♣️26 ♣️

6.9K 590 244
                                    

على الرغم من الحزن الذي يغلف قلبها كان هناك شعورٌ أقوى منه بداخلها جعلها تتناسى الحزن شعورٌ يدفعها لكشف الحقيقة المخفية عنها مهما كلفها الأمر , و لكن إن أردت أن تكشفها على قلبها أن يصبح أقوى , و الأهم عليها أن ترتب أفكارها و الأحداث التي حصلت سابقاً علَّها تجد بعض الإجابات , نهضت من السرير ببطء و إلتقطت الكتاب من الأرض فتحته و ألقت نظرة عليه لتتأكد من محتواه في حال تغير بطريقة ما , لكنه بقي كما هو نصف الأوراق قد كتب عليها و النصف الآخر كان عبارة عن ورق أبيض فارغ , تنهد بخفوت لتطرد اليأس الذي تسلل إليها فهو لن يفيدها بل سيعيقها عن كشف الحقيقة ...

وزعت عينيها حولها تنظر الغرفة التي عاشت بين ثناياها العديد من القصص التي أصبحت من الماضي، منها الحزينة و السعيدة , سريرها أهم قطعة في الغرفة ، طاولة و دولاب أعشابها حيث تفننت بإعداد المحاليل و الأدوية و السموم على مرِّ السنوات , و المدفأة المصنوعة من الطوب الأحمر ، تلك المدفأة التي كان أول لقاء لها بدايمن قربها , دايمن الذي كان وجوده شيء مهم للغاية بالنسبة لها , يمسح دموع حزنها و يقف بجانبها في أوقات حزنها إلى أن تخرج منها ، دايمن عنى لها الكثير و الكثير و على الرغم من إختفائه المفاجئ و إبتعاده عنها , إختفائه الذي لم تعرف سببه, كيف ذهب , و لماذا إختفى , لكن ما يزال لديها ذرة أمل بعودته في يوم ما إليها !

طرق باب غرفتها فقطع حبل أفكارها ، إقتربت من المدفأة و جلست بجانبها بينما تسمح للطارق بالدخول فولجت أنيلا سريعا تجري بابتسامة واسعة إلى حضن والدتها التي إلتقفتها سريعا و دفنتها بحضنها بينما تقول لها بابتسامة واسعة " عدت مبكرا صغيرتي كيف كان درسك ؟ " لم تكن أنيلا الوحيدة التي ولجت إلى الغرفة ، فقد ولج زين أيضاً و أغلق الباب خلفه , لم تستوعب بيلا وجودهُ إلا عندما إقترب منها بينما يقول " أنهت درسها سريعاً " جلس بجانبهم و قال لأنيلا بابتسامة صغيرة " أخبري ماما ما الذي قاله لك المعلم اليوم؟"

حوَّلت أنيلا نظرها لوالدتها سريعا و قالت لها بحماس " لقد قال بأني قويَّة و أني سأصبح فتاة مذهلة عندما أكبر " قرصت بيلا خدود أنيلا المنتفخة بقوة و قالت لها بفخر " فتاتي لن تصبح فقط مذهلة وقوية بل آسرة الجمال "

طبعت أنيلا قبلة على أرنبة أنف بيلا بينما تجيبها قائلة " جميلة كأمي "

" و بابا ؟ " سأل زين فسارعت أنيلا بقول " و بابا أيضا وسيم للغاية " ضحك زين بخفة و حمل أنيلا من حضن بيلا إلى حضنه يُقبِّل خدها المنتفخ بقوة فقهقهت أنيلا بقوة , ضحكة أنعشت بيلا و أنستها همومها لفترة ابتسمت بيلا بهدوء و عن طريق الخطأ حولت نظرها من أنيلا إلى زين الذي كان تركيزه كله منصب على أنيلا " زين "

ندهت عليه بيلا بخفوت فنظر إليها زين سريعاً و لكن بصمت و استغراب فهي لم تناده منذ فترة طويلة و كل ما تفعله هو القاء نظراتها الباردة المعاتبة عليه , أرادت بيلا قول أمر مهم لزين لكن عندما تذكرت وجود أنيلا في ابتسمت بهدوء و حولت نظرها إليها بينما تقول لها بلطف " صغيرتي لقد اشتريت لك شيء جميل منذ فترة و لكن دائما أنسى أن أعطيك إيَّاه هل لك أن تبحثي عنه في دولابي , إنه في صندوق خشبي "

نورسينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن