41. صـاخـبة .. !!

169K 8.4K 28.4K
                                    

شــارلوت :

نحن الثلاثة نجلس أمام حقيبة واحدة نقوم بتوضيبها ، كانا سعيدان جداً لذا ها أنا ذا أجاري حماسهما الشديد متناسية كل شيء وملقية بكل الهموم خلف ظهري ، فابتسامتهما وبراءتهما من الصعب ربطهما بالمشاكل أو الأحزان وما يشغل رأسي ، براءة الأطفال تمنحني شعوراً بأن لا شيء في هذه الحياة قادر على التغلب على الطهارة والنقاوة الحقيقة لجماليات هذا العالم ! لا شيء يستحق أن نحزن لأجله حقاً ! إنه شعور مؤقت ينتابني في كل مرة أرى فيها أعينهما تشع بالحماس والبهجة وكأن كل تفكيرهما ينحصر على كيفية إسعاد نفسيهما فقط ..

نظرت إلى الحقيبة بتمعن متسائلة : هل أنت واثق يا جيمي بأننا لم ننسى شيء مهم ؟

نظر بجدية وإهتمام إلى الحقيبة قبل ان يرفع عينيه العسليتان الواسعتان نحوي : نعم ، لم ننسى شيء .

أضاف عاجزاً عن إخفاء حماسه : ماذا عنكِ يا بريتني ؟

نظرت إلى بريتني التي كانت تجلس بجانبي تتناول قطعة كعك صغيرة وقالت نافية : أخبرني رين ألا أقلق بشأن حقيبتي لأنه طلب من أحدهم تجهيزها مسبقاً ، آنسة شارلوت ما الذي قد نفعله في المخيم ؟

عندما يتعلق الأمر ببريتني .. فيمكنني أن أرى إهتمام رين الواضح بشأنها !

بعد ما حدث في الأمس لم أكن قادرة على التوقف عن التفكير بشأنه ، كريس بعد ان أنهى استحمامه اندس تحت الفراش فوراً ونام دون أي كلمة مما جعلني أحتار أكثر ..

انتشلت نفسي من الأفكار الدخيلة متأثرة بعينيها الزرقاوين المترقبتان باستغراب فابتسمت : أمور كثيرة يا عزيزتي ، التزلج على الجليد ، الشواء وصعود المرتفعات ورياضات وأنشطة كثيرة بالإضافة التي ركوب مقاعد التلفريك المتحركة ، ماذا أيضاً ! أوه نعم .. لا تنسي المهرجانات التي تُقام بالقرب من مواقع التخييم .. ستقضون وقتاً ممتعاً بلا شك ..

لمعت عينيها بالحماس الشديد وفغرت فاهها بسعادة : يبدو هذا رائعاً حقاً ، ما رأيك يا جيمي أن نتزلج فور وصولنا !

انخرط جيمي في الحديث المنفعل بحماس معها فنظرت إليهما بتمعن أتفقد ما إن كانا يرتديان الملابس المدفئة والملائمة ، حتى وقفت متجهة لخزانة جيمي لأخرج منها عدة قفازات ليديه ووضعتها في الحقيبة ثم أغلقتها وتركت أحد القفازات معي في جيب معطفي ليرتديه بعد قليل ..

ابتسمت وأمسكت بأيديهما ليقفا وقد عدلت من القبعة الصوفية البيضاء على رأس جيمي مشيرة بإبهامي : هل نذهب ؟ إنها العاشرة والجميع في إنتظارنا بالأسفل .. هيا !

حينها طُرِق الباب ودخلت آنا التي حملت الحقيبة عني وكنت ممتنة لها لأنني لا زلت أواجه صعوبة الحركة الحُرة بسبب إصابة ساقي التي تعيقني قليلاً ..

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن