أمسكت بالصغير أدم لتذهب نحو الشاليه الخاص بهم فيوسف أصر علي التوجه إلي عروس البحر المتوسط بعدما عرضن صديقات بيريهان علي التوجه معهن نحوها. .وبعدها يطلبان من فريدة والجميع القدوم إليهما...
دخلت مغتاظة ووجنتيها محمّرة من الغضب.. رآها يوسف الذي كان يتابع حاسوبه الشخصي...
يوسف بتعجب: مالك.... ؟!!
نفخت بغضب قائلة: ناس قليلة الذوق بصحيح...!!
-طب اهدي وقوليلي في إيه ومين الناس دي.... ؟؟!
صاحت بغضب: أنا بقالي يومين في مصر وأقابل الناس دي... ؟!
نفخ بنفاذ صبر قائلا: وبعدين بقا.... ما تقولي في إيه... ؟!
-قالت بغل: البنت قليلة الذوق أخدت الكورة من أدم... ورفضت تديهاله....!!
أكد أدم كلامها: داد أخدت الball الخاصة بي...
علامات تعجب تلاها انفجار في الضحك من قبل يوسف حتى بيريهان تناست غضبها وانفجرت الأخرى في الضحك...
قال يوسف من بين ضحكاته: حاضر يا حبيبي.. هجيبلك الball الخاصة بك.....
حملتها بيريهان مع قبلة علي وجنته لتتجه نحو الخارج مرة أخرى... في حين أمسك يوسف هاتفه وضرب بعض الأرقام ثم وضعه علي أذنه منتظرا الرد من الناحية الأخرى..
يوسف حينما أتاه الرد: إيه يا سمير فين ورق القضية..!!
-والله يا باشا الورق متعطل عشان الاجازة هنا... !
-طب تمام... أول ما تخلصه تبعته فورا....
-حاضر....
وأغلق المكالمة ليضع هاتفه على الطاولة أمامه...!
###$###
أجرى الطبيب فحصه علي الصغير وعيون والدته لا تتوقف عن الانهمار....
الطبيب بعملية: ارتفاع الحرارة بسبب تغيير الجو.. وهو لسه طفل يعني مناعته ضعيفة جدا...!
شكره أمجد وهو يتوجه به نحو الباب :متشكر جداً يا دكتور...
عاد إلى الغرفة مرة أخرى ...وجدها مازالت تبكي منذ أن شعرت بحرارته وهي لم تكف عن البكاء...
اقترب منها ليحضتنها: خلاص بقا... كفاية أديكي سمعتي الدكتور قال إيه.... شوية سخونة عادية....
أومأت برأسها صامتة وهي تمسح دموعها....
وقف هو يرتدي جاكيته وهو يقول: طب أنا هرجع الشغل تاني وأبعتلك الدوا مع مرات البواب...
أومأت مرة أخرى صامتة.. فنفخ بقلة حيلة واتجه خارجا مغادرا نحو عمله....
##$##
شاردة تنظر إلى الفراغ ودموعها تنحت وجنتيها بألم... وعقلها وقلبها في صراع دامٍ وهي بينهما غير واعية لمن حولها... غذائها بضع لقيمات والباقي تحصل عليه عن طريق المحاليل التي تركب لها منذ عودتها....
دخلت عليها والدتها وقلبها يغلي علي ابنتها وما أصابها.. منذ عودتها من يومين وهي على هذه الوضعية.. لا تتحدث فقط تنظر إلى نقطة في الفراغ أمامها حتى صوتها لا يخرج منها أخر شئ سمعته منها حين فسرت سبب اختفائها ليومين بأنها تعرضت لحادثة اختطاف من قبل..... ""
أفاقت من شرودها علي رنين الهاتف فمسحت دموعها وذهبت لتتجه نحو الخارج لترد عليه...
مني: ألو...!
-وحشتيني أوي يا ماما....!!
مرت ثوان وهي في حالة صدمة وأفاقت علي صوته وهو يقول: ماما..... أنتي معايا.... !!!؟
-ها... آه معاك. ....ودمعت عينيها وهي تقول: وحشتني أوي يا حازم ...!!
حازم: وأنتي كمان يا ماما. ...وحشتيني أوي.. !!..أخباركم إيه... وازاي عم مصطفى.... ؛!
نزلت دموعها وكل ذكرياتها تمر أمام عينيها. وقالت بعد فترة صمت: محتاجاك جنبي يا حازم... ؛!
-أنا هنا في اسكندرية.... هاتي الباقيين وتعالوا...
نطقت بصعوبة وثقل: مش هنقدر....!!
سأل بقلق: ليه.... هو في حاجة....
شهقة منها انطلقت قبل أن تكتم فمها مما زاد من قلقه فعاد السؤال: ماما لو سمحتي في إيه...!!! ؟
سيطرت علي دموعها لتقص عليه ما حدث منذ حادثة مصطفى مرورا بأزمة إبان مع إياس حتى أزمة الاختطاف التي حدثت لها من يومين....!!!
سيطر علي أعصابه وهو يقول: طب أنا جاي... وأجيبكم هنا عشان ياسمين وندي....!!
أومأت برأسها كأنه يراها وهي تقول: ماشي... توصل بالسلامة يا حبيبي....!!
-مع السلامة...
أغلقت المكالمة معه لتعود لتلك الصامتة من جديد...
دخلت الغرفة واتجهت تجلس بجانبها علي الفراش ووضعت يدها علي رأسها وهي تمسد عليه بحنو قائلة: عارفة مين جاي....قابلها الصمت كعادتها خلال اليومين الماضيين.. فأكملت: جاي... حازم.....
التفتت إليها بعينين متسائلتين وكأنها تحثها على التأكيد فشعرت بها فقالت لها مؤكدة ما سمعته: أيوة جاي.... هو أصلا هنا في اسكندرية وكمان معاه ياسمين وندى ...
عادت إلى ما كانت عليه مع ابتسامة طفيفة لاحت علي شفتيها....وذكرياتهما سويا جلبها العقل...
###$$$###
على الناحية الأخرى...
معتكف في غرفته لا يريد رؤية أحد منذ الحادثة.. هو يعلم أنه ظلمها ولكن هي المخطئة وكان لابد من العقاب..
أمسك هاتفه بعد رنينه المتواصل ليرى اسم أخاه يضئ الشاشة زفر بقوة ليسطر على صوته إلا أن صوته خرج مختنق.وهو يقول: ازيك يا يوسف ..!!
أتاه صوت الأخر غاضبا: إيه يا بني تليفونك كان مقفول ليه اليومين اللي فاتو..... !!؟
-كان عندي شغل.... خير في حاجة...!! ؟
-أنا اللي حاسس إنك فيك حاجة وهعرف في إيه لما تيجي اسكندرية...!!
ردد بتعجب: اسكندرية... أعمل إيه في اسكندرية ،.،.؟!
-تعالي عشاني... عشان أشوفك...!!
تساءل بعدم فهم: أنا مش فاهم حاجة... أنت واسكندرية..
يوسف: ببساطة كده... أنا رجعت مصر وقاعد في اسكندرية مع بيري...!!
إياس بتعجب: وبيري كمان... ؟!
-أيوة وكنت عايزك تيجي وتجيب معاك فريدة ...!
تساءل إياس:وفريدة مالها... ؟!
يوسف بنفاذ صبر: عايزها في موضوع يا إياس...!!
-حاضر هكلمها وأقولك...!!
-ماشي ....سلام....
-سلام....!!
خرج من الغرفة لينزل الدرج وتوجه نحو الحديقة مكان فريدة المفضل....
شعرت به فالتفتت لتفاجئ بملامحه المتغيرة ولحيته النامية وغير مهندمة ولمعة الحزن في عينيه رغم الابتسامة التي تطفو علي شفتيه....
اقترب منها ليستقر بحضنها منبع راحته...مسدت على شعره بحنو وهي تقول: سلامة قلبك يا حبيبي....!!
تنهد بحزن وشعر باختناق ليدفن نفسه بحضنها أكثر..
ضمته بيديها ودموعها تحارب للانهمار...
قال بعد فترة صمت: يوسف...،هنا وبيري كمان..!!
-عارفة.... بيري اتصلت بيا قالتلي أجيلها اسكندرية عشان معاها بنات صحابتها....!!
-طب وأنتي إيه رأيك..... ؟!
-أنت محتاج الاجازة دي... أنا هكلم سيف وأنت شوف مراد... !!!!
ابتعد عنها فجأة كمن لدغته عقربة وتحولت ملامحه للغضب وهو يقول: مراد.. لو جه باس جزمتي أنا عمري ما هسامحه علي اللي عمله في....!..شوفي نفسك لو كنتي رايحة أنا رايح عشان عايز يوسف في موضوع......!!
وتركها غاضبا متجها نحو الداخل....
فريدة بصوت مختنق: يارب ألهمني الصبر....!!
###$###
في اليوم التالي...
-بقولك دى الكورة بتاعتنا..
جملة انطلقت من فم بيريهان الغاضبة لتلك التي أمامها وتمسك بكرة صغيرة. . ...
نطقت الأخرى بهدوء: وأنا بقولك إنها بتاعتنا...
بيريهان بعصبية: أنتي واحدة قليلة الذوق.....
نطقت ببرود: والله واضح للكل من فينا اللي قليلة ذوق..
اقتربت الصغيرة التي بصحبة الفتاة نحو أدم ثم ضربته..
سمعت صراخ الصغير فالتفتت إليه فوجدت الصغيرة تمسكه من يده وتعضه.... فأمسكت بيدها لتبعدها عنه بغضب فصرخت الصغيرة....
صرخت الفتاة بغضب: أنتي اتجننتي.... ازاي تضربي عيلة..!!
بيريهان بغضب: عيلة مش متربية....!!
أتى يوسف بعدما وصله صراخ بيريهان ليبعدها عن الفتاة الأخرى قبل التشابك....
رفصت بقدميها بقوة وهي تصرخ: سيبني يا يوسف أربيها...
-أنت شكلك عايزة علقة توريكي قيمتك....
صرخ يوسف بغضب: خلاص يا مدام شوفي بنت حضرتك وملكيش دعوة بيها....وأكمل وهو يلتفت لأدم :وأنت تعالى معايا...!!
جرى الصغير خلف والده الذي يحمل عمته متجهين نحو الشاليه الخاص بهم....!!
وصلوا هناك وتفاجئوا بوجود الجميع داخله....
تحررت من يديه لتتجه نحو والدتها محتضنة إياها وهي تدمع قائلة: ماما.... وحشتيني أوي أوي....
فريدة بتأثر: وأنتي كمان يا حبيبتي... وحشتيني.. وأكملت بعتاب خفيف: كل ده يا بيري هونت عليكي..ابتعدت عنها لتقول مبررة موقفها :أبداً والله يا ماما ما حصل... ده بس عشان يوسف. وأدم ...!!
أومأت برأسها وهي تتفحص وجه ابنتها الذي اشتاقت إليه...!
سمعت حمحة من خلفها فوجهت عينيها نحو إياس متسائلة فأشار إليها نحو الواقف يراقبهم عند الباب..!
توجهت عينيها مباشرة نحوه لترى ملامح الاشتياق علي وجهه فاقتربت منه لتحثه علي القدوم بيديها.. فاقترب منها يحضتنها بقوة ودموعه بدأت بالنزول في حين حملت بيريهان الصغير واتجهت نحو الخارج بصحبة إياس ليفسحوا لهما المجال في المعاتبة والاشباع من الأخر...
تساءلت بيريهان :مالك يا إياس....شكلك مش مبسوط.
!؟
احتضن ذراعيها بيده وهو يقول: لا بالعكس أنا مبسوط أوي إني شوفتك...!!
نظرت للأمام وهي تقول بشرود: شكلك نسيت إني دارسة طب نفسي يعني أفهم الناس من عينيها...!!
-لا أنا كويس متشغليش بالك بيا... !!
تصنعت المرح وهي تقول: ماشي... ويلا اعزمنا على أيس كريم أنا وأدم...!!
رأى الصغير كرته فصرخ قائلا: إنها الball بتاآي ...
نظر نحو الصغير ثم ما لبث أن انفجر بالضحك ،،فقال من بين ضحكاته: إيه اللي أنا سمعته ده...!! ؟
قابت بيريهان ضاحكة: هو كلامه كده ولو سمحت متتريقش عليه.. ؛!!!
تجاهلها وأكمل مع الصغير: قول اللي أنت قولته ده من شوية تاني كده...!!
أشار للكرة وهو يقول: الball بتاآي there مآ الgirl ..
(الكرة بتاعتي هناك مع البنت.)..
ضحك إياس بقوة والتقط الصغير ليأخذه نحو عربة المثلجات....
إلا أن الصغير رفض تناولها وأصر على أخذ كرته واستعادتها من الطفلة ....
جرى نحو المكان الذي تلعب به بالكرة وبيريهان خلفه في حين ظل إياس مكانه يكمل شراء المثلجات...!
التقط الكرة من الأرض ليأخذها بأحضانه في حين أتت الفتاة التي كانت تتشاجر مع بيريهان منذ فترة...
-هات الكورة يا حبيبي....!!
حرك رأسه نافيا بقوة: no it's mine..!(لا إنها خاصتي)..
نفخت بنفاذ صبر قائلة: ياربي... قولتلك يا حبيبي دي بتاعتنا احنا....
-no it's mine..
-في إيه يا بنتي....!!
-معرفش عيل صغير مصّر ٱن الكورة بتاعته ..!
أتى من الخلف شابا يبدو في منتصف العشرينات وهو يقول: في إيه واقفين كده ليه...! ..ومين ده يا ياسمين..؟!
-مش عارفة تبع مين بس أكيد تبع قليلة الذوق. ...!!
أتت من الخلف بيريهان وهي تقول بغضب: دي مين دي اللي قليلة الذوق يا أنتي.... شكلك متعرفيش أنا مين..!؟
ياسمين ببرود: ومش عايزة أعرف... ميشرفنيش إني أعرف واحدة زيك....
امتصت بعض برودها وهي تقول بتعالي: أيوة أنا عارفة لأنك مش هتستحملي الصدمة... !
ضحكت بسخرية وهي تقول: لا يا حبيبتي... بل أنا اللي ميشرفنيش أنزل لمستوى واحدة زيك...!!
-مهو عشان أنتي مستواك أصلا كده..مينفعش ينزل أكتر من كده....!! ؟
اقتربت منها لتبدأ أحاديث الأيادي وصراخ الصغار تعالى ...حاول أن يفرقهما إلا أن ياسمين أصرت أن تأخذ بتارها فأمسكت بشعرها تسحبها منه وبيريهان تصرخ من شدة الألم إلا أنها استطاعت أن تمسك يد ياسمين وتعضها بكل قوة لتصرخ وتبعد يديها عن شعرها...ظلتا تتشاجران إلي أن استطاع حازم أن يحمل ياسمين ويبعدها عن الأخرى فصرخ قائلا: إبان.... هاتي ندي وتعالي ورايا....
أومأت بصمت لتحمل الصغيرة وتتوجه خلفه...
في نفس الوقت قدم إياس ليرى سبب تأخر أخته...ليجدها على تلك الحالة من هيجان الشعر وملامح وجهها الغاضبة وعيونها الحمراء وكأنها للتو خرجت من معركة وأكد له شكوكه هو فض تجمعات الناس...
هزها برفق وهو يقول :بيري... مالك في إيه.... ؟؟!
بعد فترة صمت ربما طالت قصت عليه ما حدث .
أمسك بيدها بقوة وهو يجرها نحو الشاليه...
أدخلها بعنف مما جعلها ترتد للخلف خطوات.. فزعت الام من منظر ابنتها فأسرعت إليها وهي تقول: في إيه..
مالك داخل بيها كده ليه... ؟!
إياس بغضب: شوفي بنتك اللي ملهاش يومين في مصر وبتتخانق زي بتوع الشوارع...!!
يوسف بضيق: تاني يا بيري....! ؟
التفت إليه إياس ليقول: قصدك إيه بتاني.... ؟!
-هي اتخانقت قبل كده مع واحدة عشان الكورة بتاعت أدم....!!
فريدة: اخص عليكي يا بيري.... بتتخانقي مع الناس ليه....! ؟
اختنق صوتها وهي تقول: أعملهم إيه هما اللي قليلين ذوق...!!
احتضنتها فريدة وهي تقول: طب خلاص حصل خير وملكيش دعوة بيهم.... ماشي ،..!!
أومأت برأسها صامتة لتهبط دموعها التي ظلت حبيسة جفنيها .....
وعلي الجانب الأخر صرخ حازم قائلا: مش عايز أي تعامل مع الناس دي..... مفهوم...!!
ياسمين ببكاء: حاضر....
أنت تقرأ
سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح مقدمة إن كان للعشق اسم... فكنت سأسميه أنت .. وأن كان للحب موطن ....كنت سأجعله قلبك ... إن كنت أنت الحب ....فأنا القلب .. وإن كنت أنت أحببتني. ..فأنا عشقتك... ...