12. اللقاء الأول ~

212K 9.5K 23.5K
                                    

بتر تفكيري ، ظل ما على الأرض فرفعت رأسي ببطء لأراه واقفا يحدق بالغرفة بدهشة !

لقد كان ينظر إلى الفستان الممزق بعين عسلية متسعة ! أما أنا فنظرت للأرض بجمود أخفي الاضطرابات في داخلي !

رفعت عيناي أنظر إليه بترقب وتحدي ولكنني تفاجئت بتلك الدهشة تتبدد ليحل محلها سخرية غريبة وتكتف عاقدا ساعديه على صدره ليقول : أمر مثير !

أردف باستنكار هازئ : هل كان سبب تأخرك هو انشغالك بتمزيق الفستان ؟

أزعجتني جملته تلك فقلت باندفاع وقهر شديد : لم أكن لأحضره حتى !

أضفت بإستخفاف : من الوقاحة أن تترك الضيفة اللطيفة في الأسفل يا كريس .. تفضل هذا الفستان الجميل واعطه إليها .. إنها أمانة ولا بد من إعادتها ..

_ أوه !

ثم ابتسم ابتسامة مستفزة جدا ، أو هكذا رأيتها أنا !

وتقدم قليلا جاثيا ممسكا بإحدى القطع الممزقة ليقول مبتسما : ياللفستان المسكين !

رفع ناظره نحوي فلم أستطع إبعاد عيناي عنه ، بادلته النظرات بحقد وإنزعاج .

بينما نظراته كانت مستنكرة مستغربة !

_ لا تجرؤ على التحدث عن امور مقرفة ومقززة كالتي كنتما تتحدثان عنها ! هذا مثير للخزي بالفعل حسنا لم أكن أعلم بأنك زير نساء عابث ولكنني لم أستبعد ذلك أيضا ! ليس وكأن الأمر فاجأني .

ارتفع حاجبيه بينما أكملت بغضب : ولكن لا تذكرا أمورا كهذه أمامي ! على الأقل تقديرا لوجود طرف ثالث بينكما ، صحيح بأنه لا معنى لوجودي أمامك بالنسبة لك ولكن ليكن في قلبك قليلا من الاحترام ! أنا أكره أن يتم إهانتي بهذه الطريقة المثيرة للغضب و..

_ هل تغارين ؟

قالها محدقا إلي بابتسامة صغيرة فتوقف لساني عن الحركة !

لماذا يقولها بهذه الطريقة ؟ هل أبدو شفافة إلى هذه الدرجة ؟!

هل ما كنت أفكر به للتو صحيح ؟ إذاَ هذا يعني بأن تصرفي كان بدافع الغيرة ..

_ أنت آخر شخص قد أغار عليه يا كريس ! لا تحلق بأفكارك بعيدا والتمس الواقع أرجوك .. حتى لو انقرض رجال العالم فآخر من أغار عليه سيكون أنت ..

_ لماذا مزقت الفستان إذا ؟

ما خطب هذه النظرات الواثقة ؟ ما الذي هو واثق بشأنه هكذا ؟ هذا مزعج .. مزعج للغاية !

_ أنت تعرف لماذا ! لقد أخبرتك للتو بأنني لن أقبل أن تتم إهانتي ..

_ عن أي إهانة تتحدثين ؟

_ لماذا علي أن اكرر حديثي مرارا وتكرارا !

أردفت بحنق : ربما علي أن أنصحك ألا تتأخر على عشيقتك فهي بانتظارك في الأسفل !

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن