42. مبادَرة ..

173K 8K 25.2K
                                    

تيـــا :

جينيفر هذه قد قلّبت الاجواء تماماً ، منذ أن أتت وهي لا تكف عن تفريغ طاقتها وحيويتها بشأن الجميع ، كما لاحظت بعض النظرات التي أصدرت شرارة عداوة بينها وبين أوليفيا ولا أظنني الوحيدة التي لاحظت ذلك فشارلوت تبدو ملامحها مرتاحة أكثر وربما تشعر بالأمان لوجودها ، أراهن على ذلك فهي لا تكف عن التبسم مسترقة النظرات إلى جينيفر وأوليفيا التي انزعجت للتو ودخلت إلى كوخ عائلتها بالرغم من تجاهل جينيفر لها وعدم تبادل أي كلمة بينهما !..

أخبرتني كلوديا للتو أن علاقة والدا جينيفر قديمة جداً بالعائلة ، وإن صح التعبير فهناك رابط صداقة قوي كان بين السيد الراحل إفليك وجَد جينيفر الذي توفي قبل وفاة إفليك ببضع سنوات ..

هذا يفسر الثقة التامة بوالدا شارلي بشأن مجيئه دائما لمنزل السيد ماكس ، بالرغم من ان كريس كان يمانع ذهاب جيمي إلى منزلهم مبالغة وخشيةَ عليه ، إنه عاجز عن الموازنة في تربيته بل وعن التصرف بحكمة عندما يتعلق الأمر بابنه .. وبالتفكير به الآن أتساءل متى سيبادر ويحاول توطيد علاقته به !!

أفقت من شرودي عندما أجابت جينيفر سؤال شارلوت بشأن وظيفتها ليتضح أنها تعمل في إحدى مؤسسات الإعلام تحديدا في مجال الصحافة وقد حصلت على ترقية مؤخراً لتكون رئيسة تحرير مجلة معروفة وتطمح لتكون المديرة التنفيذية لأعمالها الخاصة التي تخطط لأجلها مستقبلاً ..

انتشلت نفسي من حوارهما محاولة التركيز بمذاق الشاي الساخن وأنا أرشفه ببطء ، لقد وضعت آنا عليه بعض الأزهار العشبية التي زادت من لذة الشاي ، أرحت ظهري أسنده على الكرسي جيداً قبل ان تقع عيناي على السيد ماكس الذي خرج من كوخ عائلته واضعا يديه في جيب معطفه ويبدو أنه يشعر بالبرد الشديد ومع ذلك رسم ابتسامة هادئة يحدق إلى الجميع بتمعن ..

حتى شعرت بعينيه قد استقرت على شخص ما ، لم يكن سوى كريس الذي يبدو منزعجاً وضجراً من استناد جينيفر على كتفه وحديثها بفخر بشأن عملها ..

عاودت أنظر إلى السيد ماكس وقد ظل واقفاً بشرود وكأنه عاجز عن ابعاد عينيه عنه !

أراهن على أنه يتساءل في نفسه متى سيتصرفان كأي أب وابنه ..

هذا يحزنني كثيراً ولكن ليس بيدي حيلة ، تحدثت مع كريس بشأن والده أكثر من عدد المرات التي ناديت فيها بإسمه ولكن لا حياة لمن تنادي .. لا أدري متى سيبادر من تلقاء نفسه ! هذا الأحمق .. مقصر كثيراً في حق ابنه ووالده !

لا يمكنه أن يفهم ما أشعر به .. أن يخسر المرء أحد والديه أمر صعب جداً ، سيشعر بأنه فقد أحد أهم الأعمدة التي يستند عليها في حياته ، قد لا تعني وفاة باتريشيا بالشيء المحزن لكريس بقدر ما كان الأمر فاجعة .. ربما تخلص من عذابها ولكنه شهد انتحارها وهذا ما يجعل الأمر أصعب .. ولكنني خسرت أبي الذي كنت متعلقة به كثيراً ، عنى لي كل شيء في هذه الحياة ولو لا السيد ماكس وكريس لكنت غارقة منذ الزمن في الكآبة ولا أستبعد ان أستسلم وألحق بأبي ..

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن