أتى صوته الذي لم أسمعه منذ أيام : لو لم أكن في كامل وعيي لأخبرت الجميع بأن شبحا لفتاة جميلة قد ظهرت لي بعد منتصف الليل ، ما الذي تفعلينه هنا بارتدائك ملابس كهذه ! ان كنت لا تستطيعين احتمال الأجواء الباردة فحري بك ان تندسي تحت فراشك بالأعلى
قالها بإسخفاف ، ولكنني نظرت للسترة وتساءلت ان كانت حركته تعني أن ادفأ نفسي بسترته مثلا ؟ فهو غير واضح حتى في أمور كهذه ! ثم سرعان ما سخرت من نفسي لتفكيري الساذج .. بالطبع لن يفعل أمرا كهذا ..
ليس كريس ..
رتبت السترة ووضعتها بين يداي انظر للأمام بصمت بينما قال : أيعقل بأنك كنت في انتظاري ؟
أجفلت لتلك الجملة وأسرعت أجيبه باندفاع : بالطبع لا ! وما الذي يجبرني على انتظارك ؟ أردت استنشاق الهواء وحسب !
_ في هذا الوقت ؟
_ وفي أي وقت أشاء أيضا يا محور الأرض !
ابتسم بهدوء وتمتم : فليكن !
ساد الصمت وكل منا ينظر للنافورة مستمعا إلى صوتها ، هذا الصمت الغريب يربكني كثيراً ! أشعر بالإضطراب وبصراحة بالخجل لمجرد جلوسه بجانبي ، يا الهي شتان بين ردة فعلي الآن وردة فعلي قبل أن أقع في شباكه ! لو عدت بالزمن قليلا ومررت في هذا الموقف فسأشمئز لمجرد ان نجلس بجانب بعضنا هكذا ..
أنا مضطربة ، ما الذي علي فعله الآن ؟ هل .. أسأله عن حاله مثلا ؟
أفيقي يا شارلوت ! انظري إلى من يجلس بجانبك أيتها المغفلة الساذجة ، إنه كريس ! مشاعري المراهقة هذه يجب أن تختفي في مكان لا طريق له وحسب ..
ولكنني توترت كثيرا لهذا الصمت وهذا ما دفعني لكسره حتى قلت ببرود : أ .. الن تنام ؟
_ نعم .. ولكنني أريد الجلوس قليلا ، اتمانعين ؟
رمقته بحيرة لأسلوبه الغريب ولكنني قلت بصوت منخفض : افعل ما يحلو لك .. لا يهم ,
ساد الصمت مجددا حتى شرب من القارورة فخرجت الكلمات مني دون ان اشعر : وجهك شاحب جدا ..
نظر إلي بحيرة فوراً فاستوعبت ما قلته فأسرعت أعقب بتلعثم : ك .. كما لو كنت جثة !
_ ياللقسوة ..
ثم ابتسم ابتسامة مضمرة بالكاد تُرى ونظر للأمام ، اسند مرفقيه على ركبتيه وقال : وجهك لم يعد شاحباً ..
أردف بنبرة غريبة : يبدو انك تتناولين طعامك جيدا عندما لا أكون في الجوار !
استنكرت ما قاله ولكنني همست : كل ما في الأمر بأنني عوضت الأيام السابقة ..
مر نسيم بارد مجددا محركا خصلات شعره فلم أستطع ابعاد عيناي عنه !
لا أستطيع ..
أنت تقرأ
عذراً لكبريائي
Romance_إن انقضت هذه الثلاثة أشهر دون أن أذرف دمعة واحدة بسببك يا كريس .. فسوف تعتذر لي ولعائلتي أمام باب منزلنا في مدينتي ، جاثيا على كلتا ركبتيك في حيّنا! ضاقت عيناه ولمعتا بشدة ، ثوان فقط حتى تقدم نحوي وأنا لا أزال استند على الباب ، وقف أمامي مباشرة لي...