♣️17♣️

6.1K 619 142
                                    

بمساعدة من خيلها الأبيض وصلت إلى البحيرة بعد ثلاث ساعات كاملة , ترجَّلت من خيلها و ربطته بحبل مع جذع الشجرة ثم نزعت حذائها لتستطيع الشعور بملمس مداعبة العشب الأخضر لقدميها , ابتسمت بهدوء و أخذت شهيقاً تستمتع بنقاوة الهواء , أطلقت ضحكة خفيفة عندما رأت البحيرة تلوح لها من الأفق تتلألأ مياهُها تحت ضوء الشمس التي تتوسط كبد السماء الزرقاء الصافية , تمشت ببطء و هي تراقب أنواع مختلفة من الزهور الساحرة و الأشجار فارعة الطول و العصافير المزقزقة كل هذه الأمور جعلت الهدوء يلف قلبها , أنزلت حقيبتها و تركتها على الأرض ثم فكت رباط فستانها الأبيض لينساب و يصبح في الأرض فتبقى بفستان أبيض قصير للغاية كشف مفاتن جسدها , ابتسمت بهدوء و اقتربت من حافة البحيرة , أدخلت قدماها في المياه الباردة فسرت قشعريرة ممتعة بجسدها جعلت إبتسامتها تتوسع ,نظرت إلى مياه البحيرة التي تتلألأ ثم أنزلت نفسها بهدوء فغمر الماء جسدها , ضحكت بهدوء و هي ترى مجموعة من العصافير تطير في الهواء , لا بد عليها أن تحضر أنيلا معها في المرة القادمة , تنَّهدت بهدوء و أراحت رأسها على حافة البحيرة بينما تقول " أتعلمين يا بحيرة القمر ,منذ كنت طفله و همومي أشكيها لشخصين , أنت , و جاك و لكن جاك غير موجود لقد ذهب للحرب منذ ثلاث أيام تقريباً لهذا أتيت للحديث معك بما أني لم أتي لزيارتك منذ فترة "

تنهدت بهدوء و هي ترفع رأسها عن حافة البحيرة ثم أكملت كلامها قائلة " إلى اليوم أنا أجهل سبب ما حصل معي , لماذا بدأت الحقائق بالتكشف لي الأن ؟ , أعني قصة أمي و أبي , و عودة أنيلا لي هي أمور حصلت لي بسبب كابوس أجهل سبب حدوثه" شعرت بنسمات الهواء الباردة تلطم جسدها فتتسبَّب بشعورها بالبرد و هذا ما جعلها تخرج جسدها من البحيرة بينما ترتجف , و تكتفي بإدخال قدميها بالمياه , ابتسمت بهدوء و منظر مياه البحيرة اللامع ذكرها بذلك اليوم الذي غرقت به في اليأس , كيف ألقت جسدها في مياهها و كيف أملت أن تستقر جثتها في قعرها و تبقى هناك للأبد , و لا تدري كيف أو لماذا إلا أنها ما تزال حية إلى الآن , مدَّت يدها اليُمنى للأمام و همست بكلمات جعلت جُزءاً من مياه البحيرة يرتفع في الهواء ثم ببطء أحاط بيدها و بدأ بالَّلمعان بنور أزرق يخطف الأنفاس , تنهَّدت باستمتاع و هي تشعر بالدفئ يسري جسدها مما قلل من إرتجاف جسدها

" يا إلهي هذا جميل للغاية ! " فزعت بيلا من صوت أتى خلفها إلتفتت لترى إمرأة ذات شعر أشقر طويل و عينان بلون البُنِّ تنظر إليها " من أنتِ و كيف أتيت إلى هنا !؟ " سألت بيلا و هي ترى مياه البحيرة التي تجمعت في يدها تسكب سريعاً و تقع على الأرض لتقول تلك المرأة ببتسامة عذبة " أنا أنجل إيزابيلا ألا تتذكريني " نظرت بيلا إلى المرأة بتركيز نوعاً ما فلاحظت أن وجه تلك المرأة بالفعل مألوف , و لم تكن إلا ثواني حتى إستطاعت التَّعرُّف على صاحبه " أنت أنجل التي أنقذتني في ذلك اليوم ! "

" أجل " قالت أنجل بينما تترك تلك السلة التي كانت تمسكها على الأرض , نزعت حذاءها ثم إقتربت من حافة البحيرة و رفعت ثوبها , أدخلت قدماها في المياه بينما تجلس بجانب بيلا التي قالت بابتسامة هادئة لها " لم أشكرك على معالجتي سابقا , لهذا شكراً ! "

نورسينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن