الإنتقام , أمرٌ ترغب به بشدة لتطفئ نيران الحقد المشتعلة بقلبها , تريد الإنتقام من كل من آذاها يوماً , أن تذيقهم من نفس الكأس المريرة التي أذاقوها إياها , و أول من كان عليها الانتقام منه كانت سندي التي بدأ كل شيء بسببها هي , لولا حقدها و غيرتها لكانت هي تعيش سعيدة مع والديها و أشقائها !كان الكل نائماً في القصر الملكي في المساء الذي كان يسبقُ إحتفال ختام اجتماع العائلة الملكية , إلا بيلا التي كانت في غرفتها مستلقية على سريرها تراقب سندي التي تقوم بالإستلقاء على سريرها هي الأخرى تستعد للنوم عبر مرآة دائريَّة قامت بإلقاء تعويذة عليها تؤوِّلها لتَّجسس عليها , و فورما أغلقت سندي عينيها همست بيلا لزين الذي كان يستمعُ بإنصات لحديث سيث و آيدن على الرُّغم من عدم قدرته على رؤيتهم " سوف أبدء الآن "نظر زين إلى بيلا و اختفت تلك الابتسامة التي زينت وجهه منذ لحظات , أومئ لها ثم همس لأبناءه بأن الوقت قد حان و نهض من على الأرض و قال لجاك الذي كان جالساً بجانبهم يلمع سيفه و دايمن الذي يحدق بألسنة اللهب التي تشتعل في الموقد كعادته " سوف نبدء الآن "
نهض الجميع و اقتربت منهم كل من سالي الصغيرة و أنجل اللوات كنَّ يُساعدن بيلا على توضيب حاجياتها للانتقال لمنزلهم الجديد الذي تهتم جين حالياً بآخر لمساته ليصبح جاهزاً فينتقلوا إليه غداً , جلست أنجل بجوار أبناء بيلا و زين و قالت لهم بحماس " ما رأيكم أن تساعدوني إلى أن ينتهي والديكم من عملهم ؟ "
تركت بيلا المرآة جانباً فاقترب دايمن منها و جلس بجانبها , تنهَّد دايمن بخفوت بينما يرسم ابتسامة واسعة على شفتيه , فما سيحصل سيكون فعلاً أمراً ممتعاً , و بينما يستعد كل من بيلا و دايمن للقيام بجزئهما من الخطة ذهب كل من جاك و زين للقيام بجزئهما هما
إتجه جاك إلى الحديقة الملكية التي و كالمعتاد وقف حارسان أمام بابها الضَّخم الذي فتحاه سريعاً فورما أمرهما جاك بهذا فولج لداخل الحديقة , في البداية لم يستطع أن يلمح الملك إلا أنه رآه خارجاً من مكان ذو أسوار إسمنتية عالية تتدلى منه بعض من كرمات العنب , صحيح تلك هي حديقة الملك الخاصة التي لا يسمح لأي شخص بالدخول إليها سواه لدى الملك في القصر الكثير من الأماكن التي يحبُّ الإنفراد بها مع نفسه , إقترب جاك من الملك بينما ينده عليه بمولاي فلتفت الملك و نظر لجاك الذي أصبح يقف أمامه باستغراب مقطباً حاجبيه و مع هذا قال الملك له بصوته الرخيم القوي " مساء الخير جاك , ما الذي تفعله هنا في مثل هذه الساعة المتأخرة ؟ "
ابتسم جاك بهدوء و قال للملك بينما يشير إلى إحدى الكراسي التي تقع بعيداً عنهم نسبياً " مساء النور مولاي أتيت لأتحدث معك عن أمرٍ مهم " أومأ الملك بتفهم ثم إتجه كلاهما إلى تلك طاولة المستديرة و جلسا على الكراسي التي تحيطها ليكونا متقابلين وجهاً لوجه " ما هو أمرك المهم ؟ "
أنت تقرأ
نورسين
Historical Fiction( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدو...