غطت بيلا في النوم، أو هذا ما ظنته في البداية , فقد تغير الشعور من ذلك السرير المريح اللدن إلى قساوة و رطوبة باردة , فتحت عينيها ببطء لتقابل الظلام و الجوَّ الكئيب الذي حولها توسعت حدقتيها من الصدمة التي شعرت بها تشل عضلات جسدها , ماذا تفعل هنا، ألم تكن قبل قليل مع تلك المرأة أنجلإلتفتت بهدوء بسبب الألم الذي اجتاح عنقها و تلمَّست الأرض الصخرية أسفلها , أجل هذه هي الغرفة التي تحوي على العديد من الزِّنزانات
يا ترى ما الذي يحدث ، أين هي، هل كانت تحلم قبلا ، أم أنها تحلم الآن !؟ الخوف من المجهول جعل نبضات قلبها تصبح أعلى و الرعب الذي دب في جسدها جعله يرتعش كورقة تتقاذفها الرياح العاتية , إستقامت بجسدها من على الأرض و عقلها ما زال مشوشاً مضطرباً، هل كل ما يحصُلُ حولها مجرد حلم ؟
قرصت نفسها بقوة علَّه يكون مجرد حلم , فتأوهت بألم تدلك مكان القرصة على ذراعها , إذن هي لا تحلم , ربما تلك المرأة أنجل كانت من نسجِ خيالها الخائف , لكن هُناك الضمادات التي تلفُّ ذراعها و رأسها، من الذي فعل هذا إذا كان كل ما رأته قبل حلما؟!
أرادت التفكير أكثر فيما يحصل معها إلا أن صوت تناءا إليها، صوت ليس بالبعيد
" ه هل هناك أحد .. أرجوك س ساعدني "إبتلعت ريقها بخوف و تحرَّكت ببطء و ترقب لمصدر الصوت توزع أنظارها المرتعبة يمينا و يسارا خوفاً من ذلك المخلوق الذي قد يظهر لها ثانية في أي لحظة , توقفت أمام زنزانة ذات باب متصدءٍ كمعظم أبواب هذه الغرفة الواسعة التي لا يضيئها إلا عدة شموع متناثرة هنا و هناك ساهمت بخلقِ جو مهيب مرعب جعل قشعريرة مزعجة تسري بجسدها , إختلست نظرة حذرة من بين القضبان الحديدية للباب فلمحت رجلاً قد تم لفه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه بضمادات بيضاء اللون و قد بدا القدم جليا عليها ، مستلقي على خشبة و مقيد بأغلال من قدميه و يديه " أرجوك ساعديني ! "
قال الرجل متوسلا بنبرة صوت مرعوبة و ضعيفة للغاية بدأت تهدء نفسها و تطمئنها، ربما يكون هذا الرجل مثلها و يمر بنفس حالتها , حاولت فتح الباب إلا أنه موصدٌ بإحكام بقفل تنهَّدت بخفوت ثم سألت ذلك الرَّجل بصوت مرتجف
" كيف لي أن أخرجك , لا أملك المفتاح "
" إنه في إحدى الزنزانات الأخرى , أرجوك إبحثي عنه "
صاح الرَّجل فسارعت بيلا بسؤاله
" أتعلم ما هو هذا المكان ؟ "
" أجل أعرف , إذا حصلتِ على المفتاح و أخرجتني سأخبرك"
قال الرجُل و عندما كادت بيلا أن تعترض صاح الرَّجل بجنون " أحضري المفتاح ! "بعد صراعات داخلية استمرت طويلا قررت مساعدة الرجل فربما يستطيعُ مساعدتها , ربما يعرفُ ما يحصلُ حولها , هناك العديد من الزنزانات الأخرى حولها ربما تجد المفتاح بإحداها ، اتجهت لأحد الأبواب ثم دفعته بهدوء شديد و خوف ففتح سريعاً بعد أن أخرج صوت صرير مزعج أثار بداخلها المزيد من الخوف دخلت للغرفة علها تجد أي شيء ، لكن للأسف لم يكن هناك إلا زجاجة قديمة و مجموعة من القش , خرجت من الزنزانه فسمعت صوت الرَّجل ثانيةً يتوسل إليها لتُخرجه ، أرادت طمأنته بأنها ما تزالُ تبحثُ عن المفتاح لكن لسبب جهلته إنحشر صوتها و رفض الخروج !
أنت تقرأ
نورسين
Historische Romane( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدو...