موجع للغايه أن تكشف سر أغلى الناس على قلبك
أن تتحدث وتفصح عن ألمك
عن احتياجك للاحتواء والحنان ... خاصة وأنت رجل
بعدما قال جملته العاصفه
" ﻷنني ابن زواج سري يا جيهان .."
وجد عينيها تتسعان بفضول وقلق
انتباهها أصبح له بالكامل وعيناها سكنتا في عينيه ..
ذلك ما كان يتمناه ... أن تدعمه عيناها الجميلتين
نظر بعيد للحظه كي يستطيع المتابعه
“ والدتي كانت ... كانت زوجته ولكن سرا .... زواجهم استمر
فترة وبعدها انتهى كي لا تعلم عائلته خاصة وقد أتيت أنا
وابتعدت أمي بي ... وهو لم يسأل يوما عني ... لم يهتم ..."
صمت وزفرة وجع تخرج من صدره لتصل اليها ...
يصل لها كم يعاني حتى يعري الحقيقة أمامها ..
حتى يكشف جروحه واحد تلو الآخر دون تلوين وزيف
همست بنبرة حنونه أتت رغما عنها
“ وماذا حدث لتظهر أنت الآن وتصبح معروف أنك ابنه .."
ابتسامه فاسيه جاورت همسته المتشنجه
“ ﻷن ابنه الآخر توفى ... تخيلي ... سنوات تمر ولا أعرف أحد منهم
ولا أخوتي ... حتى شقيقي توفى ولم أعرفه لتكون أهميتي هنا .. أهمية
الابن الآخر .. فلم يعد لديه من الشباب سواي .. "
تمتمت بذهول برئ
“ إنا لله وإنا اليه راجعون ..."
نظر لها لبرهه وكأنه يستكشف ما وراء تمتمتها الا أنها قاطعته بهمس متحير
“ ولماذا لا تقول أنه أتى لك ﻷنه يشتاقك ويحتاجك كأب .."
قاطعها بعينين حمراوتين وصوت مكتوم
“ اﻷب لا يهدد يا جيهان ..لا يؤلم .."
“ لا أفهم ..."
قالتها بحيرة وحزن على نبرته الموجوعه
ملامح وجهه مشتدة وكأنه يفرض أقصى طاقته كي يستطيع البوح
ولم تكن تعلم أن الرجل بداخله يتألم
وما أصعب وجع الرجال ...!
همس يجيبها بصوت يشع غضب وكره
“ لقد هددني بوالدتي ... هددني بالمرأه الوحيده التي تملأ حياتي
قلب حياتي رأسا على عقب ... بعدما كنت شاب يكافح لتكملة دراسته
وحياته .. أصبحت ابن السياسي المعروف والكل بات يعرفني خاصة وأن والدي
وقتها ترك السياسه واتجه للأعمال فلم يأبه بظهوري للجميع...
جعلني معه في أعماله.. مشروعاته المستقبليه .. لكن ولا مره شعرت أنني دخلت
حياته .... أنني ابنه بالفعل من لحمه ودمه .. بل كل ما كنت أشعر به كان
الغربه ... غربه قويه بيني وبينه وحقد كان يزداد يوما بعد يوم ..."
همست جيهان برقه ذائبه وهي ترى عينيه الحمراوتين بلون الغضب
“ لا تترك قلبك للحقد يا نضال ... الحقد والكره أسوأ صفات في تلك الحياه .."
هل تظن أن غضبه سيهدأ برقتها ..؟؟
نعم هي تملك تأثير لا تعلمه بعد ولكن الرجل أمامها كان موجوع
موجوع ﻷقصى درجه
وكانت همسته دليلا قطعيا
“ ربما هي صفات سيئه بالفعل ولكن هناك بشر في تلك الحياه لا يستحقون
سواها ... أنت بريئه للغايه يا جيهان ولا تفهمين شئ.."
أسبلت أهدابها وهي تشعر بألمه يصلها وبعدم قدرتها على احتوائه
ولكن لماذا تحتويه من اﻷساس ..؟؟.. ماذا تقرب له حتى تفكر هكذا
هي هنا لسماعه وفقط
فلتتذكر هذا اﻷمر جيدا
نظرت له من جديد ... طبيعتها الرقيقه تتألم ﻷجله .. تنظر له بحزن
هل هي بريئه لدرجة ألا تقتنع بهذا الكره ..؟؟
بانعدام رابط الدم والمشاعر الجميله
ربما البراءه أفضل من تصديق هذا
تمتمت بهمس شجن
“ ما الذي أجبرك عليه ..؟؟ .. وكيف هدد والدتك ..؟؟.."
اشتدت عيناه وهو يريح ظهره على كرسيه البسيط
وذكرى إجباره على ذلك الزواج الكارثي تعاد مره أخرى
ذكرى إنجي اللصقه البشعه التي جعلته يخسر حبه لفتره طزيله
وفي كل يوم يخشىى أن تضيع منه ... أن يضيع نور القمر تماما
ويا ويله لو ضاع ..!
“ أجبرني على تلك الزيجه مهددا إياي بوالدتي أن يؤذيها
فلم أملك الا أن أوافق على كل ما يريده من تحكم في حياتي .."
هل كانت تظن أنه سينفي زواجه ... أنه سيخبرها أنه لم يتزوج
لم يفعل ذلك ولم ينظر ﻷي امرأه
ثمن الحقيقه الوجع ...!
صمتت للحظه تحاول استجماع قوتها ... أن تستطيع التفوه بشئ
لتهمس بصوت متعثر
بذلك السؤال الذي يؤرق قلبها وقد نسيت للحظه أنها هنا لتستمع له
لتتفهم وتفكر
فاﻷنثى فيها تتألم .. تتوجع وقد ظنت بأحلامها الورديه أن خبر زواجه
هذا كان تخيل .. كذبه عقيمه ولم تكتمل
الا أنها الحقيقه
الحقيقه بصورتها الواضحه دون تلوين فيبدو أنه قرر قول كل شئ
حتى لو كان على حساب ألمه
“ لماذا أتيت يا نضال وأنت متزوج ..؟؟..وأريد أن أفهم لماذا فعلت
ذلك مع معاذ ..؟؟.."
رغم غضبه القوي بذكرها لاسم هذا الرجل
الا أنه تمالك نفسه وهو يهمس بصوت مشدود وعيناه تسرحان على ملامحها
الجميله وقد ظهر الحزن عليها
هل تشفق عليه ....؟؟
غضبه اشتد وهو يفكر في هذا ... لا يريد شفقه .. يكرهها
قاطع أفكاره العاصفه وهو يقول بخفوت عاصف كأفكاره
“ أنا لم أعد متزوج يا جيهان .. لم أكن لآتي اليك وأنا متزوج
أبدا ..."
اضطرب قلبها وهي تستمع لنبرته الواثقه
ورغما عنها تأثرت أنوثتها الخجوله بصوته
فملامحه الوسيمه الأرستقراطيه التي ورثها عن والده لم تؤثر بها بقدر صوته
فهي لم تتمعن فيه من اﻷساس
بل تحاذر من الانسياق لهذا اﻷمر
“ كيف أتيت وهو يهددك ..؟؟..."
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour