ما الذي رأته عيناها ؟ , لقد كُشفت لها نصف الحقيقة قبل قليل , أمها لم تكن جارية كما قالوا لها منذ أن كانت طفلة ، بل كانت زوجةَ الملك الثانية لفترة , و ليس هذا فقط الملك يعلم بأمر قوتها و يتظاهر بأنه لا يفعل , لكن لماذا ترك أمها بعد أن تزوجها ، ما هو السبب الذي دفعه ليتخلى عنها , و ما علاقة أمها, لقد ناداها ذلك الرجل بليليان ريد , أريد هي كنيتها ، و لا ننسى قول إريوس بأن تومس كان ليسعد إن حضر هذا اليوم , هل من الممكن أن تكون أمها إحدى شقيقات تومس , ليزا أو جين ؟
لكن هذا مستحيل ,ليزا ذات عيون زرقاء و أمها ذات عيون كحلية واسعة , أمَّا جين فلم يذكر لها وصف في الكتاب , و لكن لا تنسى أهم أمر، أمها ساحرة , وهذا يعني أنها هي الأخرى ساحرة , هل من الممكن أن يكون هناك علاقة بين كون أمها ساحرة و رحيلها عن الملك ؟!
تنهدت بخفة تطرد كل تلك الأسئلة من ذهنها بينما تدخل إلى غرفتها فرأت سمانثا و قد غيرت ثيابها تجلس على الأرض بجانب المدفأة بينما تطرز قطعة قماش بيضاء " صباح الخير " قالت بيلا بنعومة لتستوعب سمانثا وجود بيلا رفعت وجهها و بابتسامة لطيفة أجابتها " صباح النورعزيزتي إيزابيلا " إقتربت بيلا من سمانثا وجلست بجانبها أمام المدفأة على الأرض ثم سألتها بهدوء
" هل ما تزال أنيلا نائمة ؟ " أومأت سمانثا بهدوء و قالت لبيلا " أتمنى أن لا تمانعي عزيزتي إيزابيلا لقد إستعملت حمامك ... "
" لا مشكلة عزيزتي إعتبري غرفتي هي غرفتك " إجابتها بيلا ثم نهضت من مكانها قائلة
" سأوقظ أنيلا " أومأت سمانثا فاتجهت بيلا إلى سريرها و استلقت بهدوء بجانب أنيلا الغاطَّةِ في نوم عميق , إبتسمت برقَّة و قبلت خد صغيرتها المنتفخ بخفة ثم مررت أناملها على ذراعها تدغدغها لتستيقظ و بالفعل تململت أنيلا بملامح وجه منزعجة في مكانها بينما تضحك بيلا على مظهرها اللطيف " صباح الخير صغيرتي , كيف حالك ؟ "
سألت بيلا عندما رأت صغيرتها ترفرف برموشها و تظهر عينيها ذات اللون المميز , حكَّت أنيلا عينيها بقبضة يدها و قالت بنعاس " صباح النور ماما " حملت بيلا إبنتها بحذر و اتجهت إلى دورة المياه ، نزعت ثيابها و ثياب أنيلا ثم ملأت الحوض بالمياه الدافئة و غطست هي و ابنتها فيه , كوبت يديها لتستطيع وضع بعض الماء فيه ثم رشته على وجه أنيلا لتبعد النعاس و الخمول عن صغيرتها التي قالت بكسل " أريد النوم أكثر أمي "
ابتسمت بيلا بحنان و سكبت القليل من سائل الإستحمام برائحة الياسمين على يديها ثم دهنته على جسد أنيلا بينما تقول لها " لا تستطيعين النوم أكثر فلديك معلم عليك الذهاب إليه " نظرت إليها أنيلا بحزن و قالت بينما تقوِّسُ شفتيها " لكني لا أريد الذهاب "
قبلت بيلا شفتي أنيلا بخفة و همست لها قائلة " ليس كل شيء نريده نحصل عليه صغيرتي " و كالعادة و بعد كل حمام جلست بيلا أمام المدفأة المصنوعة من الطوب الأحمر تمرر مسننات المشط على شعر أنيلاالداكن الطويل بينما تراقب أنيلا بدورها السنه اللهب التي تتراقص في المدفأة , طرقت سمانثا الباب ثم دخلت للغرفة قائلة لبيلا " بما أنك عدت ذهبت لغرفتي لأغير ثيابي كما أني طلبت من الخدم أن يحضروا الفطور إلى غرفتك لنأكل معاً "
أنت تقرأ
نورسين
Historical Fiction( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمعرفته فقد إقتصَّ الحزنُ منها و سيطر على تحرُّكاتها حتى باتت جسداً بلا روح , مأوى بلا أمل , و هجاً بدو...