فصل 5

9K 240 1
                                    

كان جالس في المكتب مع والده يناقش مشروع شرم..
عندما قطع هو وصلة العمل ليقول:
إياس: بابا.... حضرتك عرفت إن شريف السيوفي كان هنا... ؟!!
سيف: أيوة.... وكمان أبوه اتصل بيا عشان المناقصة بتاعت مصنع ***** ...
إياس: طب وحضرتك رأيك إيه... ؟!!!
سيف: رأيي أنا مش مهم... المهم أنت... أنت عارف يعني إيه يجي شريف لحد هنا ....!؟؟
إياس: مش فارقة....!!!
سيف: بلاش تتسرع... شغلنا مش هيتعطل لو رفضنا العرض ده...! !!
تنهد إياس بتعب وهو يقول : ها..ربنا يسهل...!!
أغلق عينيه بقوة لربما يخفف عنه ذلك من حدة التفكير..
وصورتها التي استحضرها العقل ليبدأ القلب بالنبض من جديد....!!!
#####$$
كانت جالسة علي مكتبها الجديد ....كم تشعر بالغربة في هذا المكان فهو دائما ما كان يشغل وقتها ولا تشعر به إلا حين انصراف العاملين فتذهب هي الأخرى...
تنهدت بحزن وزفرت بقوة لتنفض عنها تلك الأفكار.
فتبرر لنفسها بأنه لا علاقة له بما تشعر الآن فالمكان جديد عليها وستعتاد علي الأمر مع مرور الوقت وتكوين صداقات جديدة....
تذكرت هدي وما حكته لها من تمزيق تصميمها من قبله أمامها ورسالته المباشرة التي وجهها لها من خلال صديقتها بأنه لم يعد يريدها في حياته ...
ابتسمت بسخرية وهي تردد داخلها: هو المخطئ وأنا التي أعاقب...!!!
ودمعتها الحارقة التي تنحر وجنتيها عند ذكر اسمه.. وقلبها الأحمق. الذي يأبي العصيان... مازال ينبض باسمه.
تنهدت بحزن وهي تتذكر لقائها الأول معه في المطعم والقضية... فكيف لحب بني علي الخداع أن يكتمل...
أفاقت من ذكرياتها علي طرق الباب لتسمح للطارق بالدخول...
شريف: احم... ينفع أدخل.... ؟!!!
إبان :آه طبعا... اتفضل يا شريف بيه ده مكانك...!!
شريف بعتاب: أولا. ده مش مكاني ده مكتبك يعني تسمحي أو لا فده من حقك وحقك كمان تطردي اللي انتي عايزاه ....المكتب ده منطقتك ومن خصوصياتك يعني الأوامر هنا ليكي وبس.....
كمان بقا ثانيا: خليها شريف بس من غير بيه... دانتي من طرف صافي برضو....
إبان: متشكرة جدا يا شريف.بيه ...بس احنا في مكان شغل خليها عملي أحسن.....
شريف: تمام... المهم.. ده المشروع الجديد مع شركة المنصور أنتي اللي هتبقي مسئولة عنه...!!!
وقع قلبها في أخمص قدميها عند ذكر اسمه ...يكفيها مابها اتركوها وشأنها....
حاولت التماسك وهي تقول : ماشي يا شريف بيه ..!!
زاد الطين بلة وهو يكمل حديثه : طب تمام ..في مندوب منهم هييجي النهاردة وعايزك تقعدي معاه عشان الاتفاق وكده ...
أومأت برأسه صامته فليس لديها طاقة للكلام فطاقتها كلها مواجهة نحو أسنانها التي تضغط بها علي شفتيها لتمنع جماح دموعها بأن تنطلق ...هي نا زالت تحبه ومحاولاتها لكرهه كلها باءت بالفشل ...مبارك أيها القلب فأنت الفائز في تلك الجولة ...
انطلقت دموعها حالما ذهب شريف بعد أن ترك لها الملف الخاص بالمشروع المشترك مع حبيبها ....هو حبيبها ..تلك الحقيقة لا يمكن لأيا كان بأن يتجاهلها حتي هي...
#######
وعلي الهاتف ...
حوار ساخت ملئ بالمكر والخداع وموت الضمير ..
الرجل : ها ....إيه الأخبار ...؟؟!
السيدة : زي ما اتفقنا كله ماشي علي حسب الخطة ..!!
- طب كويس أوي وأنا كمان ماشي علي حسب الخطة ..
- عايزة أخبار حلوة قريب ..
-عيب عليكي ..مش أنا اللي يتقالي كده ...!!
########
كان جالس مع والدته يحاول اقناعها بالموافقة علي اقامة حفل كتب كتابه عندما أتى إياس وتدخل في الحوار
إياس : قوم يا مراد شوف تجهيزات الحفلة وقولي عليها وانا هاتفق مع قاعة كويسة ...!!
قفز مراد فرحا وهو يقول : بجد يا إياس ..وهدأ عندما تذكر رفض امه القاطع ...
فهم إياس ما يدور بداخله فقطع عليه وصلة الحزن ليكمل فرحه : متخافش ماما هي اللي قالت كده وقالتلي أعملهالك مفاجأة. !!!
اتجه مراد نحو والدته ليقبل يدها وهو يقول فرحا : ربنا ما يحرمني منك يا فيرو...! ؛
واتجه بعدها نحو الخارج وهو سعيدا ولم ينتظر كلام والدته ..ليتحدث مع حبيبته التي أخيرا ستصبح زوجته قريبا ...
التفتت فريدة بعدها لإياس الذي كان يراقب أخاه حتى اختفي من أمام نظريه وتمنى سعادته تلك فهو أيضا يريد حبيبته أن تصبح زوجته تلك التي دق لها القلب من دون الأخريات. نهر نفسه عن ذلك وأنبها بقوة فتلك التي دق لها القلب لا تستحق منه ذلك ....
أفاق علي صوت والدته وهي تقول بغضب : أنت اتجننت يا إياس ازاى تعمل كده ...؟!!!
تنهد بقوة قبل أن يقول بحزن تلك النبرة التي قل ما سمعته يتحدث بها : كفاية واحد سعادته راحت ...فخلي اللي قاعد يبقي مبسوط ....!!
ألقاها لها ثم غادر وغادر فقط ..تاركا قلبها يموت من القلق والحزن علي ابنها ......تعنف نفسها فهي ا لملام. علي ذلك هي من جعلته حزينا وقلبه جرح .....كانت خائفة علي أحدهم فصاب الجرح الأخر .
########
كانت سمر تجلس مع والدتها لتقص عليها أخر الأخبار.وموافقة فريدة علي كتب الكتاب....
صفية : ولسه مشوفتش حاجة يا إياس...
سمر : طب مانا مش بحب مراد يا ماما..!!
نهرتها صفية قائلة: بكرة تحبيه... مراد يا هبلة هو اللي هيجيبلك اللي انتي عايزاه لكن إياس مش هيعبرك أصلا. فعشان كده حافظي عليه ونفذي اللي بقولك عليه بالظبط... مفهوم.. ؟!!!
سمر: حاضر يا ماما...!!!
#####
في منزل الشافعي..
عادت إبان للمنزل لأخذ قسطا من الراحة حتى يحين موعدها مع مندوب شركة المنصور....
جلست علي أقرب مقعد وتفكيرها ما زال يعمل...
هل سيأتي هو... أم يرسل أحدا غيره مندوبا عنه... ؟
وإن جاء هو.... كيف سأستقبله.... هل ما زال يحبني...
عند تلك النقطة نهرت نفسها قائلة: أيتها الغبية هل من يحب يفعل هذا بحبيبه... اصمتي وتوقفي عن التفكير به هو لا يستحق ذلك منكِ..... ؟!!!!
أفاقت علي صوت والدها وهو يقول: مالك يا إبان.... سرحانة في إيه.... ؟!!!
تنهدت بحزن ولمعته ظهرت في خضار عينيها وهي تقول بخفوت: إياس...!!!
ضيق مصطفى بين حاجبيه بتعجب قائلا: ماله إياس... مش خلصنا من الموضوع ده....! ؟؟؟؟
إبان: أنا ماسكة مشروع مشترك معاهم .....!!!
مصطفى: ده شغل يعني ملوش علاقة باللي حصل...!!!
إبان: بس أنا مش عايزة أقابله من غير ما يبقي معايا فلوسه.....! ؟.؟
مصطفى: عايزك تبقي إبان بنت الشافعي مش إبان خطيبته السابقة....!!
إبان بشرود: مانا لازم أبقي كده عشان اللعبة تبقي لمصلحتي....!!!!
مصطفى بغضب: أظن إن احنا اتكلمنا في الموضوع قبل كده...! ؟؟؟؟؟
إبان: ماشي.... ربنا يسهل..... ؛!!!!
##########
جالس علي مكتبه يقلب ملف الصفقة بشرود وذكرياتهما سويا لا تتركه وكأنه قد كتب عليه العقاب أبديا..
فهو لم يرها منذ أخر لقاء وحقا كم اشتاق إليها...
دخل عليه إسلام ليجده هكذا... فكم يصعب عليه رؤية صديقه المقرب وأخاه هكذا...
تنحنح ليلفت انتباهه لوجوده ......
إسلام: عامل إيه يا إياس.... ؟!!!
إياس: الحمدلله....!!
إسلام: أنت رايح الميعاد ده.... ؟!!!
إياس: آه.... عادي ده شغل.....!!!
إسلام: يا بني حرام عليك نفسك اللي بتعمله فيها ده... أنت مش أول واحد ولا أخر واحد يفسخ خطوبته....! ؟؟
إياس: بس مش كده.... في يوم وليلة كل حاجة راحت...!
إسلام: قول الحمدلله....
إياس: عادي يا بني أنا مش زعلان.أنا بس اللي مضايقني إنها راحت من غير ما تقولي ليه عملت كده....!!! ؟؟؟
إسلام: بكرة كل حاجة تظهر وتبان..... وساعتها نشوف إيه سبب ده كله... ؟!!!
تنهد بقوة ليزيح عنه تفكيره وصورتها التي يأبي العقل مسحها من الذاكرة....!!!
#########
كل شئ ضاع... لم العودة إذا...
ألم ينتهي كل شئ..... لم البدء من جديد...
ألم يذهب.... لم عاد مجددا.....
كان تفكيرها حول تلك النقطة..... لم العودة....
لم تصدق أنه رآها أخيرا منذ أخر مرة كانت معه لم يرها....
وعند ذكر أخر لقاء ألم تطرده من بيتها... ومن قبلها أهانته كثيرا عند ضربها له بالقلم..... !!!
تحولت ملامحه... من الاشتياق. إلي الغضب فجأة...
تعجبت هي الأخرى. من تحوله ذاك... ولكن ربما رؤيتها تسبب ذلك.....
دخلت بكل ثقة واقتربت من طاولة الاجتماعات. لتجلس في مقابله.... وملامح السخرية التي رسمت علي وجهه لم يتخل عنها.....
إبان بثقة: ممكن نتكلم في المفيد..... ؟؟!!
إياس بسخرية: أكيد طبعا.... سمعيني بقا عرضك ....!!
إبان: أنا جبت لحضرتك عرض متخيلش إنك ممكن ترفضه... ؟!!
إياس: لا خلي الحكاية دى عليا....قولي بس اللي عندك... ؟!
إبان وهي تمد يدها بملف ما: اتفضل حضرتك ادرسه وبلغنا رأيك... ؟!!!
إياس: تؤتؤ..... صحيح إني غيرت المكان وخليته مكتبي بس الصراحة متوقعتش إنهم يبعتوا مبتدئة تقدم لشركة المنصور.....
إبان :وأنا مش محتاجة رأيك فيا.... أنا عايزة رأيك في المشروع. ....؟!!!
إياس: امممم.... وإيه اللي يخليني أوافق. .. ؟!!
إبان: في الملف ده اللي معتقدش إنك ترفضه... !!
إياس بضيق: أنتي عارفة إيه اللي معاكي ده.. ،!!!؟؟
إبان بهدوء: ده ملف المشروع....!!!
إياس بسخرية: لا واضح إنك مش فاهمة حاجة أصلا.... وبما إنه مش فارق معاكي فأنا موافق عليه..
وخطف من يدها قلم ليطبع علي موافقته للمشروع أو نهاية كل شئ....
أخذت الموافقة علي المشروع والتقطت الملف لتخرج من الشركة وربما للأبد....
قابلت هدى أثناء خروجها لتوقفها وتأخذها نحو مكتبها...
هدي: إيه اللي جابك هنا.... ؟!!!
إبان: هو ممنوع ولا إيه.... ؟!!!
هدى بضيق: أنتي فاهمة قصدي إيه... ؟!!!
إبان: كنت في مكتب إياس منصور...واقفلي بؤقك ده عشان الباقي بقا....
نفضت هدى علامات الصدمة والدهشة ونبهت حواسها للقادم....
أكملت إبان: وكمان كنت بعمل اتفاقية مع شركته والشركة اللي بشتغل فيها.... !!!
تركتها مصدومة لترحل بعدها... ولكن هل هناك رجعة...

سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن