. هل يمكن أن يكون الموت هو الباعث حقًا لكل ثقافاتنا وقيمنا؟
هل التفكير في الموت، بإعتباره مجهولاً أو بإعتباره النهاية، هو ماجعل الإنسان ينشغل في البحث عن فلسفة هنا، أو معتقد هناك، ليرمي عليه كل حيرة وخوف ورغبة في الخلود، تنفستها نفسه التواقه للحياة،، والعاشقة لملذاتها؟ .
ان الإستمتاع في الحياة والتفكير في الموت بالنسبة للذي يعتقد بإحتمالية وجود عقاب له بعد الموت قد لا يجتمعان في الأصل،، وان مانراه من اجتماعهما لدى معظم الناس المؤمنين في حياتهم؛ مصدره الأمل أو النسيان..
. الا أن أحدهم لو وقف وقفة صادقة مع نفسه، فسيجد بأن الأمل ليس دليلاً يثبت بأن لن يتعرض لعقاب آخروي شديد،، بل هو حيلة يحتال بها على نفسه المحبة للحياة وشهواتها،، حتى يستطيع التوفيق مابينها وبين اعتقاده بوجود عقاب آخروي قد يصيب بعض الناس... .
أما بالنسبة للغير مؤمن، فلا أظن بإنه من الممكن عقلاً أن يجزم بأن الموت هو النهاية،، قد يقول على الأرجح ذلك، أما أن يجزم بذلك، فهذا غير معقول،، فمثلما أن العقل يطلب دليل أو برهان للإثبات، فإنه نفسه يطلب دليلاً أو برهاناً للنفي، لكن تبقى لغير المؤمن فسحة لوضع التصور الذي يريده لما بعد الموت، وكذلك الفلسفة التي يراها مناسبة لكي يعيش حياته...
. ربما أن أغلب الناس يريدون الخلود، ولأنهم رأوا بأن الخلود غير موجود في الحياة؛ راحوا يبحثون عن الخلود الرمزي، كأن يقول أحدهم بأنني أريد أبناءًا ليبقى لي ذكر في الحياة، أو أريد أن أعمل الشئ الفلاني حتى يذكرني التاريخ،، مع العلم بأنه لايعلم على وجه اليقين ما اذا كان سيشعر بنشوة هذه الأشياء بعد موته أم لا... .
ان الناس بحاجة الى فلسفة أو عقيدة ما لكي يعيشوا حياتهم،، فهم يريدون أن تكون لحياتهم معنى، فيصعب عليهم أن تكون حياتهم بلامعنى...
وفي الغالب،، فإنهم يرثون التصور القيمي عن الحياة من أهاليهم،، ليعيشوا حياتهم على أسسه مطمئنين،، فهذا الإرث قد وفر عليهم حيرة البحث عن معنى للحياة...
بيد أن معاني الحياة يجب أن تكون نسبية تختلف بإختلاف الزمان، والا صارت وبالاً على الإنسان... . عاشت صباح بعرض الحياة وطولها وبفلسفة نادرة أشبعت فيها حيرتها وخوفها الإنسانيين،، فهل يمكن أن تكون فلسفة صباح؛ مذهبًا فلسفيًا؟ .
أنت تقرأ
يتفكرو
Romanceإذ كان لك في القلب ذاكرة , سوف تجد لقياها هنا. إذا كان لك وجود في اللامكان, ذلك البعد اللامتناهي بين قلب يدق وعقل ينادي إذا فمكانك هنا. روائع ما يقال و يذكر بين القلب والعقل, الحديث المحتقن بين مشاعرك و ضميرك.... مكان ذلك الحديث هنا, بين صفحات كتابي...