تـــيـــــا :
تعالت اصوات السيارات وضوضاء المدينة في الخارج ، تقلبت على السرير بإنزعاج حتى فتحت عيناي بكسل وتثاقل ..
نظرت للمكان أتأمله للحظات ، لمحتُ الوعاء الشفاف الموجود على المنضدة والذي كان بداخله منشفة صغيرة بيضاء لأشهق بتدارك !! إيثان في الغرفة المجاورة ..
اعتدلت ببطء وانا ابعد شعري الملتصق على وجهي بسبب تعرقي جراء بداية زوال الحمى ، ارتديت الخفين وقد ارتجفت للبرودة التي اعترت جسدي ، اتجهت للحمام لأستحم بسرعة .. وعندما انتهيت وقفت الف المنشفة حول جسدي ونظرت لوجهي في المرآة فبدوت في حالة أفضل من الأمس بكثير ..
اختفى الشحوب تقريبا وهذا جيد ..
كما أشعر أن الحرارة قد انخفضت ومع ذلك لازلت أشعر بتكسر عظامي وبثقل في الحركة !
لولا مساعدة إيثان بالأمس لي .. لربما فقدت وعيي في المنزل ولم يدركني أحد .! أنا حقاً ممتنة له .. ولكن ، بالتفكير بالأمر فلماذا كان هنا أصلا ؟ اتذكر انه قال شيئا يخص الضجة في الأمس .. وللأسف كنت في حالة صعبة لا تسمح لي بالتركيز بما يقوله جيداً !
أود لو أفهم ما الذي أتى به ؟ أياً يكن السبب فأنا شاكرة جداً لمجيئه ، لا يسعني وصف سعادتي !
حسنا ، في الأمس كنت في وضع مريع ، أولا بسبب الحُمى وثانيا بكائي كالبلهاء أمامه ، لذا علي اليوم ان أبدو في إطلالة أفضل ومظهر أجمل ..
ارتديت ملابسي القطنية الدافئة بسرعة وجففت شعري ووضعت أحمر شفاه بلمعة شفافة وبدوت وكأنني في مراهقة تتأنق لموعد مع الفتى المتيمة به !
الأمر ليس بيدي ..
إنه إيثان ..
بدأت أدرك أنه من الضروري أن أسترده مجدداً ..
لن يفهم أي شخص كم أتوق لكلماته المعسولة والنظرة المميزة التي يرمقني بها .
ابتسمت لنفسي في المرآة أتذكر مقتطف سريع لموقف قد حدث في نفس هذه الغرفة قبل ثلاثة سنوات تقريباً ..
" وضعت الحقيبة على كتفي وحدقت إلى نفسي في المرآة برضى ، جيد ..
طُرق الباب ودخل إيثان الذي ظهر انعكاسه على المرآة مرتديا ملابسه الصيفية المناسبة لهذا الطقس الحار ، ابتسمت له وقبل ان استدير كان قد اقترب واحاط بخصري ليحني رأسه ويسند ذقنه على كتفي متمتماً بابتسامة هادئة : أخبرني أن أرى لماذا تأخرتِ ولكنه لا يعلم أنني هنا لنختلي قليلاً .. كريس هذا مزعج حقاً !
ابتسمت بسخرية ولكن سرعان ما تبددت السخرية إلى لطف وانا اهمس : عليك أن تفهم هذا ، هو يحب فصل الصيف ويستغل كل ساعة فيه ، لا تنسى معاناته مع الشتاء وحرمانه من أمور كثيرة فيه .. لذا يبدو متحمسا بعض الشيء على غير عادته .

أنت تقرأ
عذراً لكبريائي
Romance_إن انقضت هذه الثلاثة أشهر دون أن أذرف دمعة واحدة بسببك يا كريس .. فسوف تعتذر لي ولعائلتي أمام باب منزلنا في مدينتي ، جاثيا على كلتا ركبتيك في حيّنا! ضاقت عيناه ولمعتا بشدة ، ثوان فقط حتى تقدم نحوي وأنا لا أزال استند على الباب ، وقف أمامي مباشرة لي...