تنسي كل ما يمر على بالك في لحظات كنت متعمقا فيها في سراديب فكرك, متناسيا أنك تدور في عقلك بدون حبل نجاة تسحبه عندما تريد العودة لرأس موضوعك... تضيع وتستمر في الضياع في تلك المتاهة الصعبة اللامتناهية...ذاك الموضوع الذي طراء على بالك عندما تذكرت شخص, أو مكان أو حتى بسبب أغنيه سمعتها على الراديو...مشعل الفتيل لحرق أعصابك وجعلك تفكر وتفكر...وتفكر...وتضيع!....ولكن بدون أن تتذكر السبب الذي جعلك تذخل هذه الدوامة!
بكلمات أغنية مغربية لم أفهم منها شيء سوي المشاعر التي حاولت الموسيقي الحزينة أن تعبرها.....وصوت المغني يغني بأنين واضح.....في كلماته قصة تحكي عن محبوبته.....عن ضياع حبهم أو عن صدّها له.....أو عن كرهها له.. أو كما فهمت بعد بحثي للكلمات أنها قد فارقت هذه الحياة وهو يرثي لها كلمات أغانيه..
هذه الأغنية تعتبر من الأغاني المفضلة لذى والدي, فأنا لا أسمع للأغاني المغربية لأني لا أفهم لهجتهم...لكن لسبب ما هذه الأغنية بقيت عالقة في فكري....كل ما أستمع لها يدور ببالي "ألف موال و موال" كما يقولون.
ما أصعب الشعور الذي يلازمك عندما تشعر بفقدان شىء من حياتك قد تعودت علي وجوده لفترة طويلة من الزمن...ولكن قد نسيت ماذا يكون هذا الشيء!
تشعر بوجود مكانه...أو بالأصح فجوة في مكانه تشعر بها تكبر و تكبر ولكن لا تعرف كيف تملائها لأنك في الأصل نسيت المرتكز الذى كان مصدّها...
ما أصعبه.....
مشاعر المغني في هذه الأغنية المغربية تحكي لي قصة تناساها عقلي ولكن قلبي لم ينساها...ما أعظم كبرياء النفس البشرية إذا ما تركتها تأخذ زمام الأمور.... تستطيع أن تجعلك تنسى ما قد يضعفك...يتسبب في هزيمتك وضياع قلبك....ما أقواها حقا!!. ولكن مازالت ذاكرة القلب أقوى منها بكثير!....
هل ما نسيته كان مسبب المغص الذي أشعر به الأن في قلبي؟ تلك الطعنة التي تجعلك تشعر وكأنك تتعرض لذبحة قلبية؟ ماهو الذي تناسيته؟
ما أطرف مصطلح الذبحة القلبية..لا أعرف لماذا أضحك وأنا أفكر بهذا المصطلح الأن وهو ليس مهما في بحثي الواهي عن التذكر...ما أسخفني في بعض الأوقات حقا!!!
ولكن إنتظر للحظة يا عقلي! هل حقا إستطعت التنازل عن عنادك وترك كرسي السائق لنفسي لتقودك وأنت مسلماً تمام الإستسلام لها؟ كيف إستطعت فعل ذلك أخبرني؟ قلبي تكلم من وسط ضجيج الأفكار المترددة التي تدور وتدور, متواعدة حتي تجعلني أضيع أعمق وأعمق في فكري...
وسكتت الموسيقي وتوقف الغناء وساد السكوت ولم أستمع حتي إلى والدي الذي كان يتحدث معي...لم أستيقظ بعد من غيبوبتي الفكرية بعد....صحيح لوهلة ضاع الشعور الذي إعتالاني في تلك اللحظة....الشعور الذي سبب فكري بالضياع والبحث المكثف للتذكر...
"نعم!"
"ماللذي تفكرين به وأنا أتحدث معك!"إبتسمت وإستمر والدي بتشغيل موسيقاه المفضلة ويالأسفي كل أغانيه المفضلة كانت أغاني مغربية...
صحيح إختياري للكتابة تحت عنوان أفكر بمشاعر مغربية قد إتضح معناه كلما إستمريتم بالقرأة صحيح؟بالعكس مازال لم يتضح... وأنا لا أستطيع توضيحه بعد للأسف لأني مازلت ضائعة
لأن مشعل فتيلي كان مغربيا وأنتم....من مشعل فتيل التفكير لديكم؟....

أنت تقرأ
يتفكرو
Romansaإذ كان لك في القلب ذاكرة , سوف تجد لقياها هنا. إذا كان لك وجود في اللامكان, ذلك البعد اللامتناهي بين قلب يدق وعقل ينادي إذا فمكانك هنا. روائع ما يقال و يذكر بين القلب والعقل, الحديث المحتقن بين مشاعرك و ضميرك.... مكان ذلك الحديث هنا, بين صفحات كتابي...