صرخ فيها بكل قوته بأنه يريد الابتعاد حتى يرتاح ويعيش حياته سعيدا... قبل أن يغادر غاضبا مقيتا لتلك الحياة التي يعيش معه....
نزل إياس من الدرج فسمع أخر الحوار الغاضب بين أخيه ووالدته....
اقترب منها وملامحه منزعجة من صوت أخاه العالي ليتساءل: هو في إيه ماله.... ؟!!
تنهدت بحزن لتجلس علي الأريكة بتعب فهي لم تذق طعم الراحة أبداً منذ غياب يوسف: قال إيه... بنت صفية عايزة تعيش في قصر لوحدها.....!!
ضحك بسخرية قائلا: وهو أنتي كنتي متوقعة حاجة تانية يعني.... ؟!!!
-لا بس مش قصر.... وكمان ده قصر ترفضه ليه بقا...!!
جلس بجانبها ليقول بثقة: سيبي الموضوع ده عليا وأنا هتصرف ....ماشي.. ؟!!!
أومأت بابتسامة حنونة وهي تقول: ماشي.... ربنا يسعدك دايما يا حبيبي....!!!
قبل يدها ورأسها وقال وهو ينهض مغادرا: ربنا ما يحرمني منك يا فيرو.... سلام....!!
ابتسامتها لا تفارقها وهو بجانبها... لم تفسر حبه لها ولكن غيرته صعبة... فرددت بداخلها وهي تتمنى الحدوث: الله يكون في عونك يا.... إبان....!!
$$####
لم تفهم ما حدث ولكن كل ما رأته كان صفق الباب بقوة ودخول إياس المفاجئ وإمساكه لشعرها بقوة اقتلعت بعض الخصلات الضعيفة فتأوهت بألم وهي تحاول نزع شعرها من بين أصابعه المحكمة بقوة عليها...
إياس بهدوء قاتل: بصي يا سمر كلمة ومش هتنيها تلمى نفسك أنتي وأمك واللي تقوله فريدة يتنفذ من غير ولا حرف.... مفهوم... ؟!!
سمر وهي تحاول أن تنزع خصلاتها من بين يديه: أنت اتجننت جاي تتهجم علي خطيبة أخوك الصغير...
إياس بنبرة واثقة: والله يابت صفية.. مش هتحصلي حد من ولاد فريدة لو متعدلتيش ولميتي نفسك..... وأكمل بسخرية: بقا أنتي عايزة تعيشي في قصر لوحدك كمان روحى اسألي أمك كانت عايشة فين قبل ما تعرف عيلة المنصور....!!
بكت سمر فوجعها يزداد ومع كل كلمة يتفوه بها تزداد قبضته علي خصلات شعرها وقالت بصوت مختنق: خلاص... اللي أنت عايزه هنفذه.... بس سيب شعري.
أفلت شعرها وزفر بقوة ليهدأ من أعصابه حتى ينهي ما أتى لأجله وينهي الموضوع...
نظر إليها وهي تبكي فلم يبالِ بها وقال ببرود: بصي بقا... تلمي نفسك وتختاري تقعدي في القصر ولا في شقة مراد ..
سمر: اللي أنت عايزه هعمله....!!!
أومأ برأسه متفهما خوفها وازدادت ابتسامته الخبيثة علي وجهه بعدما حقق مراده وروّض إحداهن.....
إياس بمكر: حلو.... يبقي تسمعي اللي هقولك عليه وتنفذيه بالحرف الواحد...... مفهوم... ؟!!
أومأت بصمت وشعورها بالخوف يتزايد مع طول صمته البارد القاتل ببطء مقيت.....
إياس ببرود: مش عايز مراد يعرف باللي حصل...!! ؟
- ح...حاضر....
ابتسم بسخرية وألقى إليها أوامره وبعدها غادر وعلى وجهه ابتسامة انتصار زهو.... كان عليه أن يتصرف هكذا منذ زمن ولكن تأبي قوة خبث صفية بالانهيار..... وكل منهم في سباق مع الآخر ولن ينتهي إلا بموت أحدهما..
$###$###
في مكان أشبه بالصحراء وعلي شاطئ البحر الأحمر نجد مجموعة من الرجال يقفون أمام سيارات مضيئة أنوارها نحو البحر الذي يحمل مجموعة من المراكب المتوسطة الحجم والتي تحمل بدورها مجموعة من البشر مخيفة ملامحهم وتدب الرعب في أوصال من يراهم.....
ينتهي الأمر بعد فترة بعدما سلم كل من الطرفين حقيبته فواحدة كانت تحمل مجموعة كببرة من الرزم الخضراء ( الدولار.).. والأخرى كانت عبارة عن صناديق تحتوي علي مجموعة من الأكياس البيضاء فيها السم القاتل الذي يستقبلها جسد الضحية بكل حب وحبو..... ليذهب كل إلي طريقه.....
##$#####
جالسة تتطلع نحو السقف بهيام عاشقة احتل العشق جسدها كله وعيونها التي ترسم سعادتها بدقة بدلا من شفتيها فهي ستصبح له عما قريب بل بالأحرى سيصبح لها بعد طوال هذه المدة من ملاحقته... ولن تتركه أبداً..
تنهدت بعشق وهي مازالت علي نفس الوضعية: أخيراً يابن المنصور هتبقي دبلتك في إيدي....! ؛!
####$#####
مرت عدة أيام وهي مازالت تعمل بالمشروع المشترك بين الشركتين بكل جهدها وتركيزها كله منحط عليه حتى تثبت لنفسها قبله بأنها تستطيع العيش بدونه ومواصلة تحقيق أحلامها....
أمسكت بالجريدة لتعطيها لوالدها....
جحظت عيناها بقوة وشعرت بدوار قوي والارض تطيح بها ..جلست علي الأريكة وملامح الصدمة مازالت تعلو وجهها لتنزل دموعها تلقائا وهي تعيد قراءة الخبر المنشور بالصفحة الأولى. بصوت مسموع حتى تتأكد من صحتها وأنها ليست بحلم لا بل هو كابوس وستفيق منه علي الفور حالما تقرص نفسها... قرصت ذراعها بقوة فتألمت ولكن ألم قلبها أقوى وأعمق ودموعها التي تنحت وجنتيها لتكمل عليها.... قرأته مرارا وتكرارا وصوتها يعلو تدريجيا حتى وصل لمسامع والديها وملامح القلق ترتسم علي وجهيهما
"خطبة إياس منصور ابن رجل الأعمال سيف منصور علي لينا السيوفي ابنة رجل الأعمال فؤاد السيوفي.."
رمت الصحيفة لتدخل مباشرة نحو غرفتها وهي تكتم فمها حتى لا تعلو شهقاتها...
أوصدت الباب بالمفتاح لتزل بظهرها عليه وتستقر علي الأرض.وتترك العنان لشهقاتها تبكي في مأتم على روحها التي انتهزت وكسرت بيدي حبيبها.....
ظلت مدة هكذا تبكي وتنتحب... ثم قامت من مكانها لتتوجه للحمام وتغسل وجهها لترفع عينيها تنظر لنفسها الداخلية لروحها المكسورة لتمسك بيدها تساعدها على النهوض لتعود قوية من جديد وهي تردد بكل ثقة: لسه متخلقش اللي يكسر إبان مصطفى الشافعي... قالتها بكل قوة لتكسب نفسها وروحها الطاقة والقوة للحياة لنفسها وهي تضغط علي كل حرف بجملتها وكأنها تثبت لنفسها بأنها كانت تعيش في حلم وانتهي.......
خرجت من الغرفة بشكل أخر غير الذي دخلت به... استقبلت اتصال فكان من لينا السيوفي... ردت عليها لتخبرها الأخرى بأن تأتي إلى الحفل لتساعدها في تزيين نفسها .......
إبان: ماشي يا لينا جاية.....!!!
نظرت نحو والديها وهي تقول بقوة: النهاردة... النهاية..
جهزت نفسها جيداً لتصبح كالأميرات في فستانها الأحمر ذو الحمالات وتلف حول كتفيها وشاحا ووضعت مساحيق الزينة خفيفة وكحلها الذي وضعته بامتياز يبرز عينيها الخضراء وابتسمت بمكر وهي تضع أحمر شفاهها بطعم الكرز.... لتعود إليها ذكرى تلك الليلة المشئومة التي بدأ منها كل شئ.....
خرجت من الغرفة لتجد صديقتها المفضلة صافي التي أتت بعدما طلبت منها القدوم لتقلها نحو الحفل....
مصطفى: برضو مصممة تروحي .....؟؟!!!
إبان: أيوة..... دي لينا إن مكانش عشانها فيبقي عشان عمو إسماعيل.....
مني بحزن: حرام عليكي نفسك يا بنتي....!!!
ابتسمت بوهن لتقول : إيه يا ماما ده أنا كويسة أهو وكمان ده مجرد خطيبي سابقا.....
صافي : أنا هكون معاها دايما ومش هسيبها... اطمنوا ....
إبان: يلا يا صافي خلينا نلحق لينا....
خرجتا من المنزل واستقلتا سيارة صافي
التفتت إليها وهي تقول: ناوية علي إيه يا إبان... ؟!!
رفعت كتفيها لا مبالاة: ولا حاجة... رايحة أحضر حفلة خطوبة... !!!
صافي: أمال إيه اللي عملاه في نفسك ده.... ؟!!
إبان: مالي.... زي العسل أهو....!!!
صافي بضيق: ماشي.....
ثم أدارت السيارة متوجهة نحو القاعة التي تقام بها حفلة الخطبة....
٣####$####
فتح عينيه بصعوبة وتلفت حوله ليجد إيلينا تجلس علي كرسي بجانبه .....
يوسف بوهن: إيلي....
جرت إليه وبقايا دموعها عالقة بأهدابها: يوسف.. أنت كويس.... ؟!
أومأ برأسه وأغمض عينيه بتعب....
أتت من الخارج لتقول: ها فاق.... ؟!
إيلينا: أيوة بس نام تاني.... وأنتي عملتي إيه... ؟!
-كلمت ماما عشان أقولها إني مش جاية واقتنعت بالعافية...!
-طب هنعمل إيه.... ؟!!
-ولا حاجة.... تخلص الحفلة وأكلم إياس ييجي...!!
-ربنا يستر....!!
##$$####
استعدت لينا للحفل بمساعدة إبان التي نفذت كل طاقتها وهي تضغط علي نفسها حتى لا تقتل إحداهن من أصدقاء لينا خاصة بعدما عرفن أنها كانت مخطوبة لإياس من قبل... وهن يتهامسن عليها ووصلت الجرأة بهن بأنها لا تقارن حتى بجمال لينا.....
نزلت إلي الأسفل وهي تتأبط ذراع والدها وكذلك سمر التي أتت فقط لتزيد علي إبان....
أسرت عيناه كما أسرت قلبه وهو يراها بهيئته الملائكية بفستانها الأحمر ذاك.... ولكنها لم تتخل علي كعكة شعرها....
تنحنح فؤاد عندما رآه شاردا ليأخذ ابنته منه ليذهب بها لمجلس العروسين وكذلك فعل مراد مع سفر...
ألبس إياس خاتمه ل لينا قبل عقد قران مراد وسمر...
ابتسامة ماكرة ارتسمت علي شفتيها المزينة بطعم الكرز وهي تقترب منه لتسلم عليه تحت أنظار صافي الغاضبة وفريدة الحزينة....
احتضنت لينا قائلة بجرأة: اشبعي بيه.... لأنه مبقاش لازمني....
صدمت لينا من قولها ولكن إبان لم تسمح لها بالرد بل اتجهت نحو عريسها لتهنئه هو الأخر....
اقتربت منه هامسة: الطيور علي أشكالها تقع... كان نفسي تستنضف...
ابتسم بسخرية قائلا: مانا عملتها قبل كده... وإيه اللي حصل. ؟!!
بادلته السخرية قائلة: أصل القدر معجبهوش إن الأبيض يدنس.... ففصلهم...
ابتسمت بسخرية ورفعت حاجبها مؤكدة كلامها.... واتجهت نحو سمر ومراد لتهنئهم....وكذلك مع سيف ومي في حين لم تتجه نحو فريدة .....بل اتجهت نحو إسماعيل وزوجته لتقف بجانبهما.....
سمية (زوجة إسماعيل): نفسي أعرف بتجيبي القوة دي منين....
قالت بحزن :من الدنيا....نفضت عنها ملامح الحزن لتقول بمرح:. المهم أنا هستلف عمو منك أرقص معاه....
ضحك إسماعيل قائلا: دي جاية مخصوص النهاردة عشان ترقص....
ضحكت إبان قائلة: طب أنا أروح أستلف جوز صافي أرقص معاه....!!!
ضحكت سمية: يبقي عايزة تودعي النهاردة....!!!
أعلن المسئول عن الدي جي عن موعد رقص الكابلز سويا..
وقفت بمفردها قبل أن يأتي شريف ليعرض عليها أن ترقص معه... وافقت حينما لمحت عيون إياس تراقبها...
انتهت رقصة السلو وإبان تشعر بنظرات إياس كوخزات تصيب قلبها لتقبلها رقصة شريف.... فماذا عنها وهي تراه يضع دبلته في يد أخرى سيكتب اسمها أمام اسمه وتصبح مدام إياس....بلعت الغصة بحلقها وجاهدت لتمنع دموعها .
ساد الصمت قليلا ومازالت حرب النظرات بينها وبين لينا..
فتلك دعتها لتكسر قلبها فأرسلت إليها نظرات ساخرة محتقرة تلك اللعبة الرخيصة كصاحبتها....
انطفأت أضواء القاعة ليتسلط ضوء واحد.... عليها هي..
وقفت متسمرة في مكانها لم تعِ بعدها سوى لركوع شريف أمامها وهو يمد يده بعلبة تحتوي علي خاتم زواج وهو يردد بكل عشق: إبان...... تتجوزيني.
أنت تقرأ
سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح مقدمة إن كان للعشق اسم... فكنت سأسميه أنت .. وأن كان للحب موطن ....كنت سأجعله قلبك ... إن كنت أنت الحب ....فأنا القلب .. وإن كنت أنت أحببتني. ..فأنا عشقتك... ...