نظر باسم لرواد بعينين مشتعلتين ... يود لو يكسر عظامه ولكن
نظره على هيأة رواد العضليه التي تبدو عليها القوه وتلك العلامة على جانب
وجهه وكأنها من معركة قديمة أيقن تماما أنه سيخرج خاسر ..
بل وتلك الحمقاء التي تعطيه ظهرها ستجعل اﻷمر أسوأ ..
كل شئ يمر في عقله ولكن كبرياءه لم يسمح له بالتراجع ليجابه رواد
بالهتاف الغاضب
“ أرني ما تستطيع فعله .. ولا تتدخل بيني وبينها ... تبا لك إنها صديقتي .."
وهنا التفتت هي
بعينين حمراوتين ووجه رطب متألم
تهتف هي اﻷخرى بصوت متحشرج حزين
“ لا تقل صديقتك .. أنا لست صديقتك .. ولا أريد رؤيتك .."
ازدرد باسم ريقه بحرج ... فيبدو أن الحديث معها الآن لن يجدي
خاصة بنظرة ذلك المتحفز البغيض الذي يسخر منه الآن
وذلك الصوت الذي خرج منه ببطئ مغيظ وكأنه يحذره ويخيره بين ابتعاده
أو ضربه
“ هممممممممممم ...."
رمقه باسم بنظره كارهه فهو يرفض تدخله تماما لينظر لها في وقفتها
ويتمتم بفم مشدود
“ حسنا يا فله .. لن أتحدث معك الآن .. حينما تهدئين سنتحدث ..."
هدرت بحرقه
“ لن أتحدث معك أبدا .."
ضيق رواد عينيه على الفتاه ... تبدو على معرفه وثيقه بهذا الشاب
اللزج وهذا ما جعله يتراجع عن ضربه ..
كان سيبدو مخرج جيد لغيظه وقد بدا لعينيه
رجل ( فراوله ..) .. من هؤلاء الرجال الذين لا يحب التعامل معهم
أما الفتاه فعيناه بطبيعة الحال
أعطتها نظرة متفحصه
فتاه بيضاء .. بجسد ممتلئ بعض الشئ .. وشعر أسود
ووجه جميل .. بتعبيرات طفوليه
تبدو فكاهيه بهيأة أوزة مسكينه ..
زفر بخفوت ينتظر تلك المواجهه الممله تنتهي
ليسمع رجل ( الفراوله ) يقول مرة أخرى بمهادنه
“ حسنا يا فله .. ولكن على اﻷقل سأوصلك للمنزل
لن أتركك في تلك الحاله .. ربما حدث شئ سئ..."
نفخت فله الهواء لتجيبه بترفع رافض
“ لا ... شكرا لسيادتك ... رواد سيعيدني للبيت ..."
روااااااااااااااد ......!!
اتسعت عينا رواد بطريقة مضحكه لسماع اسمه بهذه البساطه
منها وكأنه شاب التوصيل السريع للمنازل ..!
هل أنجب تلك الفتاه ونسيها في مرحله ما
من حياته الفاسقه السابقه ..؟
أو أن هذا تكفير لذنوبه التي فعلها مرغما من قبل ...؟؟
تبا ... أيا يكن
هو لن يترك فتاه بمفردها في هذا .. لذا أومأ بجديه ولكن
داخله ينفخ بغيظ من تلك الفتاه التي تعطي ثقتها لكل شخص
دون حساب .. وهذه هي النتيجه
دموع ووجع ويبدو أن هذا الشاب اللزج هو السبب
لو كانت صفيه شقيقته لكان علقها من خصلات شعرها
........
بعد دقائق كانت تجلس في سيارته القديمه ..
تنفخ أنفها في المحارم الورقيه كل دقيقه وهو يكز على أسنانه غيظا..
شهقاتها المتباعده لا تتوقف
زفر رواد بحنق ليقطع الصمت بجمود
“ ما هو عنوانك ..؟؟..."
شهقه أخرى لتجيبه بخفوت وبعدها أضافت برقه حزينه
" لا أعلم كيف أشكرك على ما فعلته معي ... لقد أنقذتني .."
التفت لها رواد مقطب الجبين ليجيبها بشئ من النزق
“ لم أفعل شئ يحتاج للشكر .. "
اتسعت عيناها لتردف بإصرار لرؤيته كبطل مغوار
“ كيف تقول ذلك ...؟؟.. أنت أنقذتني بالفعل .. ألم تر لقد خشي
منك وتركني لحالي ..."
اللعنه .....!
شتم رواد بخفوت من تلك الحمقاء التي تجلس بجواره
ليضغط على حروفه بتحكم رهيب
“ لقد تركك ﻷنه جبان ... أيا كان ما فعله ... جبنه يظهر من
عينيه .. ﻷنه لو كان رجلا بحق لما تركك تغادرين مع رجل غريب
قد يؤذيك بأي شئ ..."
انتفضت هاتفه بثقه
“ أنت لن تؤذيني أبدا ..."
والى هنا وأوقف السياره بغته جعلها تشهق بقلق
وقد كان المكان هادئ ليلتفت لها
ينظر لها بغموض ...
عيناها البنيتين اتسعتا بذعر خفي ... تحاول زرع الثقه
في نفسها وفي رأيها فيه ... هي تشعر أنه لن يؤذيها
الا أن اقترابه منها جعلها تنكمش في مكانها بذعر شديد
يا الله ...!
ماذا ينوي أن يفعل هذا الرجل ..؟؟
أغمضت عينيها لتهمس بخفوت مرتعب
“ أر ...جوك ... أرجوك يا رواد ..."
مره أخرى .. رواد .. وكأنها على معرفه وثيقه به
الا أنه اقترب يهمس بالقرب منها
“ لا تعطي ثقتك ﻷي شخص ... فلا تعلمين ما بمقدوره
فعله ﻷذيتك ...."
فتحت عينيها وهي تتنفس سريعا لتلتقي عيناها بعينيه القاتمتين
لتشعر بصدرها ينتفض خوف وترقب ... وإعجاب ...!
لم يتعامل معها أي شخص هكذا من قبل ... حتى عمها لا تشعر بحميته
لا تشعر في بيته بدفئ العائله ومحبتها ...
حياتها فارغه للغايه حتى مع مكالمات عائلتها المستمرة
وكأن الفوضى العارمه داخلها لم يعد يجدي معها بضعة مكالمات
أسبلت أهدابها بحرج بينما هو يبتعد ويزفر بحنق
لو كان يعلم أن هذا ما سيلاقيه حينما يوصل صفيه اليوم للجامعه لما أتى
أبدا ... فاﻷمر يزداد سوء مع تلك الفتاه ...!
خرج صوته مره أخرى أقل حده فقد شعر بخوفها الطفولي في عينيها
" لم أقصد إخافتك ...فقط كوني حذرة أكثر من ذلك .."
رمقته من بيد أهدابها .. بموقفه معها
كان في عينيها
بطل مغوار ... رغم هيأته البريه ... وتلك العلامه في جانب وجهه
أناقته غير المتكلفه وبنيته القويه
الا أنها لم تخف منه بل كانت منبهره به
بخشونته ... نبرته المحذره وخوفه عليها
تمتمت برقه خافته حزينه
“ شكرا ..."
لم يجبها رواد بشئ بينما هي مسحت يدها في بنطالها الجينز
وعيناها ترفان بحزن
تلك الجمله أوجعتها
اوجعتها الخيانه ... خيانة العشرة .. خيانة الصداقه
كسر مشاعرها والاستخفاف بها
هل هي بشعه لتلك الدرجه ...؟؟؟
ألن تحصل على الحب الا لو قامت بحميه لتنحيف جسدها
هل أصبح الحب مرتبط بالوزن هذه اﻷيام ..؟؟
“ لن أرتبط بفتاه حجم عائلي ..."
اللعنه .... تلك الدموع تأبى مغادرتها
الا أنها دموع القلب .. دموع موجعه للغايه .. مؤلمه
" سمعته يناديك فله .. هل هو اسمك ...؟؟..."
خرج صوت رواد يخرجها من قوقعة الحزن لتعض شفتها بحرج
لا تحب اسمها
) سامحك الله يا أبي ..)
همست بتردد
“ نعم اسمي فله ..."
التوت شفتا رواد بتسليه .. سبحان الله ... وكأن الاسم مفصل عليها
فهي بالفعل فله ... بثقتها وحمقها مع الناس
همست متابعه
“ أعلم أن الاسم سئ ولكنه اختيار أبي ..."
“ الاسم جميل .."
قالها رواد باختصار وصدق وصل ﻷعماقها لتفغر شفتيها وهي تلتفت
ببطئ تنظر لجانب وجهه الجاد
همست بالكلمه المحفوظه لديها
“ شكرا ..."
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour