سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح

فصل 22

جلست إبان تنتظر ما يقوله والدها من أسباب ..
مصطفى: إياس... هو السبب في ده ..!!
صرخت إبان بغضب قائلة: هو تاني ...أنا كنت عارفة ده ..
حازم بغضب :قولتلك اسمعي للآخر من غير ولا حرف ..!!
هدأن نوبة غضبها لتجلس تستمع للبقية ...
أكمل مصطفى:إياس عرف إنه في لعبة من ورا شريف ...هي أن أياس يدبس في خطوبة أخته وييجي هو يخطبك ...دي كانت لعبة منه عشان يوصلك مش عارف ليه بس هو عايزك أنتي من غير سبب عايزك تكوني معاه ....أنا رفضت أقابله آخر مرة عشان متعصبش عليه لأنه إياس طلب إن شريف ميعرفش حاجة عن اللي قاله ..عشان هو بيخطط لحاجة معينة ...يوم ما كان هنا أياس قالي...
***
إياس : معلش يا أستاذ مصطفى.. ممكن أتكلم معاك في موضوع على انفراد ...
مصطفى: اتفضل ،...
إياس: انا عارف إن شريف اتقدم لإبان وأنا جاي النهاردة عشان أحذرك ....مش عشان أنا عايزها ...لا خالص... حتى لو أنا كمان عايزها بس مش هاخدها بالطريقة دي ...أنا هاخدها بموافقتها وموافقة حضرتك قبلها ...شريف ولينا لعبوا لعبة وأنا وإبان كنا العرايس بتاعتهم ...شريف أول ما عرف إني فسخت خطوبتي من إبان جه الشركة عندي وطلب مني أحضر عيد ميلاد لينا ومن هنا بدأت اللعبة... أنا أجي الحفلة وتبدأ الصحف تكتب عن علاقتي بالعيلة وفجأة ألاقي نفسي ادبست في خطوبة عشان الصفقة اللي بين الشركتين تتم ....ومعرفتش ده غير لما سمعت من يوسف أن شريف كان هنا وتقريبا جاي عشان إبان. ..وأنا قررت أنهي اللعبة من طرفي وفسخت خطوبتي من لينا وجاي لحضرتك عشان تعرف تتصرف قبل فوات الأوان.شريف متمسك بإبان مش عارف ليه بس أنا قولت ألحق أحذركم قبل ما تعملوا حاجة متعرفوش ترجعوا بعدها .... عن إذنك....
*****
انهي مصطفى حديثه قائلا:بس ياستي وقولت لحازم وخليته يتصرف معاه. ...
إبان:طب ليه مش قولتلي كنت اتصرف أنا ...!!
مصطفى: إياس طلب كده إنك متعرفيش حاجة... عشان ميبقاش خطر عليكي وكمان شريف ممكن يعرف باللي حصل ....
حازم: من أول مرة وعرفت إن إياس بيحبك رغم الموقف البايخ ده... بس اتأكدلي يوم ما رحت أرجعله فلوس الشقة....
****
وصل حازم للشركة حسب العنوان الذي أعطته إياه إبان ..
وجد الشركة مبني كبير يليق باسم الشركة التي يسمع عنها دائما بحكم عمله كمحاسب في بنك ....
دخل المبني وسأل عن مكتب إياس منصور في الاستقبال...فدلوه علي الطابق الموجود به المكتب ..
استقل المصعد متجها نحو مكتبه.... وجد فتاة تتابع عملها فسألها :لو سمحتي إياس بيه موجود ....
دينا :أيوة موجود... أقوله مين حضرتك ...؟؟؟!
حازم :قوليله واحد تبع إبان الشافعي...!!
دينا :تمام ...دقيقة بس أبلغه ...
-اتفضلي ....
دخلت دينا لتبلغه بوجود شخص يقول أنه من طرف إبان..
سمح له بالدخول ....فدخل حازم وعلامات الغضب احتلت وجه إياس فقال غاضبا :أنت ليك عين تيجي لحد هنا.. مش كفاية اللي أخدته غي اسكندرية...!!
جلس حازم على الكرسي المقابل للمكتب قائلا:قلة ذوق بقا معلش....!!
مد يده بالحقيبة لإياس قائلا: اتفضل. ..
إياس: ده أيه ده ...؟!
حازم :دي فلوس الشقة بتاعت الأستاذ مصطفى.
إياس بتعجب :شقة ...شقة إيه. . ؟؟
حازم :هو مش حضرتك قبل كده دفعت فلوس للأستاذ مصطفى وهو تعبان في دبي ومقابل ده هو كتبلك الشقة اللي ساكن فيها عقد بيع وشراء ...
ضيق ما بين حاجبيه يحاول تذكر ما يقوله ....دقائق استغرقها حتى تذكر كل شئ ...دبي والشقة و ...وطرد إبان له من الشقة ....
صرخ إياس فجأة: عشان كده إبان عملت ده كله ...
التفت لحازم وعيون تتقد شرارا واقترب منه بهدوء قائلا: وأنت مالك بقا بالأستاذ مصطفى....؟؟
ازدرد ريقه بتوتر ألا أنه سيطر على انفعالاته وقال:الأستاذ مصطفى يبقي في مقام بابا الله يرحمه...
إياس بغضب :ويرحمك أنت كمان. ...
لم يستطع فهم ما قاله لأن اللكمة كانت نصيبه مرة أخرى ..
وقع حازم على الأرض فنزل إياس في مستواه وأمسكه من تلابيبه قائلا:أنا هبقي أخليها تاخدلك ورد وهي جاية تزور قبرك ....
حازم :أنت اتجننت ابعد عني بقولك ....
إياس:لو مقولتش أيه علاقتك بإبان هقتلك هنا وأقول في المحضر إنك كنت جاي تتهجم عليا ....
سار بضع خطوات والتقط سلاحا من علي المكتب ووجهه ناحية حازم بعدما فتح زر الأمان....
قائلا:قدامك 5 ثواني لو مقولتش عايز أيه من إبان هقتلك.
صرخ حازم بخوف قائلا: تبقي أختي....
إياس: قول حاجة غيرها. ...!!
حازم: والله العظيم اختي ...أختي في الرضاعة ...!!!
أنزل المسدس من وجهه وساعده علي النهوض قائلا:كويس لحقت نفسك.... وإلا مكنتش أعرف هيحصلك إيه..
حازم بسخرية: كنت هموت بس ...
إياس :معلش بقا ...كله بسبب أختك ...
ضحك حازم قائلا:ياما لسه هتشوف ...
-الله يطمنك ....
مد حازم يده بالحقيبة :طيب اتفضل فلوسك بقا واديني العقد ....
خطي إياس عدة خطوات ووقف أمام خزنة ثم فتحها وأخرج منها ملفا ليعطيه لحازم قائلا: أنا كنت ناسيه أصلا والله ...ولو كانت قالتلي عليه كنت وضحتلها ...بس هي غبية ...
حازم: متظلمهاش هي لما بتتصدم مش بتعرف تتصرف غير إنها تبعد عن مصدر الصدمة دي ...
إياس :غبية ....هقول إيه..!!
ترك الحقيبة ليغادر بعدها حاملا سبب تفريق قلبين لغباء أحدهما ...
****
عقبت إبان علي ما قصه إياس قائلة:بس أنا مش غبية ..!!
صرخ حازم قائلا:بقا أنتي سبتي كل حكيته وإنه كان هيقتلني ومسكتي في غبية ....تصدقي محدش غبي غيري ...
تركهم غاضبا واتجه للخارج وهو يقول :ماما ...أنا ماشي عايزة حاجة....
مني :سلامتك يا حبيبي... أنت ماشي دلوقتي..!؟!
حازم :قبل ما أتجلط ...!!
مني :سلامتك يا حبيبي ..بس متنساش ندي لما ترجع..
حازم.:حاضر. ....
##$##
في الصباح ...
اتجهت ياسمين نحو العمل مع يوسف ...دخلت ياسمين المكتب ولم تجد يوسف قد أتى بعد ....ووجدت العامل فقط هو من حضر. ....شعرت بانقباض قلبها فاتجهت للخارج مرة أخرى لتجلس علي درجات السلم ...
أتي يوسف بعدها بحوالي نصف ساعة ووجدها تجلس هكذا تتابع الأوراق ربما ....
يوسف :صباح الخير...!!
ياسمين: صباح النور.....!!
تساءل يوسف بتعجب :بتعملي ايه هنا ...؟!
ياسمين بتوتر :أصلي لقيت عم سيد لسه منضف المكتب فقولا اطلع أشم هوا وكده ....!!
يوسف :اها . .طب تعالي يلا بدل قعدتك كده ...
لملمت أغراضها واتجهت خلفه قائلة:حاضر...
دخل يوسف مكتبه وطلب قهوته الخاصة...
أتي عم سيد ووضع الكوب علي المكتب...
يوسف: تسلم ايدك يا راجل ياطيب ...أحلي كوباية قهوة بشربها من ايدك ....
عم سيد :بالف هنا يا أستاذ يوسف....
يوسف :معلش يا عم سيد بس ممكن بلاش تنضف المكتب الصبح قبل ما نيجي علطول عشان التراب وكده ....
عم سيد :بس أنا بنضفه الصبح بدري يا أستاذ يوسف والله وساعات قبل ما أروح كمان....
يوسف: طيب روح أنت يا عم سيد ...!!
-تؤمر بحاجة تانية ...؟!
-لا ...شكرا ....
رحل الساعي تاركا ساقية عقل يوسف تدور وكل دورة بسؤال ولكن سؤاله الأساسي لم الكذب.....
في الخارج..
جلست ياسمين بصحبة بيريهان التي أتت بأدم ككل مرة .
ياسمين :أنا كدبت علي يوسف... هو أنا كده بقا عندي مرض جديد ...
بيريهان: المرض هيبقي عندك لو مبطلتيش خوف ...قولتلك مية مرة إن صوابعك مش زي بعض ....
ياسمين: مش بايدي والله غصب عني ....
بيريهان: عارفة ومقدرة ...بس مش جلسات شهر كامل ومفيش تقدم ....
شهر ...شهر منذ أن طلبت ياسمين من بيريهان أن تعطيه دواء لخوفها ...وكانت البداية أنه لا يوجد علاج للمرض النفسي سوي الاعتراف بالمرض أولا وبعدها تكون هناك جلسات صراحة واعتراف بين الطبيب ومريضه ...وكانت الهدنة هنا بعد أن طلبت منها عدم إخبار أحد خاصة يوسف بمرضها ذاك ....
ياسمين:غصب عني والله مش ذنبي ...بس أنا كنت خايفة...
بيريهان:لا نصحح المعلومة أنتي كنتي قرفانة ومش عايزة لأنك مكنتيش بتحبيه ....!!
ياسمين:ملحقتش أعرفه كل حاجة حصلت بسرعة بينه وبين مرات حازم ....
بيريهان بغيظ:اسمها طليقته....!!
ضحكت ياسمين قائلة :كده انتهت الجلسة ....وفي الاخر تقولي مفيش تقدم... ما نفس النقطة اللي بنقف عندها كل مرة...
بيريهان: ماشي ...بس هي فين ندي ...؟ !!
ياسمين:ندي أخدة دور برد وفي البيت... ده حتى حازم من كتر قلقه عليها أخد اجازة..
بيريهان بهيام: يعني عسول وكيوت وكمان لطيف وحنين
..يالهوي ..!!
ياسمين:نفسي أعرف هو أنتي شايفاه ازاي ...دانا ببقي بدور علي صفة واحدة فيه من اللي بتقوليهم دول مش بلاقي حاجة واحدة حتي. ...؟!
بيريهان: أعمل إيه بقا نصيبي أقع مع واحد نظره ضعيف ..دانا حاسة إن كل الناس عرفت إني بحبه وهو الأعمي مبيحسش....
ضحكت ياسمين وخرج يوسف علي صوتها ليجد بيريهان معها وأدم قلب مكتب ياسمين يبحث عن شئ غير موجود....
يوسف: أدم بتعمل إيه ...؟؟
انتبهتا علي صوته ونظرتا ناحية الصغير وقد كانت حالة المكتب تدل علي أن هناك إعصار مر من هنا ...
صرخت ياسمين قائلة:أدم ...بتعمل إيه... ؟!
أدم:مش باآمل هاجة (مش بعمل حاجة)....i want my ball ..(عايز الكورة بتاعتي )....
ياسمين: والكورة بتعمل إيه علي المكتب..؟!
أدم :آشان هي لاهت هنا (عشان هي راحت هنا )...
أنزلته ياسمين وعدلت من وضع المكتب قائلة: سوري يا أستاذ دقيقة بس أوضبه وأفضي لحضرتك....
أمسك الصغير وهو يقول :ماشي ...والتفت لبيريهان قائلا:بتعملي ايه هنا ...؟!
بيريهان: كنت جايبة أدم وقعدت مع ياسمين شوية...!!
يوسف: طيب ياسمين مش فاضية دلوقتي روحي أنتي .!
بيريهان: ماشي... سلام يا ياسو. ....
-مع السلامة....
سقط من علي المكتب ملف فالتقطه يوسف ونزل للأسفل بعدما رأي صورة قد وقعت منه ....التقطها ليري صورة لياسمين ومعها أحد آخر ...طليقها ربما...
نظر إليها بعيون غاضبة فأخذت منه الصورة عنوة... هي لارادت أن تفسر لم تحملها ولكن عجز لسانها عن الحديث وكأنه يخبرها بأن ما حدث سابقا سيبقي حاجزا طوال عمرها ...وهو لم ينتظر وذهب... من يفهمه سيري النيران التي تشتعل من حوله وكل من سيقترب سيحرق بها ..جلست على الكرسي باكية.. لم لا تعطيها الحياة فرصة أخرى .....
##$##
في منزل الشافعي
ارتدت إبان ملابسها مستعدة للخروج بعد شهر كامل من الانعزال. ...
رأتها والداها فتساءلت: رايحة فين ....؟!
إبان :في مشوار مهم لازم أروحه ...أجلته كتير ..
مني :أيوة اللي هو أيه...؟!
إبان :لما أجي يا ماما هقولك علي كل حاجة ..!!
مني :طيب متتأخريش ....
-إن شاء الله....
نزلت إبان واستقلت سيارة أجرة متجهة نحو وجهتها ..
أمام إحدي المطاعم وقفت سيارة الأجرة ونزلت إبان منها.
أعطت السائق اجرته ودخلت المطعم....
بحثت بعينيها حتي وجدت ضالتها ....اقتربت من الطاولة واحتضنته من الخلف قائلة :وحشتني. ..!!