" أظن أن لدي الحل لمشكلتك " قالت كايدي لها فسألتها بيلا بصوت مبحوح متعب
" و ما هو ؟ " حكَّت ذقنها بأصابعها ثم قالت
" ليس الآن ، سوف تُقام حفلة راقصة بعد ثلاث ساعات تقريبا و هناك شخص قد يستطيع مساعدتي في حل معضلتك "
و بالفعل بعد انقضاء ثلاث ساعات بدأت ألحان الموسيقى العذبة تنتشر في أنحاء القصر حتى وصلت إلى مسامع بيلا التي كانت تتفقد طلتها المرة الأخيرة، شعرها الأسود القصير الذي فردته على كتفيها و فستانها الأزرق الفاخر، و تلك القلادة ذات شكل قلب أزرق اللون احتلَّت عُنقها , و بعدها خرجت من غرفتها ، كانت أروقة القصر مفروشة بسجاد أحمر مخملي و جدرانهُ زاهية بزهور و زينة متعددة الألوان , و شموع كثيرة لتكسر ظلام الليل و كان هناك باب يقود إلى حديقة القصر الملكية , إلى المكان الذي يُقام فيه الحفل ، و كلما اقتربت بيلا من ذلك الباب العملاق كانت أصوات الموسيقى الكلاسيكية تعلو أكثر فأكثر ، كان تصميم الحديقة أقل ما يقول عنه هو مذهل، فاخر ، طبعا حفل ملكي فلن يكون أقل من هذا ...
عندما دخلت رأت النساء اللواتي لبسن فساتين من كل الأنواع و الأشكال , رجالاً يُقهقهون و يتحدثون معاً و هناك من يرقص و يتمايل مع أصوات الآلات الموسيقية ، رفعت فستانها الأزرق قليلاً و نزلت الدرج الطويل بحذر ، إتجهت إلى أحد الطاولات الدائرية الفارغة و وقفت تنتظر كايدي فللأسف لم يكن بمقدور جاك الحضور بسبب أمور الجيش فبقيت وحيدة بين مجموعة كبيرة من الناس اللذين تحقد عليهم من أعماق قلبها ، توقفت الموسيقى فجأة و سمعت صوت ذلك الرجل المسؤول عن منادات الأسماء الملكية يصرخ قائلاً
" السيدة كايدي رويال الحكيمة الثانية للملكة"و في هذه اللحظة رأت كايدي تنزل بوقار تلبس فستاناً طويل بني اللون تحاول قدر الإمكان أن لا تتكئ بعصاها و بعد نزولها من الدرج اقتربت من بيلا على الفور متجاهلةً كل من يُحاول الحديث معها أو مديحها ففي النهاية كايدي هي الحكيمة و صاحبة قوة كبيرة !
ابتسمت كايدي فبادلتها بيلا الإبتسامة بينما تقول لها " مابي أراك سعيدة ؟ "
أجابتها كايدي سريعا بينما تحدق بما حولها
" مرت فترة طويلة منذ أن شعرت بالإستماع و أنا أدخل إلى حفل ملكي ! "
" أين هو ذلك الرجل الذي قلتي أن حلَ مشكلتي معه ؟ "
سألتها بيلا فقالت كايدي مجيبة
" بما أنك لم تريدي من الملك التدخل في مشكلتك، قررت أن أطلب من الأمير زين المساعدة لأنه في المستوى الخامس أي أعلى مستوى بعد الملك "
عندما سمعت بيلا اسم زين تصنم جسدها لا إراديا و بان الألم ممزوجا بالحقد جليًا بمقلتيها ابتسمت لكايدي بسُخرية و قالت لها بانفعال
" أموت و لا أطلب المساعدة منه ! "
" لماذا ؟ " قالت كايدي باستغراب و تفاجئ من ردة فعلها فأجابتها بيلا سريعا بنبرة صوت بان فيها حقد و كره كبير " لأني واثقة أن حل مشكلتي ليس لديه "
أنت تقرأ
نورسين
Historical Fiction( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدو...
