على شاطئ بحر العروس جالسة تنظر نحو الأمواج التي تعبر عن حالة قلبها من هيجان....
جلس بجانبها وهو يمسد على شعرها بحنو قائلا: ها... وبعدين.... أخر حاجة وقفنا عندها لما خطفك وضربك اللي لسه بتحبيه ده....!!!
ابتسمت بحزن وهي تعود للنظر نحو تلاطم الأمواج لترجع بذاكرتها لما حدث...
******
رفعت وجهها لتجد الدماء تسيل من جبهتها قبل أن تصطدم بوجهه الغاضب تلك الملامح التي لم ترها من قبل عليه.. عيونه الرمادية المشتعلة كالبركان الثائر وفكه الذي ينقبض وينبسط وعروق رقبته التي من كثرة شدها يبدو أنها ستنفجر عن قريب....
ازداد بكائها وهي تقول: والله ما عملت حاجة.... أنا..... أنا....
قاطعها بصوت هادر: لا عملتي.... عملتي اللي أنا معملتوش في حياتي....
ارتفعت شهقاتها أكثر وهي تقول: إيه هو.... ؟!
-سمر دى الوحيدة اللي قولتلك ابعدي عنها هي وأمها... وفريدة اللي الكل عارف وأنتي كمان إنها خط أحمر... بس اللي يحاول إنه يدخل بيني وبينها هقتله... أنتي دمرتي كل حاجة...!
وأكمل وهو يخرج من جيب بنطاله الهاتف وفتحه ليشغل التسجيل الخاص بها....
صدمت مما سمعت هي لم تقل هذا وكذلك سمر لم لعبوا فيه... سمر كانت آتية لتوقعها في الفخ وهي بغبائها سلمت لهم رقبتها ....يا الله ساعدني... أنا لم أفعل هذا صحيح أني أخطأت ولكن ليس هكذا....!!
حركت رأسها نافية لتقول بضعف: انا... أنا مقولتش كده
إياس بحزن: لو أنتي كنتي بتنتقمي فأنتي نجحتي وبامتياز كمان مبروووك...
تحاملت على نفسها لتنهض وهي تقترب منه: أنا معملتش حاجة أنا لو كنت عايزة أنتقم منك... مكنتش رفضت شريف.. وكنت قبلت عرضه... لكن أنا رفضته والله رفضته عشانك أنت....
-بس أنتي كسرتيني قدام فريدة.... وطلعتيني عيل قدامهم إني معرفتش أختار...كنت غلطان... بس لحد هنا وكفاية إذا كان قلبي هو اللي عمل ده كله فأنا هموته وأدوس عليه عشان يرجع زي قبل كده ومش أنا اللي هتكسرني بنت... ودلوقتي تعالي معايا....
أمسك بيديها بعنف ليغادر المكان ويجرها خلفه بقسوة حتى وصلا إلى سيارته.. وأدخلها بقسوة قبل أن يصفق الباب خلفها واستقر هو خلف المقود ليتوجه بعدها نحو منزله..... وصلا بعد مدة وأخرجها كما أدخلها بقسوة وظل يمسك بيدها بعنف حتى وقفا أمام فريدة ومراد وسيف..
فزعت فريدة من منظرهما واقتربت من إبان التي كانت تنزف لتمسح دماءها....
سيف: إيه اللي حصل.... ؟!!
أبعد إبان عن والدته بقوة قائلا: إبان جاية تقولكم حاجة وماشية.... والتفت إليها مكملا :قولي...!!
ابتلعت ريقها بحسرة فها هي تعود من جديد... حتى إذا تركته أتى إليها ليذلها ....يبدو أنه كتب لها أن تذل من قِبله.
إبان باختناق: أنا.... أنا أسفة.....مراد أنا مقصدتش إني أقول الكلام اللي قولته. ده لسمر..... بس أنا كنت غيرانة على إياس ....
مراد وهو يغادر: الحق مش عليكي.... الحق علي اللي جاب أشكالك على بيتنا.....
ابتلعت إهانته تلك لتتجه نحوه: إياس ملوش دعوة صدقني أنا اللي غلطانة مش هو... !!
مراد بغضب: أنتي ولا هو ما كله واحد....
ضغطت على شفتيها بقوة حتى شعرت بطعم الدماء لتمنع نزول دموعها....
إبان: مدام فريدة.... صدقيني والله هو ملوش دعوة إياس برئ... وأنتي أكتر واحدة عارفاه..... إياس كويس... ومش وحش. وأنا اللي وحشة....
فريدة: عارفة يا حبيبتي..... بس أنتي كويسة... اقعدي..!
هزت رأسها نافية لتقول: لا أصل أنا لازم أروح عشان بابا...
وخرجت بعدها... أما هو فاتجه نحو الدرج صاعداً لغرفته....
##
منى: أنت قولتلي إنى استنى 24 ساعة... ولحد دلوقتي مرجعتش... أنا هتصل بأمجد يبلغ... لا مهو أنا مش هفضل علي أعصابي كده...!!
مصطفى: مانا اتصلت بإسماعيل وهو قال إنه هيدور عليها.
منى ببكاء: يعني إيه... أنا بنتي ضاعت.....
مصطفى بضيق: اللي بتقوليه ده... ادعي إن ربنا يرجعها سالمة بدل اللي بتقوليه ده...!!
رن جرس المنزل فركشت نحوه لتفتحه لتفاجئ بحالة ابنتها المزرية....
ضربت على صدرها وهي تقول: بنتي.. إبان.....إيه اللي عمل فيكي كده....!! ؟
ركضت إبان نحو والدها لتدفن نفسها في حضنها وأنذارات الخطر تدق ناقوس رأسه...وشهقاتها تعلو وتعلو وكأنها تفرغ بداخلها شحنات مكبوتة....
منى بخوف: مالك يا بنتي... جرالك إيه يا ضنايا... ؟!
بقيت فترة تفرغ ما بداخلها حتى هدأت قليلا... لتسحبها والدتها لتصبح بمواجهتها قبل أن تسألها بقلق: كنتي فين...وإيه اللي حصلك مرجعك مبهدلة كده.... ؟!!
فهمت توجسات والدتها من أن يكون قد حدث لها شئ يؤذي بسمعتها فقالت :كنت مخطوفة.... سواق تاكسي خطفني بس.... بس أنا قدرت أهرب منه قبل ما يعملي حاجة واتأخرت لأن المكان كان بعيد شوية عن هنا....!!
كلماتها كانت خلف بعضها بدون تقاطعات وكأنها خافت أن تنتهي طاقتها قبل أن تبرر سبب غيابها.... مرت دقائق أخرى من الصمت قبل سماع ارتطام إبان بالأرض مغشيٌّ عليها.
صرخت منى على ابنتها ونزلت إليها ومحاولاتها لجعلها تفيق باءت كلها بالفشل..... نظرت لزوجها بهلع فأسرع الاتصال بالطبيب..... وجاهدت منى مع مساعدة طفيفة من مصطفى لتوصيل إبان إلى فراشها....
وصل الطبيب بعدها بمدة ليفحصها قبل أن يلقي إليهما قنبلته.."عندها انهيار عصبي حاد.... ممكن كان يؤدي لجلطة لا قدر الله... بس الحمدلله ضغطها نزل شوية.. بس ده ميمنعش إنه يكون له أعراض جانبية.... زي صعوبة الحركة أو صعوبة النطق... وكل ده هيروح بالعلاج إن شاء الله...."
رحل الطبيب تاركا منى ومصطفى وكأن على رؤوسهما الطير....
في نهاية اليوم أفاقت إبان مع صعوبة النطق....
ظلت على حالها يومين لا طعام إلا بضعة لقيمات...
حتى أتى حازم"ذاك الشاب صاحب ال26 عاما "ليقنعها بالسفر لتغيير الجو... واقناع بتول بالعودة مرة أخرى قريبا ليزورها.....
****
أنهت سيل ذكرياتها المشئومة تلك بـ: بس يا سيدي ده كل حاجة.....!!
احتضنها بذراعه ليبثها بعض الأمان بعدما رأته...
#####
ينظر بشرود نحو نقطة في الفراغ.... يحترق بنار شوقه لها ونيران تأنيب ضميره تكمل احتراقه ويصبح رمادا ...
جذبه من عالمه المظلم صوت أخاه وهو يجلس بجانبه على الرمال وهو يقول :ها... وبعدين... ؟!
إياس بشرود : ولا قبلين.... هو أنا بعد اللي عملته فيها هترجعلي تاني ...!!
-بس أنت مجربتش عشان تحكم..... أنت مبينتش إنك بتحبها ولا إنك ندمان على اللي حصل....الست من دول بيحبو الراجل الشجاع اللي بيعبر عن مشاعره علطول ويقولها بحبك... دي كفاية إنها تنسي اللي عملته فيها وخصوصا مع حالة إبان وأنت لسه مقولتلهاش إنك بتحبها..!!
-مفتكرش إنها من النوع ده.... إبان غير كل البنات وده سبب انجذابي ليها.....
ركض الصغير خلف الكرة قبل أن يلتقطها كانت في أيدي عملاقة....
انحنت إبان نحو الصغير قائلة: بتاعتك دي ...؟!
أومأ أدم بصمت ونظراته مستقرة على كرته الصغيرة كحجمه...
جلست على الرمال وأجلسته بجانبها قائلة: أنت اسمك إيه..
شعر بحنان ابتسامتها لتأسره كما فعلت مع عمه من قبل فقال: أدم...
-الله اسمك حلو يا أدم....أنت جاى مع مين ،...؟!
- dad and my uncle e...
قطع استرسال حديثه فتاة طويلة نسبيا ذو شعر قصير يصل إلى كتفيها بمعاناة وهي تقول :أدم تعالى هنا ...
ركض الصغير نحوها ظنت أنها والدته وربما تعاقبه فاتجهت نحوها تعطيه الكرة قائلة: الولد ملوش ذنب... أنا اللي قعدته جنبي...فبلاش تعاقبيه على حاجة معملهاش.. وأكملت بابتسامة صافية: ابنك ما شاء الله عليه...
ضحكت بيريهان قائلة: لا بس ده مش ابني... ده ابن أخويا وأنا جيت أدور عليه....
ومدت يدها نحو تعرفها عن نفسها: أنا بيريهان وبيقولولي يا بيري...
فعلت إبان المثل قائلة: وأنا إبان وبيقولولي إبان برضو...
ضحكت الفتاتين قبل أن تجلسا على الرمال... لتبدأ صداقة جديدة....دون معرفة هوية كل منهما الأخرى...
####$$$#
ركضت الصغيرة ندى وخلفها تلك الفتاة ياسمين صاحبة ال28 عاما ونظاراتها التي تأكل أكثر من نصف وجهها...
جلست علي الرمال وتركت الصغيرة تلعب بكرتها تلك التي لا تتعدي طول عقلة الإصبع سببت لها مشاكل أكثر من عدد شعرها الناعم القليل مع تلك الغبية صاحبة الشعر الأشقر القصير وعيونها بطعم العسل الذي يغلي على اللهب. كم أحبت لونهما.... نزعت نظارتها عنها لتظهر ملامح وجهها بوضوح عيونها السوداء وبشرتها القمحية بالإضافة إلى أنفها الصغير الذي تخفيه نظاراتها الكبيرة....ثم أعادت النظارات إلى وضعها بعدما مسحت دمعة ساخنة سقطت على وجنتها. ...أفاقت من ذكرياتها فلم تجد الصغيرة أمامها فنهضت تبحث عنها بقلق....
على الجهة الأخرى...
كان أدم يلعب بالكرة أمام والده الذي دخل إلي الشاليه بعدما أوصاه بعدم التحرك من مكانه...
أتت ندى إليه فأمسك بكرته بقوة خوفا من أن تأخذها تلك العنيفة... اقتربت منه مبتسمة ببراءة لتمد يدها بكرتها التي تحملها قائلة بنبرتها الطفولية وصوتها الرقيق: أعب معي. (العب معي)....
أومأ برأسه ليبدآ اللعب سويا... فسحر النساء لا يقاوم..
ظلا يلعبان لفترة وياسمين مازالت تبحث عنها وكذلك يوسف الذي خرج ولم يجد الصغير في مكانه فبدأ بالبحث عنه.....دقائق ووجداهما يعلبان معا بكل سعادة ....
ياسمين بتعجب: ندى.... تعالي هنا ....
ندى بنفي: لا اعب مع دومي....
يوسف بصدمة: أنت لحقت تكون دومي....!!
أدم: بلييز داد أريد play with her ...
توجه بنظره نحو تلك الواقفة منتظرا ردها.... اقتربت منه لتنزل بمستواه: اوعي تضربها ماشي....
-لا أنا مش أذيها never.. أنا play معها ...
لم تستطع كبح ضحكاتها على لغته الغريبة تلك... فكيف لصغير أن يتحدث هكذا.....
لم يستطع يوسف أن يحيد بنظره عنها خاصة بعدما رنت ضحكتها لتنزل بنغمة خاصة على أذنه.... وملامحها البسيطة التي ظهرت من خلف نظارتها .....
شعرت بنظراته نحوها فنهضت على الفور معدلة من وضع نظارتها... وحمرة الخجل التي تسللت من تحتها لتستقر على وجنتيها والتي رآها يوسف بوضوح.... فنظارتها لا تخفي ملامحها عنه......
تركت الصغيرة معهما لتنسل من نظراته المتفحصة لها..
غادرت المكان بسرعة حتى تتخلص من توترها وخجلها الجديد عليها منذ زمن.....
عادت إلي الشاليه التي تمكث فيه مع عائلتها.... فوجدت الجميع جالس في الصالون.. ويبدو أنهم يتحدثون في موضوع مهم واللوم موجه نحو حازم الذي ترتكز نظراته على سجاد الأرض.....
منى: أهلا أنتي كمان اقعدي يلا... دورك جاي....
ياسمين بتعجب: دوري في إيه مش فاهمة...
اقتربت منها إبان هامسة: ماما مجهزالكم شوية محاضرات من بتوع الأم ....
وجهت منى حديثها لحازم :أنا عايزة أعرف إيه اللي حصل عشان أنت وأختك تتطلقوا....
شهقت ياسمين واضعة يدها على فمها لتمنع البقية واقتربت من منى تتوسلها: أرجوك يا ماما بلاش تفتحي الموضوع ده.... عشان خاطري بلاش....
مع كل كلمة كانت دمعاتها تتساقط خلف بعضها قبل أن تزداد وتنهمر.....
حازم: بلاش نتكلم في الموضوع ده دلوقتي....
منى بحزن: يبقي صح زي ما بيقولوا مهما رحت ولا جيت هفضل خالتكم وعمري ما هبقي مكان الله يرحمها....
اقترب منها حازم محتضنا إياها قائلا :أنتي عارفة معزتك عندي أد إيه... وعمري ما اعتبرتك خالتي... أنتي أمي اللي مشوفتهاش وأنتي اللي رضعتي وربيتي تفتكري بعد ده كله ممكن أنكر الجميل.... بس والله كل حاجة جت بسرعة ومع أول سنحتلي نزلت.....
إبان بمزاح: أيوة ياسمين شربت مع بتول...لو عرفت هتقتلها.....
ضحك الجميع وقال مصطفى :وأنت ناوي على إيه يا بني... ؟؟
مني: هيكون ناوي على إيه يعني.... هيرجع معانا القاهرة ولا إيه...!! ؟
ضحك حازم قائلا: وهو بعد اللي حصل من شوية ده هرفض يعني.... بس هنسكن فين...!!
مصطفى: في شقة في العمارة اللي ساكنين فيها فاضية... لو تحب أجرهالك....
حازم :لا أنا عايزها تمليك مش إيجار ..ينفع...! ؟
-اللي تشوفه يا حبيبي...
سمعوا خبط على الباب فأسرعت إبان لتفتحه فوجدت يوسف ومعه الصغيران....
يوسف: احم....ندى أهي سليمة ....
أومأت برأسها مبتسمة وهي تنحني للصغير وتسلم عليه..
أدم: my birthday's tomorrow you must coming ..
إبان: happy day of you ....ok ...
قبلها على وجنتها قبل أن يغادر مع والده....
ركضت الصغيرة وهي تصرخ: بابا... اعب مع دومي...
تذكرت ياسمين يوسف فلعنت في سرها فهو مازال أسير عقلها...
إبان: على فكرة دومي عيد ميلاده بكرة وعزمني عليه..
تساءلت منى قائلة: مين دومي ده.... ؟!
إبان: ده عيل صغير شكله أجنبي.... بس أبوه مصري..
حازم: عادي يعني....تكون مامته هي اللي أجنبية...
ياسمين: أيوة... بس المفروض يتكلم عربي لأنه لغته الأصلية كده...
إبان: ما يمكن يكون اتولد برره...
حازم: خلاص.. دي خصوصيات ناس ملناش دعوة...
###$###
تصدق معرفتنيش...!
تلك كانت جملة انطلقت من فم يوسف بعدما قص عليه رؤية إبان ...
تنهد إياس بحزن: طب كويس....
يوسف: يابني افهم هي متعرفش أدم يعني ممكن تستغله.
إياس: مانا بفكر في كده وعايز أشوفها بس من غير ما تشوفني. ..
يوسف بتفكير: طب إيه رأيك لو احنا عملنا عيد الميلاد أنا وبيريهان مع إبان وبكده متعرفش إننا قرايب... وتفضل علاقتها مع أدم كويسة....
إياس بتحذير: مع أدم بس أنت فاهم... ؟!
-الله. أنت بتغير ولا إيه... ؟!
إياس بغضب :يوسف ...
-خلاص. خلاص... ملييش دعوة بيها...
إياس: يبقي تعمل اللي هقولك عليه....!!
أنت تقرأ
سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح مقدمة إن كان للعشق اسم... فكنت سأسميه أنت .. وأن كان للحب موطن ....كنت سأجعله قلبك ... إن كنت أنت الحب ....فأنا القلب .. وإن كنت أنت أحببتني. ..فأنا عشقتك... ...