17. شـــوق وكبرياء !

208K 9.7K 22.2K
                                    

تقدمت نحو الدرجات الثلاثة للمنزل ورفعت يدي لأطرق جرس المنزل بطريقة متواصلة وكذلك الباب مصدرة صوتا مستفزاً ، لحظات حتى سمعت صوت سام الذي يصرخ بغضب : من يطرق الباب بهذه الطريقة !

عندما سمعت نبرته الغاضبة تماديت أكثر في الطرق ليصبح صوته أقرب وهو يهدد : سأوسعك ضرباً أياً تكن يا من تطرق الباب بهذه الطريقة ..

فُتح الباب مستندا عليه وهو مستعد للشجار ولكنني سرعان ما صرخت بوجهه لأفزعه فاتسعت عيناه : شارلوت !

دفعته ودخلت اجر الحقيبة وتركتها عند المدخل أنظر للمنزل مبتسمة ..

إنني أقف في منتصف الردهة التي يوجد أمامها مباشرة الدرج الخشبي المؤدي إلى غرفنا ، وعلى يساره غرفة الجلوس ويليها المطبخ ، أما على اليمين فهي غرفة جلوس أخرى ولكن مفتوحة وذات أرائك موضوعة بشكل دائري ينتصفها طاولة وأمامها التلفاز الكبير الذي من الواضح ان سام قد تركه مفتوحا وهو يضع زر الإيقاف المؤقت لإحدى الألعاب ..

نظرت لسام وفي يده ذراع التحكم للعبة وتساءلت بحيرة : لماذا تأخرت إن كنت تلعب هنا !!

أجابني باستغراب : ذهبت إلى غرفتي قليلا ، هذا ليس موضوعنا ! ما الذي أتى بكِ فجأة ؟ لماذا لم تخبريني قبل مجيئك ؟ ماذا عن زوجك ؟ هل حدث شيء ما ؟

_ أسألك سؤالا واحدا وتجيبني بكم من الأسئلة دفعة واحدة !

أضفت وانا اتجه للأريكة : وما الذي سيحدث مثلاً ! إنني هنا لأنني اشتقت للعودة للمنزل ما الخطأ في هذا !

_ هاه ؟!

أغلق الباب وتقدم ولكنه تعثر بالحقيبة دون أن ينتبه ففقد توازنه وسقط لأنفجر ضاحكة مشيرة إليه بالسخرية : أحمق ..

وقف متأوها : اللعنة على حقيبتك !

ثم ركلها فامتعضت معترضة : لا تفعل هذا مجدداً !

تجاهلني وقفز على الأريكة ذاتها وظل يحدق إلي بعينيه الداكنتين حتى زفرت بملل وقلت ببطء : ما هذه النظرات الآن ! هل حقا لا أستطيع العودة إلى المنزل ! هل هذا ممنوع ؟

_ لا أدري ! ليس ممنوعا ولكن أنفي لا يخطئ .. يوجد رائحة غريبة !

_ لا يوجد أي رائحة عدى جوربك يا سام .. أردت العودة صدقني !

_ وكم يوم ستمكثين هنا حتى تعودين ؟

_ يومان على الأغلب ..

قلتها لأصمته مؤقتاً واتحاشى أسئلته فنفي برأسه : هذه الحقيبة لا تحوي ملابساً ليومان ، ثم أنتِ لست بحاجة لتجلبيها فخزانتك في الأعلى تكاد تنفجر ، أنتِ تكذبين !

_ يا الهي يا سام أنت مزعج جداً ، توقف عن المبالغة في التفكير والتحليل أنت ترهق عقلك دون جدوى !

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن