58. ~ الـبـدايــة ~

330K 12K 59.1K
                                    

في حال ظهور جمل مكررة أو ناقصة حاولن تحديث الصفحة أو تسجيل الدخول من جديد إلى الواتباد لتختفي المشكلة ❤

تنويه : تكملة للجزء الأول ..

تــيــا :

علي الجلوس معه قليلاً ولو لخمس دقائق قبل أن يعود إلى المشفى ، لم أنال كفايتي منه بعد ، أنا حقاً بحاجة إلى التحدث إليه .. ، تركت شارلوت مع والديها وكلوديا وكذلك ستيف وسام اللذان عادا قبل لحظات .. إيثان يجري مكالمة مع مقر عمله مع أن الوقت متأخر ، قال أنه مدير القِسم الذي يعمل فيه ولربما يكون أمراً مهما ، كما أخبرني أنه لا يستبعد ان يسأله عن وقت عودته وقد استقطع المزيد من إجازته السنوية وربما سيبلغ الحد قريباً ولن يتمكن من الإطالة هنا ..

أسرعت في خطواتي وأنا أصعد الدرج راغبة في الإتجاه إلى الجناح الذي تقع فيه غرفته ، ولكنني سمعت صوتاً خافتا في الجناح الآخر فغيرت وجهتي طالما الصوت مألوف ..

كما توقعت ، إنه جوش الذي يقف ويتحدث مع كريس أمام باب المكتب ، اقتربت منهما لأسمع جوش يقول بصوت منهك كمن خرج من ساحة المعركة : لا بأس ، ولكن ليكن في علمك أنني سأطالبك بإجازة لمدة شهر كامل وسأرتاح فيها من كل شيء ، وأخيراً يا رجل كدت ألفظ آخر أنفاسي بين جبال الملفات !

ابتسمت بلطف وتدخلت أقف بجانب كريس : ولا سيما وأنه كان مضطراً لمراوغة المزعج فابيان يومياً ، كل ساعة وكل دقيقة .. صباحاً ومساءً بلا كلل أو ملل ..

أردفت أوكزه بإمتعاض : أنا أيضاً كدت أتهور معه بسببك .. أتعلم انه قال بنظرة يملؤها التحدي بأنه سيضع مهلة أسبوع إن لم تعد فيها فسيتصرف تصرفاً آخر وسيطالب بكرسي الإدراة التنفيذية وينتزعه منك ؟

أغمض عينيه منزعجاً من ذكر إسمه وهمس : ذلك الكهل المنافق ، يبدو أن الكثير في انتظاري ..

ابتسم جوش وتحرك ليضرب ظهره بخفة : سأنزل لتحية والدا شارلوت ، كنت منغمساً في العمل ولم أحصل على فرصة لقائهم ..

نزل جوش في حين اتجه كريس إلى غرفته في الجناح الآخر فتبعته ، انتهى الأمر به ليدخل الغرفة ويضيئها متجهاً إلى الخزانة ويبدأ في وضع بعض الملابس في حقيبة متوسطة ، جلست على السرير أحدق إليه والابتسامة لا تفارق شفتي فقال منهمكماً فيما يفعله : هل آن الآوان لترحمي فكك قليلا ؟

نفيت بلا حيلة : أحاول أن أتمسك بالواقع ، لازلت لا أصدق أنك هنا .. كل شيء حدث فجأة !

رسم ابتسامة مضمرة وهو يخرج قميصاً أسوداً : لا تبالغي ..

زميت شفتاي واخذت الوسادة احتضنها أنظر إلى الحقيبة التي وضعها على السرير : وتجرء على أن تقول هذا ؟ كريس انت لن تفهمني مهما حاولت شرح نفسي ، عليك أن تستوعب أن الأخوة أمر مختلف تماماً عن الوقوع في الحب ، أحب إيثان كثيراً وفي المقابل أحبك كعائلتي المتكاملة بكل أفرادهما ، الوقوع في الحب لن يغني المرء عن حاجته الماسة إلى عائلة .. أن يشعر الإنسان بفقد أخيه فهذا كغرس سكين غير حادة في منطقة مميتة ، إنها ميتة بطيئة جداً تجعلك تنزف وتصرخ بكل ما اوتيت من قوة ، أنا جادة .. سأحرص على تذكيرك لاحقاً وفي كل فرصة أن تفي بوعدك لي .. إياك والإبتعاد مجدداً وتركي خلفك يا كريس ، أنا حقاً أفقد شهيتي تجاه هذه الحياة عندما تدير ظهرك لي ، إياك وأن تبث بي هذا الشعور الموحش مرة أخرى ، لا أخ لي سواك ، هذا العالم لم يمنحني سوى أخ واحد أستند عليه في شدتي ، ألجأ إليه في حاجتي وأضحك معه وقت المرح .. إن كنت تفهم ذلك فإياك وأن تجرؤ مجدداً ..

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن