4. يومٌ بِرفقةِ جيمي ..

192K 9.9K 8.2K
                                    


أنا لست في شقة أخرى صحيح ؟ ولا عالقة في حلم ثلاثي الأبعاد ! إذاً .. من هذا !
ابتسم الصغير بمرح ولطف ، واقترب مني وقال بوجنتين متوردتان : صباح الخير آنسة شارلوت !
عجز لساني عن التحرك بينما كانت عيناي متسعتان أحدق به ، وفي اللحظة التي لمحت كريس يخرج فيها من الغرفة بابتسامة واثقة لاحظت بأن الصغير ليس سوى نسخة مصغرة منه !
اسرعت أجلس بدهشة انظر إليهما حتى همست أخيرا بإستيعاب وريبة : أ .. أنت .. لا بد وأنك جيمي ؟!
تمتم كريس بحيرة : جيمي يبدو بأنك لم ترحب بها بعد ، اليس كذلك ؟!
أجابه الصغير متداركاً بتوتر: لقد استيقظت للتو فقط ! أ .. أمي ، أنا جيمي .. و .. هكذا فقط ..
قالها بخجل وبدى مرتبكاً ، بينما لا زلت أحدق به وإلى ملامحه التي تشبه ملامح كريس كثيراً !
لون عينيه العسليتان وشعره كذلك .. كوالده تماماً ! بشرته البيضاء الصافية واهدابه الطويلة ..
كل شيء فيه .. يبدو مثل هذا الوغد الذي أحضر ابنه إلى هنا دون علمي !! بأي حق يتخذ خطوة كهذه ؟

احترت قليلاً لملابسه التي كانت .. أنيقة ؟
هذا سيكون أفضل وصف لها ، فلقد كان يرتدي زي ملفت بخامته التي بدت مريحة ولونه البني الداكن وكذلك قميصه الأبيض القطني والذي كان شديد البياض ! بالإضافة إلى ربطة العنق التي يضعها دون ياقة بتصميم طفولي ولائمت الزي كثيراً وحذائه الأسود الرياضي الصغير اللامع !
لحظة !
لنترك كل هذا جانباً ! هل أتخيل أم أنه قال لي أمي ؟
وجهت عيناي نحو كريس بشيء من الحيرة والرغبة في الاستفسار فرمقني بمكر !
همست بتوتر وحزم : م .. ما معنى هذا !
ابتسم ابتسامة شعرت بأنها مستفزة جدا ، ولكنه بعثر شعره ونظر بعينيه العسليتين نحو الصغير ليقول بهدوء : جيمي ، ما رأيك ان تذهب إلى غرفتي وتلقي نظرة أخيرة على الأغراض التي جمعتها في الحقيبة ؟
أمال الصغير برأسه ورمقني بحيرة ثم فعل ما أمره به دون اعتراض!

استوعبت الأمر ونظرت نحو كريس الذي استند على الحائط القريب من شرفة غرفة الجلوس متمتماً : الأمر لا يحتاج إلى شرح !
قلت باندفاع وارتياب : بالطبع يحتاج إلى شرح ! ما الذي تحاول فعله ؟
شقت ابتسامته الهازئة طريقها نحو ثغره وقال : يبدو أن جيمي يرحب بك بسعادة معتبرا إياك والدته الآن ، ألا يبدو مسرورا برأيك ؟

كيف ! كيف يكون بهذا البرود ؟ ألا يدرك ما يقوم به !
ابتعد عن الحائط واقترب نحوي وهو يكمل بلامبالاة : لنختصر الأمر ونقل بأنه منتهي وحسب ، أنتِ الآن والدته يا شارلوت ولا داعي لتعقيد الأمور أكثر من اللازم ! عليك أن ..
ولكنني قاطعته وأنا أقف وأرفع يدي بحنق وقد فقدت أعصابي تماما محاولة صفعه إلا أنني تفاجئت بشدة عندما أمسك بيدي ودفع بي نحو الأريكة مجددا منحنيا فوقي بعينين باردتان !

حدقت به بتوتر وغضب في آن واحد لأقول ممتعضة : ما الذي تهذي به بحق الإله من سمح لك بـذلك ! لقد اعترضت على هذه الفكرة وأوضحت رأيي كما ينبغي وقلته مباشرة فلماذا تصر على ..
ولكنني أغمضت عيناي بسرعة وبقوة أشيح بوجهي بعيدا عندما شعرت بوجهه يقترب فجأة ، وعندما طال الأمر ولم يحدث شيئا فتحتهما ببطء وحذر شديد !

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن