تيبست قدما وتين في اﻷرض وكأنها لصقت بها لتسمع صوت
حماتها الصارم
“ صفوان المسلمي ألف فتاه تتمناه .. وعمه يعض أصابعه ندما عليه .."
لم تنتظر أن تسمع أكثر
ولا تعلم من أين أتتها تلك القوة التي جعلتها تتقدم لتقول بكل هدوء
“ السلام عليكم .."
التفتت الحاجه زهيرة بعينين متسعتين بمفاجأة لمرأى عروس
ابنها تقف بكل ثبات تنظر لهما ..
سمعت حميدة ترد عليها قائلة
“ وعليكم السلام يا ست وتين ... مبارك الزواج ..."
تضرج وجه وتين بحمرة الخجل لتخفض نظرها وهي تجيبها
“ بارك الله فيك ..."
بينما سألتها الحاجه زهيرة بهدوء
“ لماذا خرجت من جناحك يا وتين ...؟؟..."
هل خروجها خطأ ...؟؟ لم تكن تعلم ..
فركت أصابعها لتجيبها بحرج
“ ظننت أنك ستحتاجينني .. "
رفت عينا الحاجه زهيرة وهي تنظر لعروس ابنها الخجله
فالعروس دوما تتدلل في أول يوم زواج لها أما هي فلم تفعل ...
بل أتت لتساعدها .. زفرت بهدوء لتقول لها
“ اذهبي يا وتين واجلسي في الشرفه الخارجيه واستنشقي بعض
الهواء النقي قبل الغداء ...وبعد قليل ستأتي عطر من عند خالتها تجلس معك .."
رمشت وتين بذات الحرج
حرج الوجود في مكان غريب ويجب التعامل بأريحية
ولباقه ومحبه
يجب .. ويجب .. ويجب
وهذا ما تحاول فعله .... تحاول قعل كل ( يجب ) حتى تكون
على قدر المسؤوليه ..
“ ألن تحتاجي مساعدة ما ...؟؟؟ ..."
قالتها وتين بخفوت لتهز حماتها رأسها برفض وتقول
“ لا يا ابنتي لن نحتاج شئ .. فقط اذهبي ..."
ابنتي ....!
تلك الكلمة مست قلبها بقوة لتفغر شفتيها للحظه ثم تومئ برأسها
متحركه للخارج ... للشرفه الخارجيه الواسعه
كانت شرفه واسعه تحوي الكثير من المزروعات الجميله
تطل على حديقه واسعه مقسمه بجمال وطبيعيه
اﻷشجار المصطفه بحرفيه والهواء النقي جعلها تغمض عينيها بتنعم
وكأنها تحاول نسيان ما سمعته ..
تحاول إهمال تلك الحرقه التي بدأت تندلع في قلبها
أي ابنة عم تلك التي كان يحبها ...؟؟
يا الله ... هذا ما كان ينقصها
فتحت عينيها وزفرة حارة تخرج من شفتيها
زفرة موجوعه ومضطربه وخائفه
هل ما زال يحبها ...؟؟
ولكن كيف يكون في قلبه أخرى ويكون معها هكذا باﻷمس
يا الله ... هي لا تفهم .. لا تفهم
“ وتييين ... لماذا تجلسين هنا ..؟؟..."
انتفضت ناظرة لمن يحتل أفكارها لتزدرد ريقها بخجل
ناظرة له بكل هيبته ووسامته الخشنه
عضت شقتها تمنع تلك الغصه التي تملأ حلقها
أي سؤال قد تسأله له ...؟؟
لماذا هي متألمه هكذا ..؟؟
وكأنها تحبه ..... تحبه ...!!
رمشت عدة مرات باضطراب لتهمس بصدق
“ لما أعلم ماذا أفعل باﻷعلى .. ففكرت أن آتي للحاجه .. قد تحتاجني .."
نظر لها والذنب يلون عينيه ... لم ينبغ عليه تركها هكذا في أول
يوم زواج ... ولكن ماذا يفعل
لقد تركها حتى يستطيع التحكم في هذه الرغبه الحارقه
حتى يستطيع إبعاد عينيه ويديه عنها
وهي صغيرة .. بريئه أكثر من اللازم
وهو رجل حار .. لقد تخاذل تماسكه باﻷمس ولم يراع براءتها
كما يجب وهو لا يريد إعادة هذا
ولكن الذنب اخترق قلبه وهو يؤنب نفسه على تركها في مكان
لا تعرف فيه أحد سواه
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour