3. عَرضٌ لِزواج مصلحة ..!

208K 10.9K 13K
                                    


تعالى صوت جرس المنزل فقلت أتجه إلى الغرفة : لن أتأخر !

أغلقت الباب وبدأت بالبحث عن ملابس مناسبة في حقيبتي ، صحيح بانني لم أحظر معي ملابس كافية ولكن لحسن الحظ بأنني قد وضعت فيها ملابس ملائمة ، ثبت نظري على الفستان البسيط الذي ظهر أمامي ، إنه فستان ذهبي امتزجت الوانه باللون البني الداكن وفي نهايته يتدرج إلى اللون الأبيض ، كان قصيرا وبسيطا جدا .. ارتديته بتمهل وحذر ولا أنكر بأنني شعرت بالرضى التام وأنا احدق بنفسي بالمرآة !
هذا الفستان معي منذ سنتان ، لقد أهداني إياه إيثان في يوم ميلادي التاسع عشر ، سرحت شعري لأتركه ينسدل على ظهري ولكنني في النهاية قد غيرت رأيي وقمت برفعه قليلا .. كما أنزلت غرتي على جبيني ووضعت ضلا للعيون وأحمر شفاه ..
نظرت إلى نفسي للمرة الأخيرة .. وهنا ..
استوعبت !
ما الذي فعلته في نفسي بحق الإله ؟ لما كل هذا ! لما أبالغ في مظهري أصلاً ولماذا كل هذا الحماس والإنفعال ؟

ازدردت ريقي بصعوبة أنظر إلى نفسي وأحدث انعكاسي : ما الذي تريدينه بالظهور بهذه الإطلالة ؟

أظهر انعكاسي وجه مستنكراً ولم أجد إجابة وأنا أشعر بأن فعلتي هذه ستقودني للجنون ، تنهدت بعمق هامسة بتشجيع : لا بأس .. لا بأس !

ثم خرجت من الغرفة ببطء نحو غرفة الجلوس ، ولم أجد سوى شخصين !
امرأة تبدو في منتصف الأربعين من عمرها ورجل يبدو قريبا من عمرها كذلك !

أكثر ما لفت انتباهي هو الأناقة والمظهر الراق لكل منهما ! المرأة ترتدي قميص وتنورة من الكتان بلون أزرق داكن بتطريز لطيف أبيض اللون ممسكة بحقيبة صغيرة الحجم ذات لون سكري لامع ! إنها امرأة رشيقة ترفع رأسها بشيء من الثقة والشموخ ، ملامحها حادة وجميلة تزين ثغرها ابتسامة هادئة وهي تنظر إلي بنظرات غامضة !

الرجل كذلك كان يرتدي بدلة سوداء رسمية ، كان طويل القامة نسبياً وعريض المنكبين .. هناك هالة غريبة وُجدت في الشقة فجأة !
قلت مبتسمة بلطف : مرحبا ..
كنت أقترب لأجدهما يحدقان إلى بنظرات متمعنة جدا ومتفحصة أربكتني ! حتى شعرت بالقلق والارتباك رغماً عني .
تقدمت لأصافح السيد الواقف بجانب كريس ، فامتدت يده ببطء وهو ينظر إلي مطولاً بطريقة جعلتني أنظر نحو كريس بحيرة وتوتر شديد !

إلا أنني تجاهلت الأمر قائلة : أ .. أنا شارلوت!
قال بهدوء لطيف : مرحبا يا شارلوت .. أنا جوشوا !
أضاف : نادني بجوش فقط ..
_ تشرفت بمعرفتك !
ثم اقتربت المرأة ذات الشعر البني الذي يجتاز كتفيها بقليل والذي يميل الى اللون العسلي تماما كشعر كريس !
صافحتها بابتسامة هادئة حيث قالت : مرحبا آنسة شارلوت ،أنا كلوديا عمة كريس ، وجوش يكون زوجي ..
اكملت بحيرة : أنت رائعة يا عزيزتي لم أتوقع مقابلة شابة بمثل ملامحك !
م .. ملامحي ؟ ما الذي تشير إليه وما دخل ملامحي في لقاءهما !؟
همست بإستغراب : ملامحي ؟ ما الذي تقصدينه سيدة كلو..
_ عمتي ..
قالها كريس بهدوء ليقاطعني و يرمقها بنظرة سريعة فابتسمت عمته وجلست بعد أن جلس زوجها وقالت : سعيدة بلقائك عزيزتي ..

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن