9. فعل ، وردة فعل ..

178K 9.8K 29.2K
                                    

الفوت أعزائي ..

قراءة ممتعة ..

أين ذهب ذلك الإتفاق السخيف بشأن كوننا زوجان محبان ؟ أنا لا أرى سوى زوج نذل يعشق إهانتي أمام الجميع وحسب !

تألمت لهذا كثيرا إلا أن الرجل الرزين قال بهدوء : كريس ، ما الذي تقوله يا بني !؟

تجاهله كريس وحدق إلي بتحدي وجمود فوقفت مما اثار استنكار الجميع .. ظهر بريق الشر في عينيه العسليتين اللتان كانتا أكثر صُفرةً بنظرته تلك ، و شقت ابتسامة ماكرة شيطانية ثغره لتنفرج زاويه فمه بخبث أدهشني ، ولكن تلك الابتسامة سرعان ما تلاشت تماما وحل مكانها الذهول عندما سكبت على رأسه كوب الماء ليشهق الجميع بتفاجؤ ويتوقف الزمن في لحظة ، لترفع الخادمة يدها المرتجفة على ثغرها بعدم تصديق وقد جحظت عينيها بخوف !

بعد فعلتي تلك همست بحقد وصوت حانق : التقطه بنفسك أيها المعتوه ..

اعدت الكوب على الطاولة بحزم ليصدر صوتا قوياً مدوياً ، اتجهت للباب لأخرج بسرعة من غرفة الطعام وأصفق الباب بسخط وفي خطواتي انفعال شديد وما ان خرجت حتى شعرت بالغصة الشديدة ..

تلك الغصة التي تسبق الرغبة في البكاء .. تلك الغصة المزعجة والتي سببت ألما في عنقي جراء مقاومة البكاء.

بل تلك الغصة التي أشعرتني أنها قد سدت مجرى دخول الهواء إلى صدري ..! أنا لا أبالغ .. أعتقد بأنني أختنق !

عضيت على شفتي بحزن أشفق على حالي التي أصبح يرثى لها ! لربما كان الوضع سيكون أفضل إن اهانني أمام اشخاص معدودين ولكن أن يهينني أمام خدمه اللذين يعيشون معنا في المنزل ذاته ! وأمام تيا تلك الصهباء اللئيمة ؟!

هذا لا يغتفر ! هذا مؤلم جدا ..

كنت أقاوم ولا زلت أقاوم البكاء بصعوبة بالغة .. حتى ان جسدي بدأ بالإرتجاف وقدماي بدأتا تنذراني بأنهما لا ترغبان في إكمال السير .. أغمضت عيني بقوة محاولة ان أهدأ وأنا أصعد الدرج وعندما وصلت إلى الممر المؤدي لغرفتي انتبهت لصوت خطوات متسارعة فالتفت حتى أجفلت وأنا أراه آت نحوي وعيناه لا تنذران بالخير ولو قليلا ..

انتفضت بذعر رغما عني وأسرعت في خطواتي بل ونزعت الحذاء العالي وتركته في الممر وأنا أسابق الريح نحو الغرفة فبدى بأنه أسرع كذلك ، اللعنة لماذا أشعر أن الغرفة أصبحت بعيدة فجأة ! أطلقت العنان لقدماي أكثر وأنا أرجوها أن تسعفني لأركض كطفلة هاربة من مختطفها ، وعندما فتحت الباب ودخلت كدت أغلقه إلا انه دفعه وامسك بذراعي ودفعني على الباب فارتطم جسدي بقوة فتأوهت دون شعور مني وأغمضت عيناي بألم !

كان يلهث وكأنه يكبت أعصابه بصعوبة ، بل وكأنه وحش على وشك أن يهيج تماماً ، شعرت بحرارة أنفاسه على وجهي فارتبكت وتألمت في آن واحد وفتحت عيناي متجاهلة ألم ظهري لأنظر إليه بصمت وازدراء ..

عذراً لكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن