57. إعـتذار بلا مقدمات ..

251K 8.9K 43.1K
                                    

تنويه : الفصل الأخير أجريت عليه تعديلات وأصبح أطول مما خططت له لذا جزأته لفصلين ..

+

في حال ظهور جمل مكررة أو ناقصة حاولن تحديث الصفحة أو تسجيل الدخول من جديد إلى الواتباد لتختفي المشكلة ❤

.

.

.

رفعت حاجباي فوراً وقد طمأنته بلطف : أنا هنا يا جيمي ..

ولكنه نفي بتوتر وقد علم بوقوفي على بعد مسافة منه لبعد صوتي فبادرت أقترب متجاوزة كريس الذي يقف متسمراً في مكانه بثبات! ، جلست بجانبه أداعب شعره بحنان : لماذا تبدو مضطرباً هكذا !؟ لا شيء يدعو للقلق يا عزيزي ..

بدى مستغرباً كثيراً وقد همس بتلعثم : أمي من هنا ؟ يوجد شخص آخر اليس كذلك ؟

أردف باستيعاب فوراً متجاهلاً الأمر وقد سلكت أمارات السعادة والبراءة طريقها نحو وجهه متذكراً أمراً : حليب الشوكولا ؟

ابتسمت بلطف قبل أن أضحك بخفوت ومررت أناملي على وجنته بحبور ، لكم هو مؤلم هذا التخمين المتواضع والطفولي يا جيمي ، أنا حقاً بالكاد أتمالك نفسي أمامك ، لا بأس ... لحظات قصيرة تفصلك عن تحقيق ما رغبت به طوال الفترة الماضية .. لتسمع صوت من كنت ترجو دائماً تواجده إلى جانبك ، طلبك البسيط الذي لا يتجاوز رغبتك في الشعور بحضوره وحسب ..

شعرت بخطى كريس خلفي وقد كانت خطوات بطيئة متقاربة ، كما لو كان يماطل الزمان والمكان ، أو .. كما لو كان يرغب في التقدم وفي الوقت آنه يشعر بالخوف من فعل ذلك ! ، اكما لو كان يجسد للحظة التي نتقدم فيها ونعتقد أننا من الممكن ألا نصل إلى وجهتنا .. التفت أنظر إليه بتشجيع في حين كان ينظر إلى الصغير بتعبير أثار استغرابي وقلقي !!

بدايةً من عسليتاه اللتان تلمعان بشدة كلمعة النجوم المتربعة وسط الظلام الحالك وكأنها تعزز من تواجدها للناظرين ! وكأن في لُبِها خفايا عظيمة سئمت الكتمان وترجو تحريرها من كوامنها ، مروراً برجفة طفيفة في شفتيه وكأن عشرات الآلاف من الكلمات تنتظر في صف طويل لتتخلص من أسر الصمت بل وكأنها تتمنى من ثغره أن يكون مِكثاراً ومهذارا ويصفي شوائب عالقة في جوفه من مشاعر متزاحمة بشكل فوضوي !

أخفضت ناظري إلى قبضتيه اللتان يكورهما بقوة ويشد عليهما حتى ابيضت وبرزت عروقها ..

فتح فيّه يريد التفوه بشيء ولكنه تراجع وأطبقه بقوة ، ومع ذلك لا زال يقترب ، ابتعدت بدوري عن جيمي لأمنحه فرصة الجلوس مكاني ولكن الأخير شعر بابتعادي وقال بحيرة : أمي .. إلى أين ستذهبين ؟

اتجهت إلى الأريكة المقابلة لسريره والبعيدة قليلاً ، لتجلس أولين بجانبي وتمسك بملابسها بيد مرتجفة وقد نضح جسدها بالتوتر والإضطراب الذي يغلفها ليبث بي الإرتباك أنا أيضاً ، فها هو ذا قد وقف أخيرا بجانب جيمي مباشرة .. ضل الأخير ينظر بمقلتيه في الفراغ بتشتت : أمي ؟ ! سيدة أولين ؟

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن