الفصل الأول

20.3K 298 3
                                    

ذهبت فقط ...بعد كل ذلك ذهبت...
وقف متسمرا لا يقدر علي الحراك .ضربته وذهبت تاركة إياه يكاد ينفجر من التفكير
لم فعلت هذا لم ضربته لم استقالت من العمل والأهم من ذلك كله لم أعطته دبلتها وذهبت
فقط ذهبت بدون أن تعطيه الإجابة عن أسئلته...
وقف هو يحاول إيجاد الإجابة بنفسه ..حاول أن يتذكر أحاث الأمس فربما فعل هو خطأ عن قصد أو بدون قصد ...حاول وحاول وحاول ولم يتوصل لأي إجابة تريحه من التفكير ..التقط مفاتيحه ويستقل سيارته متجها نحو منبع الإجابات..وصل إلي القصر وجد فريدة جالسة في مكانها المفضل ...الحديقة ...اقترب منها بسرعة.
إياس : ماما ...هي إبان جات هنا الصبح ...؟؟
فريدة بقلق: لا مجاتش أخر مرة شوفتها كان امبارح ...مالك في إيه .؟؟
إياس بحزن :إبان جات من شوية الشركة وسابتلي الدبلة واستقالتها من الشغل .
فريدة بتعجب :وليه ده كله ...؟
مرر إياس يده في شعره بقوة كادت أن تقتلعها : مش عارف هتجنن .مش لاقي السبب اللي خلاها تعمل كده ...؟_
فريدة: طب استني أنا هأكلمها وأخليها تيجي هنا. .
وبالفعل اتصلت فريدة بإبان ولكن صدمها ما فعلته فهي قد أغلقت الخط وبعدها الهاتف كله ..
ابتلعت ريقها بقلق : تقريبا الموضوع كبير ..فأنت اللي لازم تعمل كده ...وتعرف بأي طريقة هي عملت كده ليه ....؟؟
قام إياس من مكانه ليتجه نحو سيارته ويستقلها متجها نحو منزلها ..
ولن يتركها تلك المرة حتى يعرف سبب ما فعلته . .؟
وصل إلي وجهته لينزل من سيارته بعد أن ركنها ....استقل المصعد ليصل إلي الطابق الموجودة به شقتها ....
***
وصلت إبان إلي العنوان التي أعطتها إياه صديقتها هدي التي تعمل معها بنفس الشركة وتشاركها أيضا المكتب ...
رأتها هدي فأشارت لها حتى تراها ..رأتها فذهبت إليها مباشرة ..
إبان باستنكار :جايبانا نقعد في صحرا يا مفترية،!..
ضحكت هدي وهي تقول :مش أنتي اللي طلبتي مكان لا يوجد به أناس ...وهو أنا جبتلك واحد.
إبان : ماشي .متشكرة جدا علي إنك جيتي ...
هدي:ولايهمك أبدا يا بطة ...وأكملت بقلق : في إيه بقا قلقني صوتك في التليفون ..
إبان: مش كان نفسك تعرفي مين هو خطيبي قصدي اللي كان خطيبي ...؟!!
هدي:ياريت والله ...بس قصدك إيه ب"كان"دى ...؟؟؟!
إبان: أصل قبل ما أجي فسخت الخطوبة المبجلة ..!!!
صرخت هدي قائلة : يالهوي ...هو أنتي لحقتي ده يدوب ليكوا شهرين مخطوبين أنتي و...
أكملت إبان : أنا وإياس ...نظرت إليها بتعجب وصدمة مما سمعته فأكملت لها إبان الخبر : أيوة ..أنا كنت مخطوبة لإياس بيه منصور ....
فغرت هدي فاها من الصدمة محاولة منها استيعاب ما تقوله إذا كل شكوكها كانت بمحلها ...فهي وإياس منصور رئيسها بالعمل علي علاقة أو بمعني أدق كانوا ....
حاولت هدي ألا تزيد إبان هناً...فسألتها بتوجس :ليه ....؟؟
إبان: مش عايزة أقول ليه ...أنا عايزة أعيط ..بس ..
فتحت لها هدي ذراعيها لترتمي إبان في أحضانها وهي تبكي سرعان ما علت شهقاتها ....وهدي ما بيدها إلا أنها تربت علي ظهرها برفق .....
هدأت إبان بعد مدة حاولت فيها أن تفرغ شحنتها أمام هدي حتى لا تستطيع مواجهة والديها .....
مسحت إبان دموعها وقالت بصوت شجن : أنا عايزة أروح
هدي : جاهزة إنك تشرحي ....؟!!
إبان بصوت مختنق : لا مش هاشرح لحد دلوقتي غير لما أنفذ اللي في دماغي ....!!!
هدي: إبان خلي بالك من نفسك وبلاش تتسرعي ...
إبان : لا خالص بالراحة أوى ....
هدي: طب يا حبيبتي تحبي أوصلك ..؟؟!!
إبان بامتنان : لا ميرسي يا هدي تعبتك معايا ..
عاتبتها هدي قائلة: اخص عليكي ....اوعي أسمعك تقولي كده تاني ....!!!
ابتسمت إبان بامتنان: ربنا يكرمك يا هدي ....!
افترقتا الصديقتين بعد وداع كان معظمه نصائح هدي لإبان بأخذ وقتها في التفكير مليا قبل أن تأخذ خطوة تندم عليها لاحقا ....
***
دق إياس جرس الباب لمنزل مصطفي الشافعي
لتأتي مني وهي تصدح : طيب جاية اهو ياللي علي الباب ....
فتحت الباب لتجد إياس أمامها فابتسمت عفويا مرحبة به : أهلا يا إياس اتفضل. يابني ....
تساءل إياس قبل دخوله للمنزل : هو عمي مصطفي موجود ....؟!
سمع صوت مصطفي العالي نسبيا وهو يقول : تعالي يا إياس يابني اتفضل ..وأكمل بحزن: هأكون فين يعني ،،،!؟
إياس بأسف : مش قصدي والله يا عمي بس أنا فكرتك في المستشفي عشان التحاليل وكده ....!!
مصطفي: تعالي ولايهمك ..قولي عامل إيه ،،...؟
إياس: الحمدلله ...
مصطفي: وإبان فين ..؟
إياس : متقلقش هي كويسة ...أنا كنت جايلك بخصوصها ...
مصطفي بقلق : خير يابني هي عملت إيه ..؟؟
تنهد إياس بحزن وهو يقص عليه ما حدث : بعد ما كلمت حضرتك هي جات بعدها بشوية و....صمت قليلا فحثه مصطفي علي الإكمال قائلا : هاا ..وبعدين ..؟
اختنق صوته وهو يكمل : جات المكتب وبعدين ... ....ابتلع ريقه وأخرج استقالتها ودبلتها التي أعطتهما له وقدمهما لوالدها ...
أخذهما مصطفى بتعجب ودهشة لم فعلت ذلك دون إخباره ولكن الأهم هو ماذا حدث ليحدث هذا .. ؟؟؟!
في نفس الوقت دلفت إبان إلي المنزل فرأتها والدتها والتي لم تكن تعلم بعد بما حدث ....
مني : ادخلي غيري هدومك وتعالي دخلي العصير لخطيبك ...
إبان بعدم فهم : خطيبي ...خطيبي مين ده ...؟؟
شهقت مني بصدمة وهي تلوم ابنتها : ليه وهو أنتي مخطوبة لكام واحد يعني ...هو في غيره إياس ...!!!
تبدلت ملامح إبان إلي اللون الأحمر من شدة الغضب ....كيف يجرؤ أن يأتي إلي هنا ألم ينتهي الأمر وكل ذهب بحاله...
عادت من شرودها علي صوت والدتها وهي تحثها علي الدخول مادة لها يدها بصينية العصير ...
تركت إبان والدتها تحت أنظار الأخيرة المتعجبة والقلقة نت حالة ابنتها.....
دخلت مباشرة إلي الصالون دون أن تطرق الباب حتى وبدون سابق إنذار صرخت بوجه إياس بكل قوة في غضب : اطلع برره ...أنت اللي جابك هنا ...مش كل حاجة انتهت خلاص ...
مصطفى بغضب: إبان أنتي اتجننتي ولا إيه ...؟؟!
إبان بنفس الصراخ والغضب: خلاص أنا مش عايزاك ..افهم بقا يابني أدم أنت ...لو عندك ذرة كرامة تتفضل من هنا ومش عايزة أشوف وشك هنا تاني .....نهائي ..
التقط إياس مفاتيحه وهاتفه دون كلمة واتجه مغادرا
مصطفي: استني يا إياس نشوف ....
قاطعه إياس قائلا بعد أن أهدى إبان نظرة غامضة وعيونه التي انطفأت : خلاص يا عم مصطفي الكلام خلص خلاص معاها حق كل حاجة انتهت ...وأنا الصراحة كرامتي أهم من كل حاجة وأي حد...عن إذنكم ...
انصرف إياس دون أن يستمع لنداءات مصطفى أو مني ليعدل عن قراره ....
التفت مصطفى نحو إبان الواقفة بوجه جامد لا يعبر عما بداخلها ...قائلا بغضب: أنتي إيه اللي عملتيه ده ...دي التربية اللي ربتهالك برضو ...أنك تطردي ضيفك ....
صرخت إبان ودموعها تهطل أنهارا : أنا لا يمكن أعتبره ضيفي أو إني أدخله بيتي أبدا أو حتى أستقبله فيه ...
مني بضيق :وليه ده كله .....؟؟
مسحت إبان دموعها وهي تنظر للأمام بشرود : هقولكم بس مش قبل ما أعرفه مين إبان الشافعي....
تركتهما بعد ذلك متجهة نحو غرفتها لتخطط لخطوتها القادمة ...
فيما نظر مصطفى نحو مني قائلا بضيق : عقلي بنتك يا مني قبل ما تندم ...
مني : حاضر يا حاج ...ربنا يهديكوا يا بناتي يارب ...
***
في منزل أمجد الصاوي
عاد أمجد إلي المنزل فلم يجد أحدا وهدوء غريب في المنزل
أمجد بصوت عالي نسبيا: بتول ....بتول
ردت عليه من غرفة نوم الصغيرة: أنا هنا يا أمجد ...
اتجه نحو غرفة الصغيرة فوجدها نائمة بحضن والدتها وعندما اقترب منهما وجد ملامح الصغيرة تدل علي التعب ..
أمجد بقلق :_ مالها تير يا بتول ...؟؟!
طمأنته بتول قائلة :متخافش هي كويسة ....بس أخدت النهاردة حقنة تطعيم .....!!
تنهد بارتياح قائلا : طب سيبيها وأنا هفضل معاها ..وروحي أنتي بقا حضريلي الغدا لأني هاموت من الجوع ..!
بتول : طب حاول تصحيها لأنها من بدري وهي نايمة ..!
أومأ برأسه قائلا: طيب ماشي روحي أنتي وأنا هصحيها ...
ذهبت بتول نحو المطبخ لتعد لهم الغداء في حين حاول أمج إيقاظ ابنته ...
أمجد وهو يهزه تير : تير ....تير يلا يا حبيبتي قومي ...
استيقظت الصغيرة باكية : بابي ....
أمجد: ههههههههه ...يلا قومي ...وبطلي عياط ..
تير :بابي أنا مش هاروح هناك تاني خالث ...
أمجد: لا طبعا هتروحي وإلا هازعل منك ...
تير : بث يا بابي ...دول وحشين ....
أمجد: لا هما مش وحشين....دول خايفين عليكي عشان كده ادوكي حقنة ....
سمع أمجد صراخ زوجته فاتجه مسرعا نحوها وهو يقول : في إيه مالك ...؟
أغلقت بتول الهاتف وهو تردد غير مصدقة : إبان فسخت الخطوبة ...!!
أمجد : ياشيخه حرام عليكي ..قولت في مصيبة .،،،!
بتول : أمال دى إيه ....مش مصيبة ..؟!!
أمجد : لا مش مصيبة ...دي حياتها الخاصة وهي حرة ...
بتول بغضب: ويعني هي هتلاقي أحسن من ٱياس فين ...؟
أمجد: محدش عارف الخير فين ...يمكن ربنا يكون كاتبلها الأحسن ....
بتول : أيوة بس هي مقالتش عملت كده ليه ..؟؟
أمجد: دي حياتها وهي أدرى بمصلحتها ..ولفها لتعطيه ظهرها فوضع يديه علي بطنها المنتفخة فهي أصبحت بالشهر السادس وأكمل : وبعدين متتعبيش نفسك بالتفكير عشان خاطر زيزو ....ولا عايزة يجراله حاجة .؟!
بتول: لا بعد الشر...
أمجد: يبقي خلاص سيبي إبان تعيش تجربتها ...وأنتي خلي بالك من نفسك ومن زيزو ... ويلا بقا عشان أنا جعان
أومأت بالإيجاب واتجهت نحو المطبخ لتكمل نقل الطعام إلي السفرة بعدما أوقفها رنين هاتفها وقص أمها عليها ما حدث مع إبان ......
***
عاد إلي القصر بوجه جامد يبدو كمن كان في سباق مع نفسه يجاهدها ويروضها لترضخ له من جديد
رأته والدته علي تلك الحالة فتوجست خيفة من أن يكون قد حدث بينهما شيئا ما .....
فريدة: إياس أنت كويس ...؟؟؟
رأت نظرات عيونه المطفأة وهو يقول : أنا كويس بس خلاص كل حاجة انتهت ....!!
فريدة: قصدك إيه ....؟؟!
إياس : قصدى خلاص كل حاجة انتهت .... من الاخر فسخت الخطوبة ....
صدمة كبيرة احتلت أوجه فريدة ومراد في حين ارتسمت ابتسامة خبيثة علي ثغر سمر ....
فريدة: طب ليه ...؟؟؛
إياس: مش عايز أسمع اسمها حتى هنا ....
مراد: طب إيه حصل لكل ده ....؟؟؟
إياس ببرود: مفيش حاجة تستاهل صدقني ...
تركهم علي حالتهم تلك دون أن يرضي فضولهم في معرفة سبب ذلك كله ...!!!
اقتربت سمر من مراد لتهمس له : تعالي روحني ...
أومأ برأسه موافقا وصحبها معه للخارج بعد أن استأذن من والدته...!!:
ظلت فريدة تحاول الوصول إلي إبان فلما يئست منها اتصلت علي هاتف المنزل التي ردت عليه والدتها ...
مني : ألو ...مين معايا ....!!؟؟
فريدة: أنا مامت إياس يا مدام مني ...!!
مني : أهلا وسهلا .. أخبارك إيه . ؟؟
فريدة : كنت عايزة أعرف إيه اللي حصل مع الولاد عشان يعني يحصل ده كله ...؟؟؟!
تنهدت منى بحزن وهي تجيب : والله مانا عارفة ...وهي رافضة تقول إيه اللي حصل .....ومن ساعة ما جات وهي حابسة نفسها في الأوضة ....
فريدة: طب خليها تكلمني. ،،..
منى: حاضر .......
-مع السلامة ....
وأغلقت الهاتف وهي تتنهد من الحزن والأسف علي حالة ابنها ....

***
عادت سمر إلي المنزل وأخبرت أمها بما حدث وفسخ إياس لخطوبته من إبان ...
ابتسامة شامته ارتسمت علي وجه صفية وهي تستمع لما تقوله لها ابنتها ....
ساد الصمت قليلا إلي أن قاطعته صفية بخبث وهي تقول لابنتها : قوليلي يا سمر. . هو مش مراد كان عايز يكتب كتابكم ....؟!؟
سمر : أيوة بس أنا رفضت ...!!!
صفية : طب ردي عليه وقوليله إنك موافقة .،،،!
سمر بضيق : بس أنا مش عايزة أتجوز مراد ....!
صفية بغضب: بت أنتي إياس ده خلاص انسيه مش هيتجوزك فركزي مع مراد بدل ما يضيع هو التاني ...!!؟
سمر : اووف ...بس أنا مش بحبه ....!!
صفية: بقولك إيه اسمعي اللي بقولك عليه وأنتي ساكتة وأنتي الكسبانة في النهاية ،،،،!
انصاعت سمر لوالدتها : حاضر يا ماما هاقوله ...
وبالفعل قامت سمر بالاتصال بمراد بأنها تريد مقابلته غداً في أمر مهم
نظرت إلي والدتها وهي تؤمي بأنه وافق
التمعت عيني سميرة بخبث وهي تقول : كده حلو أوي ...إن ما ندمتك يا إياس مبقاش أنا صفية ......  

سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن