" سآتي معك " هذه الكلمة جعلت نيران الغضب تشتعل في بيلا فصاحت عليه بينما تسحب اللجام من بين يديه " لا لن تفعل , إبتد عنِّي " كاد زين أن يتحدث إلا أن صوت سمانثا التي اقتربت منهم أوقفه " عزيزاي جيد أنكما لم تذهبا بعد , ايزابيلا هل لك أن تشتري قطع قماش أرغب في تصميم فستان متشابه لنا نحن الثلاث أقصد أنا و أنت و أنيلا "
" بالتأكيد مولاتي سأحضر لك ما تريدينه, و الآن إعذريني سأذهب " قالت بيلا بابتسامة لطيفة بينما تحكم قبضتها على لجام الحصان تستعد للانطلاق إلا أن سمانثا قالت لزين بأمر "إذهب معها صغيري و تأكَّد من كونكما بخير "
نظرت بيلا إلى زين باستغراب بينما تراه يصعد على متن خيله البني و فورما لمحت سمانثا نظراتها قالت بابتسامة مشرقة " زين سيأتي معك عزيزتي ليتأكد أنك ستكونين بخير و بأمان في السوق فلا تنسي أنك أصبحت أم الإبنة الوحيدة للأمير زين و لا يمكنكي أن تتمشي بين الناس وحيدة بلا حماية " رمشت بيلا عدة مرات من الصدمة التي أحتلت كيانها , أهذا يعني أنها ستكون في خطر من الآن فصاعداً , مهلاً هل قالت أن زين سيأتي معها للسوق , من أجل ماذا حمايتها !
لم تستطع بيلا التحكم بنبرة صوتها التي خرجت حادة بينما تحدث سمانثا " لا داعي لنتعب الأمير مولاتي سأكون بخير وحدي فهي ليست أول مرة أذهب للسوق وحيدة "
تنهدت سمانثا بهدوء ثم إقتربت بخطواتها من حصان بيلا و ربتت عليه بخفة بينما تقول لها " لكن عزيزتي ألم تسمعي ما قلته , أنت لم تعودي كما كنتِ , أصبحت أم ابنة الأمير زين ! " تنهدت بيلا بيأس إلا أن فكرة مجيء زين معها للسوق كانت مستحيلة, نظرت إليه بحدة و قالت بسخرية لم تتعمَّدها " إذاً سآخذ حارس معي مولاتي فلا داعي لنتعب سمو الأمير "
" لكن وجود زين معك سيكون أكثر أماناً " قالت سمانثا في محاولة أخيرة منها لتقنع بيلا إلا أنها لم تعرف قدر الحقد و القرف الذي تكنه بيلا في أعماقها له , و زين كان أكثر شخص يعلم بمشاعرها نحوه لهاذا قال لأمه ببرود بينما يترجل من على صهوة خيله" أتركيها تفعل ما تشاء أمي ..."
زمت سمانثا شفتيها بغيض و قالت باستسلام " حسناً , و لكن أرجوك إنتبهي لنفسك و خذي حارسين بدل الواحد " لم تستطع أن تكتم بيلا ضحكتها من الإنفلاج بينما تقول لسمانثا " لا تشغلي بالك بي مولاتي سأكون بخير " و بعد هذه الكلمات انطلقت سريعاً بجوادها متجهه إلى السوق , لكنها ذهبت وحيدة و لم تأخذ أي حارس معها ...
*** *** *** ***
تمشت بين المحلات، تمرر بصرها على زحمة المكان و صخبه الذي جعل ابتسامة لطيفة تُرسم على شفتيها , فعلاً كم تحب المجيء إلى السوق في كل مرة تشعر بالوحدة , ابتسمت بهدوء عندما لمحت كُشكاً خشبياً يبيع الأقمشة ألفته جيداُ , اقتربت منه بابتسامة بينما ترى ذلك الرجل الغريب , يبدو أنه عاملٌ جديدٌ فيه " عفواً يا سيد هل كلوي هنا ؟ " سألته بيلا بينما ترغم نفسها على رسم ابتسامة صغيره هادئة على الرغم من نظرات الرجل الحادة و التي لم تفهم الغرض منها " كلوي هناك فتاة ما تريدك " إلتفت الرجل و نادى عليها لتظهر هناك في الخلف بين كومة الأقمشة , صرخت كلوي " آتية "
أنت تقرأ
نورسين
أدب تاريخي( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدو...