انتهوا من توقيع العقد ليستلم مفاتيح المكتب...
دخل ومعه إياس داخل الشقة ...كانت عبارة عن صالون كبير يكفي لمكتب ومكتبة صغيرة وبعدها بعدة خطوات غرفة كبيرة نسبيا تكفي مكتب المدير ومكتبة مناسبة مع بعض الأغراض الأخرى.....
تساءل يوسف: طب والمطبخ...!! ؟
إياس: في باب صغير وراه مساحة كويسة تنفع مطبخ... الراجل صاحبه كان عامله شبه مخزن كده...
-ماشي.... تعالى نرجع البيت..
أومأ برأسه ليتجهان نحو القصر...
نزلا من السيارة متجهين نحو الداخل... وجدا الجميع في الحديقة مكان فريدة المفضل...
فريدة... مراد... بيريهان........ وسيف....
ركض الصغير نحو أباه ليحمله منشغلا به بعيداً عنه...
أمسكت فريدة بيده تتجه به نحو الجميع.... وفي مقابل أباه بجانب بيريهان وضعته ...
فريدة :تصدق يا يوسف.. أدم مسلمش على جده...
نظر للصغير وأنزله قائلا ؛يالا يا أدم... روح سلم على جدك....
نظر له الصغير فحثه بعينيه.... ليتجه نحو جده ..فيحتضنه بقوة فرحا بحفيده من ابنه البكر... حتى وان كانت هناك مشاكل بينهما فسيظل ابنه وهو والده....
إياس: بقولك لحضرتك إيه يا بابا... ؟!
سيف: خير.. ؟!
إياس: كنا عايزين نعمل إعلان لسكرتيرة لمكتب يوسف ...ممكن حضرتك تتصرف عشان عايزين الموضوع بسرعة..؟
سيف: طب المواصفات... ؟!
يوسف: لا أنا هتصرف في الموضوع ده مش مستعجل...
أخرج إياس من جيبه ورقة مادا يده بها لوالده متجاهلا كلام أخاه منذ قليل رافضا عرض الجميع لاقامة صلح بينهما..
سيف: تمام... هخلي السكرتيرة تنشره بكرة...
فريدة: طب كفاية كلام في الشغل وقوموا الغدا جاهز...
#$##
في منزل مصطفى الشافعي...
جلست إبان بمقابل والدها وحازم المترقبان لما ستقوله..
أخذت نفسا عميقا وزفرته على مرة واحدة وهي تقول: بصوا بقا ...أنتوا الاثنين اللي برتاح في كلامي معاهم عشان كده أنا جمعتكم سوا ....واطلع بنتيحة ممتازة ..
حازم:تمام مولاتي تحت أمرك...
إبان: أنا هرجع بكرة الشغل....
-تمام .....
إبان: والشغل ده في إيه...
حازم بغيظ: في فيل ...
إبان بضيق :إيه يا حازم أنت هتهزر...
حازم بغيظ: أمال أقول إيه يعني وأنتي بقالك ساعة تقطعي في الكلام ومش قايلة كلمة واحدة على بعض..
إبان: طيب ...في الشغل في شريف اللي عايز يتجوزني ومصر على ده ...وكمان في إياس اللي أنت عارف هو عمل معايا إيه. ....وإنه مصر على إني أرجعله...
مصطفى :وأنتي عايزة إيه. ...؟!
إبان :لا أنا بحب إياس....
حازم: إيه قلة الأدب دي... على فكرة أنا أخوكي الكبير وده باباكي.. مش صحباتك....
إبان: الله ..أمال أخبي يعني ...؟!
مصطفى: لا يا حبيتي متخبيش كملي ....!!
إبان: دلوقتي أنا عايزة أرجع لإياس بس مش بالسهولة كده ...عايزاه يتربى الأول....
حازم: لا دي شوفي فيها ياسمين ولا بتول ..لأننا مش هنفيدك.....
إبان: هو مش أنتوا رجالة زي بعض ...
حازم: لا أنا راجل بس مش وحش كاسر ...
إبان: تعرف أنا فرحانة فيك... تستاهل..
نهضت بغيظ لترمي عليه وسادة أمسكها وهو يضحك على جنانها وعدم توازن أفكارها. ...هي تحبه وتريد معاقبته...
##$##
في اليوم التالي ...
طلبت ياسمين من حازم ايصالها لمكان مقابلتها التي تجريها في مكتب محاماة ....
نزلت من السيارة ليقول حازم: تحبي أجي أرجعك.. ؟!
ياسمين: لا مفيش داعي تتعب نفسك أنا هروح بتاكسي..
حازم: براحتك.. بس لو احتاجتي حاجة اطلبيني...
ياسمين:ماشي يا حبيبي..... سلام...
-بالتوفيق... مع السلامة....
تنفست بعمق لتدخل العمارة ..واستقلت المصعد متجهة لمستقبل اختارته هي وستكمله ولن تسمح لأحد بالتدخل وتعطيله....
دخلت الشقة فوجدت عددا من القادمين للحصول على الوظيفة ...
جلست بمكان بعيد عن الجميع منتظرة دروها...
مرت ساعة وأخرى حتى سمعت السكرتيرة تنادي اسمها..
دخلت للمكتب فوجدت رجل في بداية الأربعينات ربما.. جالس على كرسي خلف المكتب ...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تفرك يديها بقوة....
مد يده طالبا ملفها... أعطته إياه فلامست أصابعهما سويا.. فسقط أرضا منها فحملته بسرعة وركضت خارجة تحت أنظار الجميع المتعجبة والشكوك تتزايد بهم ...
السكرتيرة: دي شكلها مجنونة ملحقتش حتى تتكلم وجريت كده... مش مهم اللي بعدها....
نزلت ياسمين هاربة بسرعة ولم تعِ بعدها إلا وهي في مرمي السيارة منتظرة موتها وراحتها....
#$##
في شركة السيوفي...
عادت إبان للعمل مرة أخرى بعد فترة غياب طالت ..
استقبلها الجميع بالترحيب فهي في فترة صغيرة حازت على اعجاب كل من بالشركة حتى رئيسها الذي تقدم لخطبتها....
وقف أمامها بجسده المفتول بالعضلات وكتفيه العريضين.
مد يده أمامها ليوقفها...
كتفت يدها أمام صدرها قائلة بلامبالاة: عايز إيه.... ؟!
-تعالي نتكلم في مكان بعيد عن هنا... !!
-لا...!!
رد عليها بغضب:إبان...!!
وضعت اصبعها أمامه بتحذير: اسمع يا إياس أنا وأنت مفيش حاجة بينا عشان نتكلم فيها. .
ٱياس:بس أنا عندي كلام عايز أقوله... ؟!
إبان: وانا معنديش وقت عشان أسمعه ...
أتت لينا بسرعة لتستقر بأحضانه تحت نظراتها المدعية الامبالاة وداخلها يحترق بنيران الغيرة ...
قبلته لينا على وجنته وهي تقول: وحشتني أوي يا إيسو..
تمتمت بداخلها بغيظ:إيسو في بطنك يا بعيدة...
حاول فهم تعبيرات وجهها لكن لم يجد غير الملامح الجامدة التي يعرف جيداً ما خلفها فابتسم بخبث وهو يجاري لينا...: وأنتي كمان وحشتيني...
ضغطت على يدها بقوة حتى لا تنفجر بهما فرحلت مغتاظة..
إياس: استني لسه مخلصتش كلامي...رايحة فين.. ؟!
إبان بغيظ: رايحة أجيب بوليس الأداب يجي يلمكم...!!
كتم ضحكته بأعجوبة حتى لا تظهر أمام لينا...
رحلت لمكتبها وهي تمتم بكلمات غير مفهمومة ...
##$##
اصطدمت السيارة بجسد ياسمين المتسمر في مكانه ..إلا أن محاولة ايقاف السائق للسيغرة باءت بالفشل لكنها خففت من اصابتها....
تجمع الناس من حولها وهم يشفقون عليها...
حاول السائق أخذها للمشفى: أنتي كويسة ..قومي معايا عشان نروح المستشفي بسرعة ....
حاول مسك يدها لكنها ابتعدت عنه بسرعة ونهضت رغم جروحها التي تنزف.... تركت الجميع مندهشين وهم ينظرون لبعضهم بتعجب.....
جلست ياسمين على جانب الطريق محاولة ايقاف النزيف من يدها وقدمها الذي طبع على بنطالها الأبيض... وشريط أحمر ينزل من جانب رأسها.....حاولت الاتصال بحازم ولكن هاتفها قد كسر بعد اصطدامها بالسيارة ....
حاولت النهوض ولكنها لم تستطع.... رأت يدا ممدودة أمامها فرفعت أنظارها إلي صاحبها لتراه واقف أمامها بعيونه التي لم تنساها وشعره الأشقر المميز وبشرته البيضاء ...
يوسف: قومي معايا...!!!
ياسمين: علي فين ....
يوسف بضيق :على المستشفي يا ياسمين يعني على فين .؟!
ياسمين :لا انا كويسة مش ....
قاطعها بغضب :ياسمين.... قومي معايا يلا ...
نهضت مجبرة بمفردها ولم تقبل بيده الممدودة رغم جراحها إلا أنها تحاملت على نفسها ....
أصر على ركوبها بجانبه في السيارة... لاحظ انحصارها في مجلسها ...ولو ظلت هكذا ستخرج من أسفل السيارة بعدما تثقب الكرسي ....
وصلا للمشفي ونزلت بسرعة حامدة لربها بأنها قد وصلت وستستطيع الهروب منه ....
ناداها بضيق :ياسمين....!!
توقف مكانها ولم تقو على النظر خلفها...
اقترب منها بغضب وقد ظهر جيدا في كلامه وهو يقول :أنتي رايحة فين مش فيه زفت واحد جاي معاكي ..!!
ياسمين :لا كفاية لحد كده شكرا ...أنا هكمل لوحدي ..!!
يوسف بغضب: كلمة وقولتها قدامي ..!!
لم تستطع مجادلته وهي في تلك الحالة فهي نزفت كثيرا.
طلب يوسف من الطبيب فحصها جيدا مستغلا اسم والده لطلب العناية الجيدة لها ....
الطبيب :ممكن ايدك لو سمحتي ...
ابتعدت عنه كثيرا وصرخت به بغضب:لا... هو مفيش دكتورة هنا ....!!؟
نظر الطبيب نحو يوسف بتعجب فطلب منه احضار طبيبة للاشراف علي حالتها....
خرج يوسف من الغرفة تاركا إياها مع الطبيبة تنهي عملها .
بعد قليل خرجت الطبيبة من الغرفة فاستقبلها يوسف :خير هي عاملة إيه دلوقت ...؟!
-هي كويسة وجروحها الحمدلله مش عميقة بس عندها الجرح اللي في رجلها صصعب شوية ومحتاج رعاية ..
يوسف :تمام ...شكرا ..
دخل يوسف إليها وجدها تستعد للخروج
يوسف :بتعملي ٱيه ...؟!
ياسمين: زي مانت شايف ...هروح ..!!
يوسف:لا طبعا مينفعش ...الد
قاطعته بغضب :الدكتورة تقول زي مهي عايزة لكن أنا مش هقعد دقيقة واحدة هنا ...!!
ظن يوسف أنها تكره المستشفيات مثله فوافقها وتبعها للخارج ..
يوسف :اركبي يلا....!!
ياسمين: لحد هنا وشكرا مش هنسي معروفك معايا ..عن إذنك.
كادت تغادر فأمسكها من يده ليدخلها السيارة عنوة .
جلس خلف المقود ليشغل السيارة دون كلمة متجها نحو المنزل ....
##$##
في منزل مختار المنصور ..
احتضنت سمر بيريهان قائلة: وحشتيني يا بيري ..!!
بيريهان: وأنتي كمان ياسمر والله ...
سمر:أنا زعلانة جدا لأنك محضرتيش لا الخطوبة ولا كتب الكتاب....
بيريهان بأسف :والله مكنش بايدي... هعوضها وهحضر الفرح إن شاء الله....
سمر :بس إيه الحلاوة دي كلها ....!!
لفت نفسها وهي تقول: ميرسي يا سمورة ...بس للأسف لسه سنجل ...!!
ضحكت سمر وهي تقول:لا ازاي... هي الرجالة عميت ولا إيه ..؟!
أتت مي وهي تقول بمزاح :لا قصدك بقا نظرهم 6\6..
بيريهان بضيق:شايفة يا سمر ...!!
سمر: لا طبعا ...بقا العسل ده يتقاله كده ده بس كفاية شعرها....
هندمت شعرها لتقول :I know That ...
مي وهي تقلدها :اي نو ذات ...ياختي روحي وانتي بقيتي شبه اللي الزومبي كده ...!!!!
بيريهان: معلش بقا ..امتحانات وكده ...بس بكرة تشوفي مين بيريهان...
مي :قدامي يابت فريدة ...خلينا نشوف ورانا ايه ..!!
بيريهان: باي يا سمر ..
سمر :باي ..
##$##
أنت تقرأ
سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح مقدمة إن كان للعشق اسم... فكنت سأسميه أنت .. وأن كان للحب موطن ....كنت سأجعله قلبك ... إن كنت أنت الحب ....فأنا القلب .. وإن كنت أنت أحببتني. ..فأنا عشقتك... ...