التفت الجميع إلى رابمون مستعدين للانصات قبل أن يقول كوكي :
- كما هو متوقع .. العقل المدبر ..
سأله شوقا أوبا :
- ما هي فكرتك ؟
أشار إلينا بالإقتراب فاقتربنا حتى كادت رؤوسنا تلتقي و أخذ نفسا عميقا ثم قال :
- أولا علينا التخلص من الهدف ، رئيس الخدم علينا إيجاد عذر يجعله يذهب إلى غرفة أحدنا و يبقيه فيها إلى أن تنتهي المداهمة ، بالنسبة لموظفة الاستقبال سأقوم بإلهائها بما أن على شخص يجيد التحدث بالانجليزية الذهاب ، أما الخدم فسنرسل السائق لشراء بعض المأكولات الخفيفة و يأخذها أحدنا للمطبخ و يقدمها للخدم الذين سيجتمعون عليها ..
قال جين أوبا :
- أنا سآخذ المأكولات الخفيفة للمطبخ ! ..
ثم قال جيهوب :
- أنا سأتكلف بمهمة إبقائه في الغرفة و ستكون معي أنت تايهيونغ..
- حسنا هيونغ .
ثم قال جيمين بحماس :
- أنا سأتسلل للمكتب ..
ضحك رابمون و قال :
- أريد أن أذكرك .. المعلومات لن تكون بالكورية .. على الأغلب ستكون باللغة العربية فكيف ستقرأها؟
فقلت له :
- أنا سأذهب .. لكن شباب حتى إن تم رصدي أرجوكم لا تتدخلوا أبدا ..
فقال لي جيمين :
- لا تقلقي نونا لن يتم كشفك .. سأرافقك و أقوم بالمراقبة..
ثم التفت إلينا كوكي و قال :
- مهلا .. ماذا سأفعل أنا ؟؟
وضع شوقا أوبا يده على كتفه و قال :
- أنت ستجلس معي هنا ..
ضحك الجميع بينما قلت له :
- جونغكوكي بما أنك سريع أريدك أن تراقب رئيس الخدم ، إذا رأيته مغادرا غرفة هوبي اركض بأقسى سرعتك و أعطي إشارة لجيمين ..
- حاضر نونا ..
تنحنحت فاطمة و قالت لي هامسة :
- أوني عفوا .. و لكن .. ما الذي كنتم تقولونه للتو؟
دفنت وجهي بين يدي و أنا أقول :
- آآآه .. أنت حقا في المكان الخطأ .. كنا نفرق أدوار خطة نامجون بيننا ..
- و ماذا سأفعل أنا ؟
- أنت ؟ حسنا .. شوقا أوبا سيبقى جالسا هنا .. سيحتاج لمؤنس .. ابقي برفقته
ابتسمت بسعادة و قالت :
- حسنا ..
تركت الأعضاء جالسين و خرجت لأطلب من السائق إحضار المأكولات الخفيفة و الشكولاتة التي ستكون بمثابة الطعم ، فسمعت صوت رابمون يناديني كان راكضا نحوي ، حين وصل قال :
- هل من الضروري أن نقوم بذلك ؟ أعني .. ماذا لو حدث لك مكروه ؟
- لا تقلق بما أنكم تقومون بحمايتي .. سأكون بآمان .. لكني خائفة أكثر من التسبب لكم في المشاكل.. لهذا لدي طلب منك ..
- اطلبي ما تشائين .. تعلمين أني لا أرفض لك شيئا
التزمت الصمت للحظات ثم رفعت خنصري إليه و قلت مبتسمة ابتسامة خافتة :
- في حال فشلت الخطة و كان أمر كشفنا من طرف رئيس الخدم وشيكا ، عدني أنك ستبعد الشباب عن الأمر و تلتزموا الصمت ، عدني أنك ستحمي الفرقة ..
- ما.. ما الذي تتفوهين به ؟ أنت تعلمين أني لا أستطيع إدارة ظهري لك ! و الأعضاء كذلك !
- أرجوك نامجوني .. إذا كان حبك صادقا لي فعدني بذلك .. إنه طلبي الأول و الأخير منك..
ظل رابمون صامتا لوقت من الزمن يشيح بوجهه عني بتعابير مضطربة ، ثم قال بهمس :
- حسنا .. أنا أعدك .. لكني لن أدع ذلك يحصل أبدا .. لهذا سأعدك بذلك..
ثم لف خنصره بخنصري و استمر ممسكا بيدي و قال بصوت حنون :
- أرجوكي .. كوني حذرة .. قبل أن تدخلي تأكدي إن كان هناك كاميرات مراقبة و حاولي تجنبها..
- حاضر .. لا تقلق..
بعد مدة من الوقت عاد السائق و هو يملئ السيارة بالمأكولات التي طلبتها ، فأرسلت رسالة لرابمون لتبدأ الخطة ، صعد كل من تاي و هوبي للغرفة رغم أننا كنا نجهل ما الفكرة التي سيجعلان رئيس الخدم يدخل الغرفة و لا يبرحها ، كان تاي يتجسس في الدرج ينتظر ظهور رئيس الخدم ، ما إن رآه خارجا من جناح المطبخ حتى نزل راكضا يصرخ و يطلب منه أن يتبعه و هو يردد :
- Come on ! Come on ! Mouse in our room ! Pali pali !
- ماذا ؟ فأر ! هذا ما كان ينقص نزلنا !
صرخ ينادي على أحد الموظفين الذي اعتاد أن يهتم بحقائب النزلاء و أمره أن يتبعه و صعدا وراء تاي إلى الطابق الأول ، كان بإمكاننا سماع صوت صراخ هوبي المدوي بوضوح ، فاتجه كوكي يتبعهم و يلتفت يمينا و يسارا كي لا يثير ريبة الخدم في الردهة ، حينها وقف رابمون و اتجه نحو موظفة الاستقبال و قام بتحيتها و أخذ يسألها عن مشكلة في مفاتيح غرفته ، بينما خرج جين أوبا إلي أمام النزل مسرعا و حمل الأكياس البلاستيكية المليئة و دخل النزل بخفة ..
لقد كان الاستقبال فاصلا بين جناح الخدم حيث يوجد المطبخ و بين مكتب رئيس الخدم..
دخل جين أوبا حاملا الأكياس و تظاهر بأنه متجه للطابق الأول ثم تسلل لممر جناح الخدم ثم أشار للخادمات اللواتي كن يقمن بتنظيف الأثاث و الديكورات فالتفتن لبعضهن يتبادلن النظرات و كانت غمزة من جين أوبا كافية لجعلهن يتركن الأعمال و يلحقن به للمطبخ ، حينها أصبح المكان خاليا لا يوجد سوى شوقا أوبا و فاطمة جالسين يتظاهران بمشاهدة شيء على الهاتف لكنهما كانا يبدوان حقا يشاهدان شيئا و نسيا أمر الخطة ..
وقفت أنا و جيمين و انحينا نمشي القرفصاء و مررنا من جانب أرجل رابمون الطويلة بينما كان جيمين يسبقني .. كان التسلل سهلا بما أن كلانا قصير القامة..
وقف جيمين عند مدخل الممر بينما اتجهت أنا مباشرة إلى باب المكتب ، أدرت مقبض الباب و تفاجئت به مغلقا :
- تبااا.. كيف لم أفكر في هذا !
التفت إلي جيمين و قال هامسا:
- ماذا هناك نونا ؟
- لقد نسينا أمر الباب .. إنه مقفل
- ماذا؟؟ آيييش ..
اقترب جيمين و أخذ يتفحص قفل الباب ثم نظر إلي يتفقدني و كأنه يبحث عن شيء و قال :
- عادة في الأفلام ينظرون إلى شعر الفتاة فيجدون الحل .. لكن .. لم يسبق أن كانت الفتاة تضع حجابا
- ماذا؟ ما الذي تبحث عنه؟
- أحتاج دبوسا نونا
نزعت ابرة من حجابي و قلت له :
- هل ستفي هذه بالغرض؟
أخذها و قال و هو يدقق النظر فيها و بوجه لطيف :
- حسنا .. لست متأكدا .. ربما
لف الابرة بأصابعه الصغيرة و أدخلها في فتحة القفل ، كان مركزا جدا و تعابيره جادة كما لم تكن من قبل حتى أنه كان يتعرق فقلت له:
- واااو أين تعلمت فتح الأبواب بالدبابيس ؟
قال و هو لا يزال مركزا:
- أنا لا أجيد فتح الأقفال بالدبابيس نونا..
- ماذا؟ و ما الذي تفعله الآن؟
نظر إلي بتعبير فارغ و قال :
- أحاول فتح الباب..
ثم عاد لعمله بينما كنت أهمس :
- آه يا ربي .. لما الجميع مستمتع بالأمر و كأننا نصور فيلما باستثنائي أنا؟؟
مرت بضع دقائق و لم يتمكن جيمين من فتح الباب إنه حتى لا يعلم كيف .. قلت له بينما لا يزال مركزا :
- جيمينااه مياني و لكن .. ألا ترى أنه لا جدوى من محاولاتك .. من الأفضل أن نغادر و نلغي الخطة إلى أن نعيد تكتيكنا بحكمة..
- انتظري فقط نونا .. سأفتحه قريبا .. لقد فهمت الآن طريقة عمل القفل..
لقد كانت أعصابي متوترة وكنت أخشى أن يتم الإمساك بنا نحاول فتح الباب فنقع جميعنا في المشاكل ، ربما أمري هين لكن لا يمكنني تخيل انتشار أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي و الصحف و الأخبار الكورية تقول أنه تم القبض على بانقتان بتهمة التعدي على أملاك الغير و محاولة السرقة في بلاد عربية بينما كانوا يصورون هناك سرا !!
بينما أنا غارقة في توقعاتي المظلمة فتح القفل فجأة فنظر إلي جيمين بوجه متفاجئ ثم ابتسم بسعادة حتى اختفت عيناه و قلت و أنا أبتسم:
- واااه جيميني ! أنت حقا بارع !
ابتسم بإشراق و قال بلهجته البوسانية :
- أرأيت ! أرأيت نونا ! أخبرتك أني سأفتحه ! عليك الوثوق ببارك جيمين.
- بالطبع أثق بك .. هيا خذ موقعك سأدخل الآن..
- حسنا .. كوني حذرة نونا.
دخلت إلى المكتب و أغلقت الباب ثم وقفت ملتصقة به أجول بعيناي في جميع أرجاء الغرفة حتى تيقنت أنه لا وجود لكاميرات مراقبة ثم اتجهت بسرعة إلى المكتب ، لقد كان المكتب واسعا بعض الشيء و تفوح فيه رائحة الأفرشة الأرضية الصوفية التقليدية المفروشة في جميع الغرفة ، و الكثير من الديكورات التي تبدو غالية الثمن و نادرة على الرفوف ..
وجدت بعض الأوراق على المكتب قمت بتقليبها بسرعة أحاول التركيز ، لكنها كانت جميعها تخص الفواتير و قائمات لا أعلم ما تعنيه ، رفعت رأسي إلى جهاز الحاسوب لحسن الحظ كان مشغلا بالفعل ، بحثت في الملفات الكثيرة الموجودة فيه و في النهاية وجدت الملف المنشود الذي يحتوي على قائمة بأسماء جميع الخدم لتلك السنة ، و أخيرا وجدت اسم ندى فأخرجت هاتفي بسرعة و أخذت صورا كثيرة للمعلومات ، ثم أعدت كل شيء إلى مكانه كما وجدته ، التفت لأغادر بينما كنت مركزة على هاتفي أتفقد وضوح الصور فارتطمت بمقبض درج المكتب و فتح قليلا ، لفت انتباهي ، شعرت بالفضول لأعرف ما الذي يحتويه ، فتحته فوجدت الدرج مكدسا بصور لفتيات خادمات في النزل كان واضحا أنها التقطت خلسة دون علمهن ، شعرت بالغرابة فأخذت أبحث في الصور و وجدت أن أغلبهن لفتيات لم أجدهن في النزل ، و إحداهن لا زلت أتذكرها كنت أراها تكنس مدخل النزل حين نعود من التصوير لكن مؤخرا أصبحت أرى فتاة أخرى مكانها .. كانت صدمتي الحقيقية حين وجدت بين تلك الصور صورا لي و أخرى لفاطمة و لندى .. أحسست بهالة باردة أحاطت بي ، كيف تم التقاط صور لنا دون أن نشعر بذلك .. و لماذا يملك رئيس الخدم مثل هذه الصور أصلا ؟
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟