فصل 19

8.6K 220 3
                                    


عاد يوسف إلى القصر فوجد فريدة ومي تجلسان سويا ومن حولهما الأولاد....
جري أدم نحو أبيه عندما رآه ....احتضنه متجها نحوهما .
جلس بجانب فريدة موجها حديثه لمي :عاملة ٱيه يا نيمو....؟!
مي :الحمدلله....
نظرت نحو فريدة تتوسلها بنظراتها... فانتبه يوسف قائلا:خير ...في إيه ...؟!
مي :احم... لا مفيش بس كنت بفكر في موضوع كده وخايفة أقولك عليه.... ؟!
يوسف بتعجب: خايفة.... خايفة مني أنا ..!!؟
مي :لا مش خايفة منك... بس خايفة من اللي ممكن يحصل بعد كده.... !!
يوسف:قولي ...ومتخافيش من حاجة ...!!
مي :احم ...أدم ...مش محتاج أم ..!!؟
تصنعت فريدة الدهشة قائلة: بجد يا يوسف هيبقي أحلى خبر ...!!؟
مي :مش أنتى اللي قولتيلي .....
صمتت مي وأغلقت فمها بيديها وتلونت بحمرة الاحراج ونظرات فريدة الغاضبة تحدق بها ....وضحكات يوسف ملأت المكان....
يوسف: هي الحكاية كده ...إيه يا فيرو النظام الجديد ده.. ؟!
فريدة بضيق :لا نظام ولا حكاية.... أنا غلطانة ..قومي روحي الوقت اتأخر ...!!
مي بتعجب: لا مانا لسه قايلالك اني قاعدة ...!!
فريدة وهي تنهض :أنا رايحة أنام ...أحسن ..!!
رحلت فريدة مع ضحكات يوسف ....
التفت لمي قائلا:تعالي جنبي يا مي ...!!
انصاعت له وذهبت لتجلس بجانبه .....احتضنها بذراعه وهو يقول :عارفة يا مي أنتي الوحيدة اللي بتفهميني...!!
ضحكت مي قائلة:أعمل إيه بقا ...نصك التاني..!
ابتسم. لها ثم مالبث أن حول للجدية وهو يقول :ينفع أقولك على حاجة ومش عايز حد يعرفها دلوقتي نهائي ..!؟
مي :حاضر ..!!
همس لها يوسف بشيئا جعلها تحدق به بصدمة واحتضنته فجأة ...
##$##
في الصباح
اصطحب حازم ابنته ليقدم لها في روضة تهتم بها ..
وفي يده هاتفه الذي لم ينزل من على أذنه منذ دقائق وهو يحادث ياسمين...
حازم بنفاذ صبر :يا بنتي ارحميني ...بقولك لما أرجع هحكيلك....
ياسمين: لا مهو انا لازم أعرف ...يوسف كان بيعمل إيه هنا وكمان الزغاريط ليه ...؟!
حازم: أولا ..الزغاريط كانت عشان القضية اللي كسبها يوسف لعم مصطفى.... أما يوسف كان عايز إيه منك لما أرجع هقولك ....أنا بسوق والله بسوق....!!
ياسمين:طيب.... سلام...
-مع السلامة.....
##$##
في القصر...
جلست فريدة بصحبة سيف وبيريهان ويبدو على الموضوع المعروض للمناقشى الأهمية.....
سيف :من الآخر كده ناويتي على إيه.... ؟!
بيريهان: مهو أنا مش عايزة أشتغل في مستشفى..
سيف :مانا بقول أهو افتحي عيادة خاصة....
بيريهان: ماشي ...بس شوية كده .....!!
سيف: براحتك يا حبيبتي ...!!!
بيريهان وهي تنهض :حبيبي يا بابا ...عن اذنكم ..!!
أعطته كوب القهوة الخاص به قائلة:بقولك إيه يا سيف ..إياس ماله ...؟!
سيف بعدم فهم :ماله ...؟!
فريدة بشك :بقاله كام يوم مش بيروح الشغل ..وعلطول قاعد لوحده .....
سيف :طب ما تسأليه ماله.... !!
فريدة: يعني مش زعلانين مع بعض ...؟!
سيف :لا طبعا ...دانا من ساعة رجوع يوسف ومشفتوش وفكرت إنه السبب هو ..مشغول معاه كده ...!!
فريدة :لا ...ده حتى يوسف لسه هيبدأ في المكتب بكرة ..!!
سيف: اقعدي مع ابنك وشوفيه ...متخليش رجوع يوسف يأثر علي علاقتك مع الباقيين ..!!
فريدة بلوم :بقا أنا كده ...أنا عمري ..
قاطعه سيف قائلا وهو يغادر: أبقي خلي بالك من عيالك ..!!
تركها وغادر... وعقلها يصنع الكثير من الأسئلة....
##$##
عند بطلنا نجده جالس في غرفته ينظر لنقطة في الفراغ وملامحه تدل على هم ثقيل يحمله ولا يستطيع التصرف فيه ....بملابسه الغير مهندمة ولحيته النامية بفوضوية وشعره المشعث ....ما سمعه من يوسف جعله يعيد حساباته من جديد....
دخلت فريدة وجدته كعادته منذ أيام.... فهو لا أصبح يأكل بمفرده ولا يشاركهم الجلوس ...ومعظم الوقت يقضيه بمفرده في غرفته.....
جلست بجانبه على الفراش ووضعت رأسه في حضنها علي قدميها كعادته التي انقطعت منذ عودة يوسف..
شدد من احتضانها كأنها شعرت به أنه بحاجة ماسة إليها..
مسدت على شعره قائلة: مالك يا حبيبي ...؟!
اختنق صوته وهو يقول :تعبان ...!!
دمعت عيناها وهي تقول :سلامتك يا حبيبي ..مالك يا إياس ... من امتي وأنت بتخبي عني تعبك ....؟!
إياس:سبت يوسف ...عشان هو كان بعيد عن حضنك دايما..!!!!!
فريدة بلوم: يعني هو يوسف هيطير ..مهو قاعد معانا خلاص... يعني كلام أبوك صح....! ؟؟
إياس: إبان ،....!!
فريدة بتعجب: مالها إبان ....؟!
-اتخطبت ...!!!
فريدة بصدمة: إيه ...؟!
تداركت نفسها فأكملت :طيب ...ودي فيها إيه يعني ..؟؟
ابتعد عنها إياس بصدمة وهو يقول: إيه ..عادي ..!؟
أومات مؤكدة وهي تقول :أيوة عادي ...لأن ده حقها... يعني عايزها تفضل علطول مستنياك ترجعلها ...لازم في يوم تتخطب وتتجوز وممكن تحب تاني ...مش معقول هتوقف حياتها كلها مستنية منك ترجعلها... وأنت كمان خطبت وهتتجوز ..!!
إياس :لا ...أنا مش هتجوز غيرها وهي بتاعتي أنا لوحدي.
فريدة: لا هي مش بتاعتك ولا بتاعت حد ...هي بتاعت نفسها وهي اللي تقرر هتعمل إيه في حياتها ....
إياس بغضب :لا ...لا يمكن أسمحلها بكده. ..
فريدة: وهو أنت عرفت منين إنها اتخطبت ..أنت مراقبها .؟!
إياس :لا مش كده ...يوسف كان هناك وشاف شريف لما راح ...
فريدة بشك :قولتلي يوسف ...ويوسف ماله بقا بهناك ..؟؟
إياس بتوتر :ها ...ولا حاجة ...هو أنتي سبتي موضوعي ومسكتي في يوسف ...
فريدة: طب خلاص ..قوم خدلك دش وانزل اتغدا معانا ..
إياس :لا مش هتغدا .أنا هتغدا مع لينا....!!
فريدة: طيب براحتك ....!!
نهض من جانبها واتجه ليأخذ حماما منعشا يزيل عنه بعض أحماله ...!!
##$##
في منزل الشافعي ..
ظلت إبان حبيسة غرفتها بعد اجتماعها مع العائلة وقرارها الذي اتخذته فورا دون تفكير مسبق ..
هي الملامة الوحيدة هنا ....هو المخطئ هي من تلام ..هي من أخطأت أيضا تلام ...ويبدو أن المجتمع العقيم لن يفرج عن معتقداته الغبية مثله ....من وضع قانونا ينص على أن الفتاة وحدها الملامة ....أي عدل هذا ....
دخلت إليها بتول وجدتها لا تشعر بمن حولها ولا حتي بدموعها التي قررت مشاركتها في المعاناة ولكن لا تعرف بأنها تزيد منها ...جلست بجانبها واحتضنتها تربت بحنو على ظهرها ....
بكت في أحضانها وسمحت لنفسها بذلك ..بالافراج عن دموعها التي اشتكت عينيها منهم ...
رفعت رأسها تنظر نحوها بعيونها الحمراء قائلة: أنا تعبانة ...تعبانة أوي يا بتول ....
ابتسمت لها بصمت لتسمح لها باخراج ما تحبسه بالداخل حتى لا تمت من القهرة ...
إبان :أنا بحبه ...بس هو لا ...هو مش بيحبني ...هو بيحب الامتلاك... عشان كده أنا هتجوز شريف ...شريف بيحبني عشاني أنا.... عشان إبان ...مش عايز حاجة تانية ...
بتول :مين قالك ..إنه مش عايز ...دخلتي قلبه ولا دماغه وعرفتي هو عايز إيه ...؟!
نظرت نحوها بتعجب فأكملت بتول قائلة:أيوة ..يمكن بيحبك ...أو بيبين كده عشان يمتلكك ...شريف وإياس واحد زي كل الرجالة بيحبوا الامتلاك ...إياس بيّن كده لكن شريف مبينش ده ...وده اللي ممكن يتعبك في الآخر ...بطلي تحكمي قلبك ...وحكمي عقلك شوية ..اوزني الأمور كويس هتعرفي أنتي عايزة إيه ....!!
إبان: وقلبي ...!!
بتول :طول عمرك بتوزني الأمور بعقلك ..أو بتفكري بعقل بابا ...ارجعي فكري زي زمان وأنتي هترتاحي ...
أومأت مبتسمة بامتنان لتعود بعدها لأحضانها ...باكية قلبها الذي تألم ومازال وعقلها الذي أقالته الوظيفة لتعطيها لقلبها الأحمق الذي لا يفكر ولا يستطيع وكأنه خلق ليتألم..
##$##
في منزل حازم...
جلس حازم بصحبة ياسمين بعدما أصرت علي معرفة سبب حضور يوسف....
حازم: أولا علاقته بالعيلة... هو إنه كان المحامي اللي ماسك القضية بتاعت عم مصطفى ...
ياسمين: طب وهو كان بس بيلغه ..
حازم :أنا مش عارف عايزة توصلي لإيه ...؟!
ياسمين: ولا حاجة ..بس مش عايزة أبقي زي الأطرش في الزفة كده ...!!
رغم أن إجابتها لم تزد إلا الشك في رأسه إلا أنه أجابها على كل ما يدور في رأسها: لا مش بس كده ..كمان جاي في حاجة تخصك ...!!
ياسمين بتوتر : أنا ...ازاي ..؟!
حازم :مش أنتي كنتي رايحة تقدمي لوظيفة..؟!
-أيوة ...بس مكملتش ..!
حازم :هو بقا ياستي جايبلك وظيفة ومستني رأيك فيها ..؟!
ياسمين بتعجب :وظيفة ..وظيفة إيه دي ...؟!!
حازم :هو فاتح مكتب جديد للمحاماة ..وعايزك تشتغلي معاه ....!!
ياسمين بغضب :وهو عرف منين إني محامية... ؟!
حازم بضيق :بتتعصبي عليا ليه ...هو شاف السي في بتاعك لما عملتي الحادثة... وبس ..وهو الراجل بياخد رأيك في ده ...أنا قولت أعرفك وقولت هأبلغه بالرفض بعدين ...!!
ياسمين: وأنت مين قالك إني رافضة...!! ؟
حازم بشك :الله مش أنتي مش عايزة بتتعاملي مع الرجالة ..فأنا هرفض عنك ...؟!
ياسمين بضيق :أيوة يعني وأنت ترفض عشان أفضل معقدة كده منهم ...
حازم بصدمة: أنا...بقا أنا كده ...ماشي يا ياسمين..
ياسمين: خلاص يا حازم... أنا آسفة ..بس أنا نفسي أبقس كويسة أنت مش عارف أنا عاملة ازاي ....؟!
احتضنها قائلا بحنو :وهو لو مكنتش أحس بيكي ...هابقي حازم يعني ....وهو أنا ليا غيرك يا جميل...!!
ياسمين:ربنا ما يحرمني منك أبدا ...
تنحنح قائلا: طب في حاجة تانية ممكن. ...؟!
ياسمين بتعجب: ممكن....!!
حازم: احم ...هو في دكتورة ممكن تروحيلها... ؟!
ياسمين: دكتور ولا دكتورة مش عايزة حد ..!!
-ياسمين.....
قاطعته بغضب :وأنا قولت لا يعني لا ..أنا مش مجنونة..!!
حازم: قطع لسان اللي يقول عليكي كده ...كل الحكاية إنك محتاجة تتكلمي مع حد يفهمك ...كل اللي حواليكي مش قادرين يفهموا المشكلة... عشان كده أنتي لازم تتكلمي مع حد يفهمك ...!!
ياسمين وهي تنهض: لا يعني لا.....
زفر بقوة ليهدأ من نفسه فهي لا تعطي لنفسها الفرصة بالحديث مع أحد ....
##$##
في منزل السيوفي
جلست زوجة فؤاد تتصفح احدي المجلات حينما سمعت صوت الباب يغلق بقوة ودخول لينا الغاضب ...
اجتمع الكل على صوت صراخها وهي تقول :هقتلها ....هقتلها ...
اقتربت والدتها لتهدئها قائلة:اهدي... مالك ..؟!
لينا :هقتلها ...هقتلها يا مامي ...!!
فؤاد :مين دي ....؟!
التفتت لشريف وهي تقول بغل: هقتلها. ..هقتل إبان ..!!

سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن