مكانه و لم أستطع رؤية شيء سوى زوايا الغرفة .. فأنهيت المكالمة و أرسلت له رسالة ..
"فاطمة معي في الغرفة .. لا أستطيع إكمال المكالمة .. سأحدثك لاحقا.. "
جلست فاطمة بالكرسي بجانب سريري و وضعت كيس به مأكولات خفيفة على الطاولة و هي تحدق بي ، ثم بدأت تخرج الأكل من الكيس و تجهزه لي و هي لا تزال تحدق بي ، نظراتها أربكتني و كأنها تستفزني لأنها أمسكت بي .. فصحت في وجهها :
- يااا توقفي عن النظر إلي هكذا !
اقتربت مني و قالت :
- لماذا أنهيت مكالمتك مع حبيب القلب .. هل يمكن أنك تخجلين مني أوني ؟
دفعتها و سحبت الطاولة إلي و قلت :
- ياا ياا ابتعدي عني أنت تخنقينني .. أي خجل ؟ .. لا تزعجيني فأنا أشعر بجوع هستيري ..
بدأت أتناول الطعام بشراهة بينما ظلت فاطمة تنظر إلي و تبتسم ، فقلت لها بفم مملوء :
- توقفي عن النظر إلي هكذا و إلا أكلتك أنت أيضا ! أنا لم أتناول شيئا منذ يومين و يمكنني التهام أي شيء ! أراسوووو !
تابعت تناول الطعام بينما تغيرت ملامح فاطمة ، صمتت للحظات ثم قالت لي :
- أوغاد .. كيف يمكن أن يحرموكي حتى من الأكل ؟؟
عادت إلى ذاكرتي كل تفاصيل اليومين الماضيين المؤلمة لكني ابتسمت و قلت لها و أنا أتابع الأكل :
- لقد قدموه لي .. لكني رفضت تناول شيء منهم ..
- أيقووو .. ستتسبب مسألة الكرامة هاته في القضاء عليك يوما ما ..
دخل الطبيب الغرفة رفقة ممرضة و وجدني أتناول الطعام ، فاقترب و ضحك قائلا :
- يبدو أن أحدهم استيقظ جائعا .
شعرت بالحرج من الطبيب بينما كانت فاطمة تضحك و قالت :
- أنا خائفة أن تلتهمني أيضا ..
اقترب مني الطبيب و قام بفحوصاته لي بينما كانت الممرضة تسجل ملاحظاته ، ثم قال :
- أرى أنك بدأت تتحسنين لكن يجب عليك تناول وجبات صحية فأنت تعانين من نقص في السكر ، يمكنك المغادرة ابتداءا من الغد و سأصف لك بعض الفيتامينات و المهدئات عليك أخذها في موعدها .
ابتسمت بسعادة و قلت :
- حاضر دكتور ..
ثم قال مازحا قبل أن يغادر:
- تبدين سعيدة بمغادرتك .. لكن علي أن أفسد لحظة فرحتك .. ستعودين لزيارتنا كي تقومي بفحص الأشعة لركبتك لنتأكد أنها بخير ..
ساعدتني فاطمة على الاستناد في سريري ثم جلست بالمقابل لي فقالت لي :
- آه أوني لا تعلمين كم كان الأمر صعبا علي..
ثم قلت لها ..
- و لكن كيف تمكنتم من إيجادي ؟ و كيف تدخلت الشرطة في الأمر؟
تنهدت ثم قالت:
- حسنا .. في الحقيقة لقد تفاجأنا حين لم نجدك في غرفتك و كانت أغراضك غير موجودة .. و ما زاد قلقنا عليك هو حين أخبرنا بعض الخدم أنك غادرت النزل باكرا.. كان عليك رؤية رابمون أوبا لقد كاد يجن جنونه .. استمر في التحدث إلى جميع الخدم ثم موظفة الاستقبال و فريق عملهم .. حتى أنه اتصل بمدير الشركة يسأله عنك .. كنا نشك أنك ربما ذهبت إلى ندى أو على الأقل تعرف شيئا .. فطلبت من السائق أخذي إلى منزلها و حمدا لله أنه لا يزال يتذكر الحي ..
سألت عن منزلها حين وصلت و كانت المسكينة مسرورة برؤيتي .. فأخبرتني أنها لم ترك منذ زيارتك لوالدها .. المسكينة تركتها قلقة إلى درجة الموت..
فقاطعتها :
- يا إلهي لا بد أنها لا تزال مشغولة البال ..
فردت :
- لا تقلقي .. ذهبت إليها صباحا كنت أخشى أن يكون والدها بالبيت رغم أنه ليس كما توقعناه لكن ملامحه تخيفني .. فأخبرتها أننا وجدناك و أنك بخير .. كانت تريد مرافقتي لكن والدتها مصابة بنزلة برد و قد اعتذرت على تعذر زيارتها لك ..
- لا بأس .. سأذهب لرؤيتها حين أشفى .. ثم ماذا حدث ؟
- عدت إلى النزل مكسرة الفؤاد أحاول فهم ما يحصل .. و ما إن أخبرت الأعضاء أن ندى لا تعلم عنك شيئا حتى سادت الكآبة بينهم و رفضوا الذهاب للتصوير .. حتى أن مدير أعمالهم قام بتوبيخهم أتمنى ألا يكون قد أخبر بي دي نيم ..
تنهدت ثم تابعت :
- دخل رابمون أوبا إلى غرفته و حبس نفسه فيهة لساعات دون تناول شيء .. فدخلت إلى الغرفة أعيد تفقدها .. فتشت أسفل السرير ..
فقاطعتها :
- أنا مخطوفة و أنت تبحثين أسفل السرير؟
فردت متذمرة :
- كنت أبحث عن أي دليل !
ثم تابعت بهدوء :
- حينها وجدت هاتفك تحته و غير مشغل في الحقيقة .. كانت شاشته مكسورة .. يبدو أنه سقط بقوة .. فتفاجأت لأني أعلم أنك لن ترحلي بدون هاتفك مهما يكن .. شغلته و فتحته أبحث في استوديو الصور..
قاطعتها :
- أنا مخطوفة و أنت تبحثين في استديو الصور الخاص بي ؟
صرخت متذمرة:
- لقد قلت أني كنت أبحث عن دليل ! ..و وجدت صورة لسيدة ترتدي عباءة سوداء في الحقل المجاور للنزل .. و ظننت أن لتلك السيدة علاقة بأمر اختفائك..
ارتبكت لإيجاد فاطمة صورة رابمون بزي نسائي و من حسن الحظ أنني لم ألتقط له صورة من الواجهة ، التزمت الصمت متأملة ألا تسألني فاطمة عن هوية السيدة لكنها كانت منسجمة مع الأحداث التي عاشتها ..
- خرجت لأخبر الأعضاء بما وجدته لكن جيمين استمر في القول "مكان سري" و غادر إلى الحديقة و رفض أن يلحق به أحد ، ثم أتى رابمون أوبا يركض رفقة كوكي و تطلب الأمر الكثير من الوقت لأفهم منه أنك في خطر و أنه سيتصل بمدير الشركة ليطلب منه المساعدة ، حينها عاد جيمين يقول أنه لم يجدك .. في تلك اللحظة شعرت بالإحباط فقد ظننت أنه قد جن جنون الأعضاء لأنهم يظنون أنك تركتهم .. لكن يبدو أن خطة رابمون أوبا كانت ذكية بالرغم من أني لا زلت أجهل كيف اكتشف أنك في خطر .. لكن مدير الشركة ساعدنا كثيرا .. صحيح أنه رفض التدخل بمفردنا لكن استعان بقريبه عميد الشرطة ليساعدنا في إيجادك ..
ابتسمت بسعادة فقد كنت أعلم أن رسالتي قد وصلت إليه و أن ثقتي فيه لم تخب ، كنت متشوقة للعودة إلى النزل لرؤية الأعضاء و أعتذر منهم على جعلهم يقلقون و أصلح مشكلة رفضهم متابعة التصوير ، و أكثر من كنت أشتاق لرؤيته هو نامجون ..
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟