بعد كل ما قالته كان ردُّه على حديثها ابتسامة رسمت على شفتيه فاقمت من حدَّة غضبها " أنت لا تعرفين أي شيء ! "
قال زين بصوت أشبه بالهمس فلم تستطع بيلا قمت ابتسامة السُّخرية التي رسمت على شفتيها بينما تقول " و هل تعلم أنت ؟ "
إلتفت و اتجهت إلى غرفتها و بسبب خطواتها السريعة كانت قد ولجت إليها بالفعل , أغلقت الباب خلفها , و كان أول ما وقعت عيناها عليه كايدي التي تجلس على الكنبة و جاك الذي يجلس بجوارها يحاول تهدئتها , فور أن تناءى لكايدي صوت فتح الباب ثم إغلاقه إلتفتت و نظرت إلى بيلا بنظرات حادَّة متسائلة بينما تقول بتأنيب
" ظننت أنك قد أخبرتني كلَّ شيء إيزابيلا "
" ولماذا علي أن أفعل هذا بالضبط ؟ " قالت بيلا بسخرية بينما تتجه نحو مدفأتها لتشعل النَّار فيها
" لأنك طلبت مساعدتي , و كان عليَّ أن أعرف أنك في المستوى الخامس على الأقل ! "صاحت كايدي بغضب واضح بسبب ملامح وجه بيلا الباردة التي استفزَّتها فأجابتها بينما تضع بعض الخشب لتزيد من إشتعال النيران
" أجل , طلبت مساعدتك و لكن هذا لا يعني أني سأخبرك بكلَّ شيء عن نفسي "
صمتت قليلاً ثم أردفت بينما تنهض من على الأرض و تحوِّل نظراتها الباردة ناحيتها " كايدي أنا ابنة غير شرعيَّة للملك أتعلمين ما الذي يعنيه هذا ؟ يعني الكره من قبل معضم من يكونون حولي لم تظني حقاً أنني سأجرُّ نفسي للهاوية بإخبارهم بأن لدي طاقة أو مستوى , هم إما سيحاولون قتلي لأني تهديد على المملكة أو سيقتلون أعز أشخصا علي , بالمختصر سيحوِّلون حياتي لجحيم أكثر مما هي عليه ! "نظرت بيلا إلى كايدي التي وجدت في نظراتها التفهم , و الشفقة , ابتسمت بسخرية ثم قالت لها " إمسحي هذه النَّظرة من وجهك كايدي , لا أحتاج إلى شفقتك "ثم حوَّلت نظرها إلى جاك و قالت له بينما ترمي بجسدها المنهك على السرير " لم أنم منذ فترة جاك لهذا أشعر بصداع شديد, سأنام قليلاً إذا شعرت أني قد وقعت في مصيبة أيقظني "
ابتسم جاك بخفوت ثم قال بينما ينهض من مكانه و يقترب من السَّرير
" حسنا لا تقلقي , عيناي عليك تذكري هذا "
إتَّخذت الوضعية التي أراحتها بالنوم و لم تكن إلا ثواني حتَّى بدء النعاس بمفعوله الساحر لكن قبل أن تنسحب من الواقع تماماً سمعت صوت كايدي التي قالت لها " جربي استعمال قوتك في ذاك العالم "
*** *** *** ***
برد شديد , هذا كان أول ما استشعرته إصطدمت رائحة الخشب المبلول بحواسها , و استطاعت استشعار نسمات الهواء الباردة التي تلجم جسدها , تشعر بألم فضيع سيطر على ظهرها , كما لو كانت قد سقطت من مكان مرتفع , أرغمت نفسها على النهوض تقاوم الوجع الذي يفتك بجسدها عن طريق إسناد يدها بالجدار لتستطيع المشي جيداً , مشت بهدوء و حذر بينما تضم نفسها تحاول أن تبث الدفء عبر أوصالها تتمشَّى في الممرَّات الكئيبة الضَّيقه و و ورق الجدران كساها ممزق و مهترئ يظهر الجانب الإسمنتي من الجدار , و بينما كانت تمشي لمحت باباً على يسارها لكن تستطيع أن ترى أنه مقفل لهذا لم تتعب نفسها بمحاولة فتحه و فور أن أرادت المرور من أمام ذلك الباب وافاها صرير أعلن عن فتحه بنفسه !طبعاً ما حدث المرة الماضية جعلها تتعلم أهم درس , وهو لا تدخلي إلى الغُرف التي تفتح أبوابها بنفسها , و هكذا أكملت المشي متجاهلةً الباب , و بعد مدَّة ليست بالطويلة وصلت إلى نهاية الطريق , و هناك باب خشبي أمامها تماماً , اقتربت منه و كادت أن تدير مقبض الباب فتناءى لها صوت ضحكات سمعته جيداً من فوقها , كادت أن ترفع رأسها إلا أنها شعرت بشيء يسقط على رأسها ثم يستقر بعدها على الأرض الخشبيَّة , نظرت للأسفل بينما تتأوَّه بألم و تمسح على رأسها لتتقصَّى هوية الشيء الذي وقع فوق رأسها , إنه كتاب كايدي الأسود أمسكته بيديها المرتجفتين
أنت تقرأ
نورسين
Historical Fiction( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدو...