الفصل الرابع والعشرون

22.6K 458 5
                                    

شعرت به ينجرف في مشاعره ... قبلاته أصبحت أكثر جرأه
يداه تكتسحانها بقوة ... يجردها من دفاعاتها لينال قلبها
وروحها كاملة .. لم تستطع مقاومته في تلك اللحظه وهي تشعر
بكل هذا الشغف الحقيقي منه ... يضمها لصدره وكأنه يخشى فراقها
يخشى ابتعادها ولكن جرأته التي تزيد لحظه بعد أخرى أيقظت عقلها
الساكن بفعل دقاتها الثائرة ...!

شعرت بنفسها مستسلمه له ... لاكتساحه .. لجنونه .. وأنفاسه اللاهثه التي تغمر ملامحها ...! كادت تنجرف لولا تلك الهمسه اﻷخوية
التي سطعت في عقلها تلك اللحظه
" لا تخذليني يا رفيف ... "

رفعت يديها تبعد صدره بضعف لتهمس بصوت لاهث
" مروان ... مروان أرجوك ... أرجوك .. توقف ..."
لم يستمع لها وقد اقترب منها كما لم يفعل من قبل
تذوق بشرتها كما حلم دوما .... استنشق رائحتها العطرة
وهي بين أحضانه ...!
لقد كان الابتعاد صعب .. بل قوة لم يكن يدرك أنه يمتلكها
ولكن صوتها المخنوق أتاه في انغماسه بها
" أرجوك .. يا مروان ... لا .. أريد .. هذا .. "
رغم أنها في قرارة نفسها تريد ... تريد الشعور بقربه
بحبه الذي ينطبع في تصرفاته ولكن صوت شقيقها ينغز قلبها
بقوة لتتراجع ... تبعده بقوتها الواهيه
وإن كانت قوتها واهيه فصوتها وصله بوضوح .. بل وانطبع داخله
ليبتعد بلهاث ينظر لشكلها المبعثر للحظه ... شفتيها المنفرجتين رغما عنها ...
نظراتها الضائعه رغم وضوح صوتها
ليجذبها بقوة لصدره وهو يتنفس بخشونه .. يكاد يدخلها بين ضلوعه
ليتمتم بصوت أجش من قوة مشاعره
" آسف يا رمانه ... انجرفت رغما عني ... "
لم تجبه ... كانت تخبئ نفسها بين أحضانه وكأنها تخشى الابتعاد فينجرف مرة أخرى
وتلك المرة حقا لن تستطيع إبعاده..!
لقد أبعدته بمعجزة ... لم تعرف من قبل أن قبلة الحبيبين بهذا الشغف
دوما تسمع الحديث عن قبلة الحبيبين ولكنها لم تركز عليها هي خاصة بل قبلاته كلها على ملامحها ..
على بشرتها .... احتضانه لها بهذا الجنون
والتعنت بأنه لن يتزحزح خطوه واحده بعيدا عنها
يداه اللتان تستبيحانها بملكيه خاصة للغايه .... أنفاسه الخشنه التي تداعب بشرتها
الناعمه لتشعرها بأنوثتها .... بجمالها ... وتأثيرها عليه ...
وهذا الشعور له اختلافه مع مروان النعماني ....!
أما هو فضمها بالقرب منه وجسده كله يشتعل ... يئن لقربها ... لوصالها
وقد عاثت داخله مشاعر لم يتخيل يوما أنه يشعر بها اتجاهها
لم يتخيل يوما أنه سيستطيع الابتعاد عن أنثى ورغبته بها بهذه القوة ... لأجلها ...!!
الأمر بأكمله بالنسبه له كمحض خيال ....!
ولكنه في تلك اللحظه وهي بين ذراعيه تضمه هي الأخرى ... تستكين بين ذراعيه
كقطه مدلله تنعم بقرب مُدَلِّلَها .... يشعر بأن الدنيا بأكملها بين ذراعيه
لا يريد شئ آخر .... هو يريدها وفقط
يريد إعادة خط حياته معها .... إحياءها وبث النبض داخلها ...!
زفرة حارة خرجت من صدره ليبعدها قليلا عنه ويهمس لعينيها المغلقتين
أمام وجهه
" لنتزوج يا رمانه .... لا أريد التأخير في الزواج لهذا الحد .....أنا أحتاجك معي
لن أستطيع الصبر أكثر ...."
فتحت عينيها لتقابل نظراته المتوهجه ورمادهما الذي تعشقه يضوي أمام عينيها
بنظرات ربما لن تستطيع مجابهتها .... فرغم جرأتها المزعومه ولكنها تغرق معه
لا تستطيع التعامل معه كما تتعامل مع الآخرين .
تشعر بنفسها تعود طفله صغيرة معه .... تجهل التصرف والكلام
تغرق فقط في بحر عاطفته الغريبه بالنسبه لها ....!
همست بتردد ووجهها يتخضب حمرة
" ولكن .... حازم ... ربما لن يوافق ...."
اشتدت يده على خصرها ليهمس بخفوت مُصِّر
" لا تقلقي يا رماانه .... سأتعامل أنا معه .... المهم أن توافقي أنت ..."
أومأت ونظرة ولهه تحتل عينيها ليتنحنح بخشونه ويقول بصوت واضح
" أنا من رأيي أن تعودي لمنزلك يا رفيف ... فربما لو ظللت هنا دقيقه أخرى
لن تخرجي أبدا ..."
اتسعت عيناها بقلق بديهي ليبتسم ابتسامة صغيرة بسخريه يداري قوة مشاعره
" انا أمزح يا رفيف ... هيا حتى لا تتأخري ...."
أومأت برأسها لتبتعد عنه .... تعدل ثيابها بارتعاش ويدها تمتد لتعدل من خصلات
شعرها التي تشعثت بفعل يديه ...
لتأخذ حقيبتها وتودعه بينما هو يضع يديه في جيبي بنطاله وزفرة حاره
تخرج من صدره تتابعها ....!

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن