جالسة كعادتها تنظر من شرفة غرفتها علي الأطفال التي تلعب بالأسفل ..وتشعر بضيق كبير ودموعها التي لم تتوقف منذ أن تركته ..
هي تعاني بمفردها ولا تستطيع أن تتحمل حاولت الوصول لحل لتلك المعضلة التي أوقعت نفسها بها هي السبب منذ البداية وستكمل بمفردها .
دخلت والدتها لتراها علي تلك الحالة منذ يومين هي لم تخرج من الغرفة وطعامها بضعة لقيمات تسند نفسها بها لتستطيع البقاء علي قيد الحياة ..
مني بعتاب : ولما أنتي بتحبيه كده سبتيه ليه من الأول ....؟
إبان وهي مازالت علي وضعها تنظر للأسفل : فكرة إني بحبه بتحسسني بالضياع وفي نفس الوقت بحس بندم كبير أوي ....مش عارفة مين اللي غلطان ..بس برضو محدش غلط زيي أنا اللي دخلته حياتنا وأنا اللي هأخرجه منها ......
مني بحزن : أنتي مش شايفة نفسك بقيتي عاملة شبه الزومبي ...
ضحكت إبان بوجع أكثر ما هو سخرية : عارفة يا ماما ..أنا أول مرة أندم علي حاجة عملتها ..يمكن لو كنت وافقت علي جلال كان يبقي حالي أفضل ...
مني بتعجب : مش ده اللي قولتي عليه إنه ابن أمه ...؟؟!
إبان : عارفة بالرغم من أنه كده إلا أن أمه عمرها ما كانت هتعمل فيا اللي حصلي ويمكن كنت أعيش مبسوطة ...
تدخل والدها في الحوار وهو يقول بلوم : وفاكرة نفسك يابنت مصطفى كبرتي وبقيتي تشيلي الحمل وحدك ...؟؟!
إبان: يمكن لأني أنا السبب فيه من الأول ،....!
مصطفى: وأنتي من امتي بتخبي عني حاجة... ؟
إبان: عايزة أجرب أصلح غلطتي من دون مساندة ...!
مصطفى بحزن :عشان عاجز فاكراني مش هقدر أساعدك يعني ....؟!
أسرعت إبان إليه لتحضنه قائلة: أبدا والله قطع لسان اللي يقول عليك كده .... بس خليني أخوض التجربة صح وأصلح ندمي....!!
مسد علي شعرها وهو يقول بحنو : وهتفضلي تشيلي جواكي كتير ....خايف عليكي لما تكتشفي إن ندمك ده أقل من ندمك بعدين ...؟؟
إبان :هو حضرتك زعلان إني فسخت خطوبتي معاه ....؟!
مصطفى: طالما مفيش سبب قوي ومقنع غلطانة ...،،!!!
إبان: حتى ولو أنا مش هسيب حقي وهأخده ...كسر القلب موجع أوي يا بابا ....وانفجرت بالبكاء ....!!
مصطفى: كفاية اللي بتعمليه في نفسك ده وقوليلي إيه اللي حصل .....!!!!
إبان : أنا هأقولك كل حاجة ...بس خلي إبان هي تتصرف ماشي ....؟!!
أومأ بصمت وهو يحثها بعينيه علي المتابعة ....!!
إبان : أنا في اليوم جالي اتصال من المحامي بتاع حضرتك ...ورحتله
****
وصلت إبان إلي المكتب وهي تدعو الله بأن يكون الأمر ليس سيئا فيكفيها ما تعاني ....
دخلت إلي المكتب بعدما أذنت السكرتارية بذلك ..ظلت تفرك يديها بتوتر ....
إبان: ازاي حضرتك يا عمو ....؟؟
المحامي : أهلا يا إبان... معلش جبتك في وقت مش مناسب ...!
ابتسمت له إبان وهي تقول : ولايهم حضرتك بس أنا قلقت من الإصرار بتاع إني أجي ...؟!!!
المحامي : أنا عارف بس الموضوع خطير برضو ومش عايز تأجيل ....!
إبان بقلق :خير ...قلقتني ....؟!!
: بصي من كام شهر كده باباكي تعب في دبي واضطر يدخل المستشفي ويقعد فترة فيها ...وكان حساب المستشفي كبير أكتر من الفلوس اللي معاه ....فاضطر إنه يبيع الشقة بتاعتكم اللي ساكنين فيها .....!!!
إبان بصدمة : باعها ...ازاي ....؟
: باعها لأنه مكانش قدامه حل تاني هو عارف إن هنا مفيش فلوس ....عشان كده اضطر أسفا يبيع الشقة للراجل اللي ساعده .....!!
إبان بتوتر : مين الراجل ده .....؟؟
: اسمه إياس .....إياس منصور .....!!!
صدمت احتلت وجهها كليا لا تستطيع التحدث ...شعرت بالاختناق وتنفسها يضيق .....رآها المحامي ووجها الذي تلون بالزرقا فمد يده لها بكوب ماء ...ارتشفته كله لعلها تهدئ من روعها .....
التفتت للمحامي بعدما ابتلعت ريقها : وهو اشتراها ...يعني في عقد بيع ....!؟؟؟؟
أومأ المحامي ليؤكد كلامه : أيوة مصطفى باعها بس بشرط أنه يرجع الشقة بعدما يدفع الفلوس ....بس كمان هو اشترط إنه لازم يدفع في خلال شهور ...وخلاص المدة قربت تخلص أهو .....!!!
إبان : اها ...تمام عن إذن حضرتك ....!!
أذن لها بالذهاب وملامحه القلقة علي هيئتها تزداد ...
خرجت من عند المحامي وهي تبكي بصمت تنساب دموعها بصمت تنحر وجنتيها بألم ووجع قلبها يزداد وخفقانه يصم الآذان. ....لا تصدق أنه في كل فرصة يستغلها لإذلاها وكأنها خلقت فقط لتذل منه ....
اتجهت نحو مكان ناءٍ لعلها تهدأ روعها ودموعها مازالت تنحت وجنتيها وتكتم شهقاتها بكلتا يديها ....ظلت مدة هكذا وهي تحاول السيطرة علي قلبها ودموعها حتى انتهي وقت العمل وذهبت إليه لتنهي كل شئ بدأه هو وتبدأ هي اللعبة من جديد .....
استطاعت أن ترتدي قناع البرود والسخرية بامتياز واستعدت لتذهب ٱليه .....
عادت إلي الشركة وتأكدت بالفعل من عدم وجود أية موظفين لذا لن يحضر أحدهم الحوار أو بدء اللعبة بينهما
وحدث ما حدث ......!!!!!!!!!
****
مسح مصطفى علي رأس ابنته ليحضتنها بقوة وهي تعلو شهقاتها رويدا وأمها التي تري منظر ابنتها وحالتها وهي تكتم شهقاتها بيدها فيكفي ما بها ...اقتربت منهما لتأخذ إبان من حضن والدها لتضعها بحضنها هي ....
ظلت إبان علي تلك الحالة وهي تبكي وتنتحب عزاء علي قلبها في مأتم صنعه العقل ...الآن شعرت بوجع القلوب من الحب ....فهي دائما ما تسخر منه عندما تسمع من الفتيات عن ذلك ..وتغير الفتيات بعد أن تفسخ خطوبتها أو يتركها .حبيبها .....
نامت أو فقدت الوعي لا يهم فالمهم أنها تركت الواقع ربما هناك تجد قصرها الوردي لتمكث به ..ولكن هيهات أن يتركها عقلها تنعم فبدأ بتوبيخها علي سذاجتها تلك ...ابتسمت بسخرية والآن كما تدين تدان ......
******
كانت بتول متسطحة علي فراشها حين رن جرس الباب
فقامت متثاقلة ....كم طلبت من أمجد أن يأتي لها بخادمة حتى تلد وبعدها يمكنها أن تذهب ولكنه رفض ...بعد معاناة لست سنوات لن يعود للنقطة الأولى مرة أخري ..
وصلت بعد مدة فقد كانت تسير ببطء ..تشعر أن بها اثنان لا واحد ...وصلت أخيرا لتفتح الباب ...فتحته لتجد حماتها هي من تدق الباب ....رحبت بها وأفسحت لها المجال للدخول ....
قدمت لها العصير بعدما جلست ...
سميرة : مكانش لازم تتعبي نفسك يا حبيبتي ..!!!
بتول: ولايهمك يا ماما ...نورتي ..
سميرة: عاملة إيه يا حبيبي ...؟؟؟
بتول: أنا خايفة أولد وأمجد مش معايا ...!
سميرة بضحكة خافتة: لا متخافيش كنت هخليه ياخد إجازة بس أنتي يدوب لسه في السادس ....؟
اعترضت بتول : لا يا طنط أنا خلاص أهو رايحة أدخل في السابع ...!!!
ضحكت سميرة: هههههههههه.....خلاص متزعليش .....هو أمجد هيتأخر ...؟
بتول: مش عارفة ...هو ملوش مواعيد .....هتصل بيه وأشوفه ...!
سميرة: لا ....أنا اتصلت بيه قبل ما أجي وقولتله إني هنا ..
بتول: أنا حاسة إن في حاجة صح .....؟؟
سميرة: أصل أنا كنت جاية أتكلم معاه بخصوص عروسة محمد ....
بتول: لا مينفعش كده ....يستني لما أولد ....حرام ...!
تدخل أمجد في الحوار الذي أتي منذ لحظات بصحبة محمد: هو إيه اللي حرام ....؟
سميرة: علي خطوبة محمد... عايزاها بعد الولادة ...!
محمد: لا طبعا دانا مصدقت إني أخدت إجازة ....!!
بتول: خلاص يبقي تستحمل لما أولد في الفرح ...!
محمد: هههههههههه... لا مهو أنتي مش معزومة أصلا
بتول بصدمة: كمان ....سامع يا أمجد أخوك بيقول إيه ..
اقترب أمجد من بتول وأحاط كتفيها : لا طبعا يا حبيبتي احنا دافعين فلوس برضو ....يعني الفرح بتاعنا ...
أخرجت لمحمد لسانها وهي تقول : أيوة احنا أصحاب الحفلة وأنت مش هتدخل .....
محمد: هههههههههه... طب والعروسة هتجوزيها لأمجد يعني .....؟؟؟
بتول: أمجد أصلا مش هيحضر .....!!!
محمد: هههههههههه... اشرب بقا.....
أمجد: ده اللي هو ازاى يعني ....!؟؟؟
بتول: لا مهو أنا دلوقتي بتحرك بالعافية يعني مش هأفضل معاك طول الحفلة ...عشان كده أنت مش هتحضر
أمجد: آه ماشي ....احنا نلغي الخطوبة دى أصلا ...
محمد: أنتوا الاتنين مش هتحضروا أصلا ...وهخلي حرس يقفوا علي البوابة ....ومفيش دخول ....
بتول : اخص عليك يا محمد... دانا مامت تير برضو ...
محمد: هي فين أصلا ....!!؟
بتول : بتلعب في أوضتها ....!!
محمد: طب أنا هاروح ألعب معاها لحد مل تقرروا مين اللي هيحضر ....؟؟؟
بتول: قوليله حاجة يا ماما ....يخلي الخطوبة بعد الولادة .
سميرة: طب أنتي روحي شوفي الدكتورة بتاعتك هتقولك إيه وبعدين نحدد الميعاد ...؛!!!
بتول: إن شاء الله....
#####
في اليوم التالي ...
جلست إبان بمواجهة والدها بعدما طلب منها الحضور ومعها مني ....
مصطفى: عايز أقولك اللي حصل ده مش بسببك ...؟؟
إبان : لا بسببي أنا هقولك علي اللي حصل ....
قصت عليه ما حدث في المطعم من قبل وما تلاه مت دخولها القسم ورفعه هو قضية التعويض وجعلها تكون من صالحه وأيضا استغلاله.للشيكات في جعلها تعمل عنده من أجل إذلالها.لما حدث معه في المطعم وتلك المشكلة البسيطة التي جعلها تصبح قضية ...واضطرت هي بسببه أم تترك دراسة الماجستير حتى تستطيع العمل وسداد المال ......
إبان : هو من الأول عايز كده عايز .....يذلني بأي طريقة ... وبيستغل ده لصالحه ....لدرجة إن الخطوبة كانت اتفاق ...اتفاق يا بابا ...اتفاق ....اهئ ..
احتضنتها والدتها وهي تبكي بقوة .....وتلك المرة الأولى التي يشعر بها مصطفى بالعجز ...ليس عجزه بأنه لا يستطيع الحركة بل عجزا لمساعدة ابنته ....
مصطفى: عشان كده طردتيه من هنا ....؟؟؟
إبان : ولسه معرفش مين هي إبان الشافعي...
مصطفى:ناوية علي إيه يا بنت الشافعي ...؟؟
إبان : أول حاجة هأرجعله فلوس الشقة وبعدين أبدأ أنا اللعبة ...!!!
مصطفى: إبان ...فلوسه هترجعله ومش عايز أي علاقة بينا وبين العيلة دى تاني ....!!!
إبان : بس يا بابا .....
قاطعها مصطفى وهي ينهي الحوار : كلمة وقولتها مش عايز كلام تاني في الموضوع ده بعد كده ....!!!
غادر مصطفى المكان مع مني التي تجر الكرسي ..
إبان بتصميم : لا مهو أنا اللي هانهي اللعبة.دى .....
أنت تقرأ
سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح مقدمة إن كان للعشق اسم... فكنت سأسميه أنت .. وأن كان للحب موطن ....كنت سأجعله قلبك ... إن كنت أنت الحب ....فأنا القلب .. وإن كنت أنت أحببتني. ..فأنا عشقتك... ...