الفصل الأول

33.5K 532 5
                                    

شهقت بقوه وهي تستقيم فجأة دون الاهتمام بوجع ظهرها من الانحناء
لتلتفت لذلك المتحذلق الذي قطع تفكيرها بوقاحته
الا أن غمزه جريئة منه جعلتها تهتف بغضب حارق
“ أنت قليل التهذيب.."
ونفث دخان تبغه ببطئ مستفز
انحنت شفتاه بابتسامه صغيره
“ من وقت لآخر أحب سماع رأي الآخرين بي ..."
ثم تابع وعيناه تهبط لساقيها الظاهرتين من تنورتها القصيره
“ خاصة لو كان الآخرون يرتدون تنوره طويله للغايه .."
زمت شفتيها بحنق ولكن رغما عنها تعلقت بنظرة عينيه
نظره غريبه للغايه
وسيم .. ساخر .. له نظره لم ترها من قبل
نظره وترتها وقلما ما يجعل رفيف تتوتر هكذا
حافظت على حنقها وزفرت بغيظ لتنظر لحذائها مره أخرى
وتلعن حظها السئ وبعدها اقتربت من الحائط تضرب الكعب الآخر
كي تساويه بأخيه بينما هو يتابع بتسليه شديده ومساعده
ينتظره في الخارج ويتأفف من تأخيره ..
ارتدته على عجل غير آبهه بشئ
لتلتفت له مره أخرى رافعه حاجبها بغرور متأصل توضح له
أنها لا تهتم لا بوجوده ولا بهيأته التي تسرق اﻷنفاس
لتتمتم بحنق
“ لست متفرغه لحماقتك تلك .."
ثم توجهت بعيدا خطوتين ولسانها يكاد ينفلت تسأل هذا الغريب عن اسمه
ولكنها حجمت تلك الرغبه بقوه فولاذيه ليقترب منها هو
ينفث دخانه بالقرب منها ويميل مع همسه أخرى
“ لا تتركي قدميك عاريتين بعد الآن ... فتعلمين كم يكون المشهد مثير "
شهقه فلتت منها على قلة حيائه ... كيف يمكنه أن يكون هكذا
أما هو فقد كذب ببراعه .. فهي كانت أنثى فاتنه
كل شئ فيها جذاب وكأنها مرسومه حتى شعرها يتمايل معها في كل حركه
عيناها تملك سحر العالم ... سبحان الخالق
نظرة المكر والحذر تسكنها ... عينان دخانيتان بلمعه مميزه
مرسومتان بدقه ..، ببساطه كانت مبهره للعين وكم أغاظه هذا
ليتابع الهمس بإجابه لما كان يدور في عقلها
“ مروان النعماني ..."
ثم تركها وابتعد بكل بساطه
ولم يكن مروان النعماني ليفعل ذلك لو ما كانت أثرت فيه بطريقه ما
فقد رأى هذا الوجه من قبل
ومن الصعب عليه نسيان وجه مرأه رآه من قبل وأعجبه ..!

هناك أشياء يفعلها الفرد برغبه دفينه لا تخضع لقوانين العقل
لحظات مسروق نتخذ فيها القرار
لا نفكر بأي شئ سوى كيف تكون الراحه لو فعلنا
ولكن مع تجربة اﻷمر
قد ينقلب الشعور لشئ آخر غير الراحه تماما
وهكذا كانت ....!
سؤال يتردد رغما عنها
كيف أمكنها القدوم هنا ورؤيته مره أخرى ...؟؟
كيف ...؟؟
“ رفيف ابنتي ... يا الهي كم كبرت ..."
وابتعدت عن ذراعيه الممدودين لتمد يدها بسلام بارد
والتقطها بعتاب
" هل هكذا يكون السلام على والدك ..؟؟."
كادت تطلق ضحكه ساخره مما يقوله ذلك الرجل
الا أنها اكتفت بإجابته برأس مرفوع
“ أعتقد أن السلام نفسه كثير عليك ..."
ابتسم والدها ببساطه ليتركها ويجلس خلف مكتبه ويردف بمكر
“ تذكريني بنفسي يا فتاه ..."
انتفضت من داخلها لتقول من بين أسنانها
“ لست مثلك ولن أكون في يوم من اﻷيام ..."
“ سترينا اﻷيام كيف ستكونين فلا تتعجلي ..."
هل يمكن فعلا أن تكون مثل هذا الرجل ...؟؟ لا .. لا يمكن .. بالتأكيد
هذه مزحه سمجه لا تود سماعها
جلست بكرسيها بأناقه لتردف بهدوء مصطنع
“ لم آتي هنا للتحدث عن نفسي لك ...."
قاطعها بنبره مسترخيه
“ كيف هي والدتك ...؟؟"
لتبتسم بسخريه وداخلها يعتصر غضبا
“ لم آت للتحدث أيضا عن أمي وخاصة معك أنت ،،،"
تغاضى عن وقاحتها معه ليردف بشرود للحظه
“ أراهن أنها ما زالت جميله كما هي ..."
زفره مغتاظه خرجت منها ولم تجبه بشئ فتدارك نفسه ليسألها بجديه
“ وماذا عن حازم ...؟؟..."
ضيقت عينيها للحظه لتقول بنظره متمهله
“ ماذا تريد ..؟"
“ أريد الاطمئنان عليكم ...."
هنا ولم تتمالك نفسها لتضحك ضحكه رنانه ساخره وجسدها يميل للأمام قليلا
فعقد والدها حاجبيه قليلا الا أنه عاد لهدوئه ليقول بسماجه
“ توقفي عن الضحك يا رفيف ..."
رفعت حاجبها باستهزاء وأبعدت خصله طويله من شعرها بدلال متأصل
“ همممم ... إذا نتوقف عن الأسئله التي لا تفيد وتخبرني لماذا طلبت رؤيتي .."
نهض من مكانه يسير بتروي ليجلس أمامها ويلحظ ساقها المرفوعه فوق اﻷخرى
بأناقه شديده وتبجح مقصود
“ تغيرت كثيرا يا رفيف .."
تنهيده فلتت منها رغما عنها لتجيب بإقرار
“ البعض منا يتغير والبعض يكون في اﻷساس هكذا لا يحتاج لتغيير "
كانت تتحدث بازدراء شديد فعلم أنها تقصده هو وما فعله معهم منذ زمن
" رفيف .. دعينا ننسى الماضي ونبدأ من جديد ... أنا من طلبت رؤيتك
وانبهرت حينما رأيتك كم أصبحت جميله وفاتنه .."
هناك شئ لا تصدقه ...، شئ لا يريحها في حديثه
ولكن لا يهم ستسير في اﻷمر للنهاية
زفرت ببطئ لتلوي شفتيها للحظه ثم قالت
“ حسنا ... والآن أعذرني فقد تأخرت على ماما .."
ومالت قليلا للأمام تقول بابتسامه صغيره ملتويه
“ وآه .. لن أخبرك كيف أصبحت ماما حتى لا تسقط من طولك ..."
وبعدها استقامت غير آبهه باتساع عينيه المتعجب بما أصبحت عليه
رفيف الصغيره ....!
أما هي فابتعدت بشعور صغير بالذنب أنها ستخفي اﻷمر عن حازم ووالدتها
شعور قتلته في مهده ليظهر آخر حانق على ذلك الرجل الذي عاب في سيقانها
بحق الله .... هل سيقانها تأخذ خمسه على عشره ؟؟؟ هذا المتحذلق البغيض
هي ليست غبيه حتى لا تعلم مدى جمالها وفتنتها
ولن يؤثر رأي رجل مستفز كهذا ....!

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن