في مساء اليوم التالي..
احتفلت العائلة معا قبل تنفيذ الخطة التي اتفق عليها إياس ويوسف ومعرفة بيريهان حتى لا تثير الشكوك..
أنهوا الاحتفال العائلي قبل أن يذهبا للاحتفال مع إبان.
في مطعم ما
تم التجهيز للاحتفال بعيد ميلاد الصغير بصحبة إبان والصغيرة ندى وتلك الفتاة الأخرى التي سلبت لبه ضحكاتها....
وإياس الذي يراقب الحفل عن طريق شاشة في مكتب المدير بواسطة الكاميرات التي وُضِعت خصيصا لمراقبة الحفل... معّن نظره في الشاشة حينما رآها تدخل من باب المطعم بفستانها النبفسجي الذي يصل كمه تحت كوعها بقليل.... وكعكة شعرها التي لم تتخل عنها....
نيران شوقه لها لم تهدأ ولم يملأ عيونه منها....نزل السلالم وعلي درجة تسمح له بالرؤية جيداً وقف ينظر إليها ويملي عينيه.. ارتبكت فجأة وشعرت بحرارة جسدها رفعت نظريها تلتفت حولها تبحث عنه ...لعنت نفسها قبله على تفكيرها فكيف لها أن تفكر به بعد كل ما فعله معها... إهانة الكرامة... هزت رأسها بعنف لتنفض عنها أفكارها وسريعا عادت للاندماج مع الجميع....لم تفت عليه حركاتها وتبدل ملامحها من الاشتياق للغضب وسريعا للامبالاة.. ألا يكفي ما يحدث داخله لتأتي هي وتكمل صورته الاحتراق...
كل ما جال بخاطره هو خطفها في تلك اللحظة والانفراد برؤيتها وحده يخفيها بعيداً عن أعين من حوله. .
وعند ذكر الخطف... ألم يفعلها وماذا حدث بعدها ...اختفائها... ولكن عن أعينه هو ...أسبوع قضاه بغرفته بعد ضربه لأخيه مراد بعدما لمحه بعد تلك الجلسة المشئومة ولولا أنه لا يريد إضاعة حياته بعيدا عن ساكنة قلبه لكان قتل تلك الغبية ابنة عمه.... ووأد أمها حية ليتخلص منهما قبل أن يتكاثرا أكثر....ويعاني أكثر أو يعاني أولاده فيما بعد ....هي ملكه وحده وسيسعى جاهداً ليجعلها من نصيبه وإلا فلن تكون لغيره... وخاصة ذاك السمج الذي يدعى شريف... كاد أن يقتله ذاك اليوم في الحفل لولا تدخل والده ومنعه من فعلها ...أما بالنسبة لأخته تلك هي لم تكن يوما في الحسبان فكيف يرضى على نفسه فتاة تبيح نفسها لأخر دون زواج... في يوما كانت لتكون في سريره لولا القدر.... وهو ورط نفسه في صفقة فاشلة من كل الأطراف ....سيعلن انسحابه من تلك اللعبة الرخيصة... إن كان هو من ورط نفسه فيها... فسيُخرج منها ومعها محبوبته تلك التي ملكت سلطان قلبه ...هي من سمح لها التوغل داخل شرايينه لتبدو له كإدمان من نوع أخر...
هي ستظل له طالما أعلنها صراحة قائلا بكل قوة ب أنني"سأظل لك " لذا ومن العدل أن تكون هي أيضاً له...
انتهي الحفل وخرج الجميع بعد تقديم الهدايا... نزل لينضم لهم والتقط هديتها من يد الصغير عنوة ليفتحها فوجدها عبارة عن لعبة صغيرة تشبه الباندا وورقة مطوية.. ففتحها ليجد حروفا جعلته يبتسم بفخر على أنه اختارها فكان المكتوب كالآتي:"لم أعهدك لصا تسترق لحظات لرؤيتي ولا غبيا لتفكيرك في أني جاهلة. أعرف أخاك فالجميع يمكن أن يكون يوسف ولكن أن يكون ابنه أدم ويحمل صفات فريدة فلن يكون هذا سوى يوسف المنصور.... عاشق أحمق..... ماربيلا..."" ....
طوى الورقة في يده قبل أن يضعها في جيبه مبتسما بفخر.....
تساءل يوسف بعدما تغيرت ملامح أخاه ورسم تلك الابتسامة: مالك.... فيها إيه الورقة دي..... ؟!
إياس: لا مفيش.... أنا ماشي.....!!
تعجب رسم بوضوح على وجهي يوسف وبيريهان وهما ينظران نحو الفراغ الذي خلّفه إياس....
بيريهان بتعجب :ماله ده.... ؟؟!
يوسف بشرود: مش عارف بس السر في الورقة اللي لقاها في الهدية....وأكمل: خلينا نمشي احنا كمان....
أومأت برأسها موافقة وعلامات استفهام تتسابق لتلحق مكانا في رأسها من كثرة التساؤلات التي طرحتها حول علاقة إياس وإبان....
###$##
عادت الفتيات إلى الشاليه...
ذهبت ياسمين نحو غرفتها لتستريح ولكن هرب النوم من عينيها وهي تتذكر ملامحه عيونه الزرقاء الصافية وصوته الأجش الذي يحمل نبرة رجولية ثابتة حينما عقد جلسة صلح بينها وبين أخته.... أخته... أحبت الفكرة كثيرا... يبدو أنه يعيش وحيدا مثلها.... خلعت نظارتها لتتفحص هيئتها وهي تقارنها بتلك في الماضي.... كم تغيرت فحادثة يمكن أن تحدث ليتغير صاحبها إما للأسوأ أو للأفضل... وهي أصبحت انطوائية بعدما تركت عملها.... استطاعت أن تنسي ما حدث معها أو تناست أمام الجميع وتسير سفينة الحياة إلى أن بر الأمان... أما هي فتسبح حتى تنقطع أنفاسها فتتوقف لتلتقط أنفاسها قبل أن تعاود السباحة مرة أخرى.... دون وجود بر الأمان الذي تبحث عنه...... مسحت دمعة ساخنة نحتت وجنتها قبل أن تتبعها أخواتها.... وتصبح الدمعة أنهارا لا تجف....
وسؤال يكرر نفسه"هل تستطيع نسيانه ..؟!""
###
طرقت إبان باب الغرفة قبل أن تدخل لتجده يعمل على حاسوبه منذ أن تركته.....
أغمضت عينيه بيديها ليستريح بظهره للخلف متنهدا بتعب...فركت مقدمة رأسه بحنو... ليخف وطأة الصداع..
-شكلك شوفتيه...!!
-لا... بس حسيت بيه.... ريحته كانت مالية المكان...
-وحضرتك مبسوطة ومش مكسوفة إنك تقولي كده قدام أخوكي....
ابتسمت قائلة: أنت أكتر واحد برتاح معاه وأنا بتكلم... فبلاش تخلينا نخسر بعض... !!
ضحك قائلا: ماشي.... هتعملي إيه... ؟!
-الفلوس جاهزة ....وأنت اللي هتروح تديهمله ومش عايزاك تعرف نفسك....
-ده بعد ما نرجع القاهرة...
-أيوة... ومش بس كده... أنا هدوخه وألففه حوالين نفسه...
ضحك: دانتي ناوية له بقا....!!
-اللي عمله ميتسكتش عليه... ولازم يدفع التمن ...
-ماشي.... بس بالراحة عشان أنا عندي بنت عاوز أربيها..!
ضحكت وهي تقول: إيده تقيلة على فكرة...
بادلها ضحكاتها قائلا: وأنتي سيد العارفين...
ضربته بخفة على كتفه فتصنع الألم لتضحك وضحكاتهما تعلو حتى وصلت لمسامع الوالدين وابتسامة رضا تعلو شفتيهما....
$####
في صباح اليوم التالي...
تناول الجميع الافطار واقترحت إبان بلعب كرة الطائرة فهي منذ قدومها لم تفعل شيئا سوى التحديق بمياه البحر.
جهزوا عدة اللعب واستعدوا للعب بعدما قسموا أنفسهم لفريقين ....فريق إبان وحازم والآخر ياسمين والصغيرة ومعهما فتاة أخرى معرفة لياسمين....
ظلوا مدة منهمكون في اللعب ومرح إبان وضحكاتها تحت ميكرسكوب يفحصه إياس من بعيد ودمه يغلي من الغضب ..فكل فرصة تستغلها لتحتضن ذاك السمج الذي يلعب معها.... عيونه تحتد تدريجيا حتى أصبح ينفث دخانا من أذنيه ونارا من فمه كالتنين الهائج وملامحه كالأسد الذي يصارع فريسة..... انتهوا من اللعب وفاز فريق إبان وحازم فاحتضنته بقوة وهي تصيح بفرح ....
بعدها ارتدادها للخلف بقوة سقطت على الأرض وتلاها في السقوط حازم إثر لكمة قوية من يد أسد هائج عيونه حمراء تشتعل كالبركان....
اقترب منها وملامحها هي نفسها التي رأتها يوم اختطافها.. تلقائيا عادت للخلف زاحفة وتنظر نحوه بهلع من تكرار ما حدث..... رجعت واقترب هو...
-أقسم بالله يا إبان لو شوفت اللي حصل ده اتكرر تاني هقتلك بعد ما أقتله.... وأكمل بصراخ: فاهمة....!!
أومأت صامتة ودموعها تتجمع في عيونها الهلعة...
اقتربت ياسمين من الملقى على الأرض ينزف دمائه من فمه وأنفه.لتساعده على النهوض بعد مغادرة الوحش الكاسر الذي حضر منذ قليل.. ورحل بعدها...
كانت لتقترب منه تساعده هي الأخرى لولا ذكرى وجوده وغضبه... فابتعدت تحت أنظار ياسمين المتعجبة وحازم القلقة....
أدخلته ياسمين إلى الشاليه وتركته على إحدى الأرائك قبل أن تذهب لتحضر علبة الاسعافات.....
دخلت بعدها إبان مترددة مذعورة عيونها جاحظة...
ناداها حازم لتجلس بجانبه فاختارت كرسيا بعيداً عنه..
حازم :متخافيش تعالي....
أومأت برأسها نافية ترتعش... فنادى على مني التي أتت مباشرة..... هلعت من منظرهما....إبان المرتعبة وحازم المضروب.... هرعت نحو ابنتها المرتعبة لتحتضنها فتشبثت بها بقوة لا تقوى على التفوه بكلمة....
منى بخوف :في إيه اللي حصل.... ؟؟!
أتت ياسمين حاملة لعلبة الاسعافات قائلة: واحد متخلف هجم علينا واحنا بنلعب وضرب حازم والمسكينة معرفش عملها إيه....!
منى بغضب :مين ده...وماله بيكم... ؟!
حازم: ده إياس.... بيغير...!!
ياسمين: إياس مين ...؟!
منى: ده كان خطيب إبان قبل كده...!!
حازم: ده اللي في الظاهر... لكن هو لسه بيحبها وعايزها ولما شافني بحضن إبان ضربني زي مانتي شايفة...!!
منى بغضب: حبه برص.... ده لو قرب من بنتي هشرب من دمه...!!
حازم: هدي نفسك يا ماما وخلي بالك منها....
قال كلمته الأخيرة وهو يشير نحو إبان المرتعبة في حضن والدتها...
شددت من احتضانها لابنتها وهي تتلو عليها بعضا من آيات الذكر الحكيم....
###$$##
-أنت شكلك اتجننت....
جملة صرخت بها فريدة غاضبة في وجه إياس بعدما علمت بما حدث....
يوسف: لا ومش بس كده.. البنت كانت هتموت من الخوف...
بيريهان: ده مكانش شكل واحد عايز يرجع خطيبته مرة تانية ...ده كان عايز يطفشها.....
قناع البرود الذي يتلبسه بامتياز في تلك المواقف فقال : خلصتوا.... محدش ليه دعوة بيا... أنا أدرى بمصلحتي...
ألقاها وغادر ليبتعد عن اتهاماتهم لينفرد بنفسه معاتبا لها ولقلبه الغبي الذي يحركه... لم يحتمل أن يراها بحضن آخر فلم يشعر بنفسه إلا وهو يسحبها بقوة من أحضان حازم لتسقط على الأرض وبكل قوة أعطاها له غضبه ضرب حازم على وجهه ...وجهها المرتعب يقتله وقلبه يدق بهلع على ساكنه خوفا من أن يكون أصابها شئ....
***
سكنت ليلتها في أحضان والدتها نصف الليل والنصف الآخر في أحضان ياسمين....
أما هو فبات ليلته في الخارج تحت السماء يعد النجوم.. وقلبه وعقله في مكان آخر عند ذاك الحبيب....
**##$
في صباح اليوم التالي...
اجتمعوا على طاولة الافطار. وهو حضر معهم يمازح أدم وكأنه لم يفعل أي شئ في الأمس.....
فريدة: أنا مضطرة أمشي النهاردة....!!
بيريهان: وأنا مسافرة معاكي كمان....
يوسف: وانتي ليه...!!
-عشان متفقة مع مي لجلسات باسم...!!
أومأ متفهما والتفت نحو إياس: وأنت....! ؟
- وأنا مسافر عشان الشغل.... عندي صفقة جديدة عايز أخلصها وصفقة فاشلة أفركشها....!!
فريدة: وأنت كمان يا حبيبي... هتيجي معانا...!!
يوسف: أيوة بس أنا لسه ملقتش مكان أقعد فيه.. ؟!
فريدة: ومين قالك أني هخليك تعيش بعيد عني تاني..
يوسف: أيوة بس أنا مش عايز أقعد في القصر..!
فريدة بتوسل: عشان خاطري أنا... وكمان أدم...!
تطلع لوجوه الجميع من حوله فما وجد إلا نظرة الموافقة.
يوسف: ماشي....
فريدة: تمام ...وأنا هكلم سعدية توضبلك الأوضة...
أومأ برأسه صامتا.... مفكرا لنتائج الخطوة القادمة.... لقاء سيف منصور.... بعد 22 عاما....كيف سيكون اللقاء...
أيا ما يكن..... فالقلب لن يغفر....
مادام العقل لم ينسي
أنت تقرأ
سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح
Romantikجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح مقدمة إن كان للعشق اسم... فكنت سأسميه أنت .. وأن كان للحب موطن ....كنت سأجعله قلبك ... إن كنت أنت الحب ....فأنا القلب .. وإن كنت أنت أحببتني. ..فأنا عشقتك... ...