26. ابـقـي ..

151K 8.5K 18.8K
                                    


تــيـــا :

عندما وصلنا إلى المشفى كنا نتجه نحو الجناح الخاص بخطى سريعة وكأننا في سباق عدو ..

وعندما وصلت للغرفة شعرت بأنني أمشي وحدي فتوقفت ونظرت للخلف لأراها واقفة والتردد في عينيها !

فهمت ما تشعر به فتقدمت نحوها متنهدة بإنزعاج : لا تقولي لي الهراء والثرثرة الفارغة الآن ! أشعر بأنني السبب ولا يمكنني رؤيته والى اخره من هذه التفاهات !

حدقت إلي بعين متضايقة : ولكنها الحقيقة ! لا يمكنني مواجهته ، على الأقل .. ليس الآن أنا حقا لا أستطيع !!

" ما الذي لا تستطيعين فعله ؟ "

قيلت بصوت اخر فنظرنا نحوه لنرى ستيف الذي خرج من غرفة كريس للتو !!

شارلوت :

كان ينظر إلي بعين جادة ممسكا بكوب من القهوة سريعة التحضير ، ثم نحو تيا التي قالت بهدوء : ترفض الدخول ! تعتقد بأنها السبب فيما حدث بالأمس !

أشحت بوجهي بينما تمتم ببلاهة : أي حماقة هذه ؟

زميت شفتي بإنزعاج دون أن أعلق فأكمل : لقد استيقظ قبل قليل وعاد لينام ، لم يحتمل ألم الخياطة والرضوض القوية في صدره ، لابد وأنك تعلمين حاجته الماسة لرؤيتنا حوله !

_ وجودي كعدمه ، لن يؤثر ولو قليلاً !

_ إن كان لن يؤثر .. فلماذا ترفضين الدخول إذاً !

فاجأني رده سريع البديهة و الجاهز ولكنني أسرعت أطرق برأسي بإستياء ، فقالت تيا بملل : أنا سأدخل لا استطيع الإنتظار هنا أكثر ، علي أن اراه بنفسي ، اقنعها يا ستيف ..

ذهبت في حين ظل ستيف ينظر إلي وهمس : أنتِ بالفعل مغفلة !

احتدت عيناه بإنزعاج وأضاف : في وقت كهذا تهتمين بأمور لا داع لإعطائها أدنى اهتمام ! ما خطبك يا شارلوت ؟ كريس مستلق هناك ولابد وأنه في انتظاركِ أيضاً !

_ كريس لا ينتظرني !

قلتها بضيق محاولة إقناع نفسي بذلك !

م .. محاولة إقناع .. نفسي ؟ ما الذي أقوله فجأة ؟

لماذا أتحدث كما لو كان الأمر .. على العكس تماما ؟

بللت شفتاي بتوتر فابتسم بهدوء قبل ان يقول : لنتمشى قليلاً ..

بالفعل قمنا بالإبتعاد عن هذا الجناح الخاص ونزلنا إلى مطعم المشفى لنجلس ، طلب لي كوب قهوة بالكراميل ووضعه أمامي فهمستُ بإمتنان : شكراً ..

ثم أسرعت أنظر نحوه برجاء : لا تتحدث بشأن دخولي إلى غرفته .. صدقني لن أفعلها !

رمقني للحظة ثم زفر بصمت ونظر للكوب لبرهة ، مرر يده في شعره قبل أن يتساءل مغيراً الموضوع قليلاً : هل عنقك بخير اليوم ؟ ..

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن