كنتُ قد أخذت بضعة أوراق نقدية من أحد ادراج غرفتي ونزلت الدرج وانا لا ازال اسمعهما يتحدثان. وصلت إلى معطفي المعلق على الباب وارتديته وخرجت دون إصدار أي ضجة ..
هذا يكفي لقد طفح الكيل .. سأسوي الأمور معه وحدنا .. سأرى إلى أي نتيجة سأصل ، أنا متجهة إلى ساحة معركة بلا شك ، والخاسر فيها لن يخسر من بضعة كلمات فقط ، فأنا على الأغلب سأنفجر في وجهه حتماً !
بعد لحظات كنتُ أجلس في سيارة أجرة ، وبعد ان قطعنا مسافة ليست بقصيرة ادخلت يدي في جيبي باحثة عن شيء معين .. وحينها استوعبت انني نسيت هاتفي في المنزل !! يمكنني أن أرى مشهداً سريعاً لهاتفي على المنضدة بعد ان تركته كالحمقاء وكأنني سأذهب إلى منزل في آخر الحي وليس في المدينة المجاورة !
على العموم أنا متوترة ! كيف سأذهب هناك وبأي نبرة ينبغي لي أن أتحدث معه ؟ أو بالأصح اهدده فيها فالنقاش معه أمر مستبعد تماماً ..
صدقاً الحديث معه مشابهاً للتحدث إلى الشخص يفصل بيني وبينه زجاج مانع للصوت ! كل منا يصرخ ولا يستمع للآخر ويفسر الأمور كما يرغب !
حسناً ما الذي سأقوله له تحديداً ؟
سأقول له بكل بساطة بأن ننفصل بأسرع وقت ..
ولو رفض سيكون راغبا في إذلالي وحسب ، وهذا ما سيدفعني لتهديده او استخدام لهجة حادة معه وأريه أنني لست خائفة !
توقفت عن التفكير فجأة وانا احني جسدي للأمام بسبب الصداع الغريب الذي راودني للمرة الثالثة اليوم ..
تمالكت نفسي لأعيد رأسي للوراء وأسندها على المسند مغمضة عيناي بقوة وامرر يداي على جانبي جبيني لأدلكه برفق ..
اعلم بأن الصداع ينتابني بسبب سوء التغذية مؤخراً ..
أنا لا زلت مقصرة في حق نفسي بالفعل ، على الاهتمام بصحتي ، كما أنه لا يفصل بيني وبين الاختبارات النهائية سوى ما يقارب الشهر أو أقل ..
ولأنعم بحياة هادئة واخوض الاختبارات علي ان أقدم طلبا للمعهد الطبي بالحصول على التدريب في أي مشفى ولو كان أقذر وأرخص وأسوأ مشفى على هذه الأرض .. لو لم احصل على التدريب لن يُسمح لي بخوض الاختبارات وانا عاجزة فقط عن تخيل نفسي افوت فرصة التخرج !! لن استبعد ان يصيبني الجنون وانتحر بعد كل هذه السنوات المرهقة ..
علي أولا التخلص من كريس ، وتوصلت إلى أنه علي معاملته بجفاء ، ببرود ، بلامبالاة وحزم ، وسأنظر نحو عينيه مباشرة بكل جرأة وباحتقار شديد ..
سأجعل نبرتي عالية وواثقة ، ومشمئزة جدا !
" أنتَ مجرد ثري مدلل ولن تستطيع إذلالي أو شرائي بالنقود ، ولن تجبرني على الاستمرار في هذا الزواج ولن أخضع لك طالما أنفي يشم الهواء "
أنت تقرأ
عذراً لكبريائي
Romance_إن انقضت هذه الثلاثة أشهر دون أن أذرف دمعة واحدة بسببك يا كريس .. فسوف تعتذر لي ولعائلتي أمام باب منزلنا في مدينتي ، جاثيا على كلتا ركبتيك في حيّنا! ضاقت عيناه ولمعتا بشدة ، ثوان فقط حتى تقدم نحوي وأنا لا أزال استند على الباب ، وقف أمامي مباشرة لي...