الفصل الثامن

22.1K 490 11
                                    

يوم العرس صباحا

" لماذا تجهزين تلك الثياب يا غادة ...؟؟؟..."
قالتها والدتها باستغراب وهي ترى ابنتها تنتقي ثيابها
بعنايه شديده ..
لترفع غاده رأسها تجيبها بهدوء شديد
" أستعد للذهاب للمباركه .."
وكانت رفعة حاجب اﻷم والسؤال المتوجس
" أية مباركه ..."
أخفضت غادة وجهها مره أخرى لما تفعل لتجيبها
" بالطبع لزواج صفوان .. هل تريدينهم يقولوا أنني لم أذهب
قاصدة وأنني أشعر بالغيرة ...؟؟ ... "
زفرت والدتها بضيق شديد لتهتف من بين أسنانها
" لن يقولوا سوى أنك غبيه يا غادة ﻷنك ضيعت رجل
يعتبر كبير العائلة برأسك العنيد هذا ..
وأنظري .. فتاه لا تساوي ظفرك أخذته كامل مكمل .."
غامت عينا غادة بغضب شديد لذكر اﻷمر
وكأنها تكذب نفسها أن صفوان فعلها ..
حينما أخبرتها والدتها وهي في عملها في المدينه (حيث تستقر
مع شقيقها وزوجته) ظنت اﻷمر مزحه ما
وما أثار غيظها أكثر هي الفتره القصيره بين الخطبه
والزواج وكأنه متلهف على تلك الفتاه ..!
تبا .. لقد ظنت في يوم أنه يعشقها حد الثماله ولن يرفض لها
طلب ... غرور اﻷنثى كان لديها في أوجه
وكانت متأكده أنه سيوافق على ترك كل شئ وراءه
والابتعاد معها حتى تكمل دراستها وحلمها كما تريد ..
لم تحب هذا المكان ولم ترد يوما الاستقرار هنا
دوما أرادت السفر للخارج معه وهذا ما لم يمنحه لها أو حتى والدها
الذي رفض فكرة السفر وحدها وطالبها بإكمال دراستها هنا..
وصفوان المسلمي اختار عائلته وأهله وأرضه عليها ..
بل واعتبر أنها من رفضته ..
والآن أتت أخرى جاهله لم تحصل حتى على شهادة جامعيه
لتتزوج به ويكون متلهف لها هكذا ..
رفعت ذقنها بإباء لتهمس لوالدتها
" ماذا كنت تريدينني أن أفعل ...؟؟.. هو من اختار عائلته علي
مخبرا إياي.. أنه لا توجد امرأه على وجه اﻷرض تفرض
سيطرتها عليه .. تبا ،، وأنظري الى حاله الآن .."
لوت والدتها شفتيها وهي ترى حال ابنتها الغبيه
التي أضاعته منها بعنادها وغبائها ... وهل هناك امرأه عاقله تضيع
رجل مثله في أخلاقه وعقله واﻷهم تيسره فهو يمسك عائلته بقبضته
قالت والدتها بنبره غاضبه متفجرة
" هذا ﻷنك غبيه ... لا يوجد رجل لا يستمع لامرأه ولكن الفرق في المرأه
وطريقتها .. لو كنت استخدمت عقلك ودلالك قليلا لكان كالخاتم في إصبعك
وكنت الآن أخذت كل شئ ... ولكن ماذا أقول عن غباء ابنتي وغرورها ..
وأنظري الى حالك ..مازلت تحضرين الدكتوراه ولم تتزوجي .."
هتفت غادة بغل وكبرياء جريح
" أنا من أرفض الخطاب وأنت تعلمين ... الجميع يتمنى غادة المسلمي
ولكن أنا من أرفض .."
" والى متى سترفضين ...؟؟.. صفوان وعرسه اليوم .. هل ستنتظرين
أن ينجب طفله اﻷول وتباركين له .. ؟؟..."
قاتها والدتها بسخريه شديده معلنه بكل حرف عن غباء ابنتها
من وجهة نظرها ..فقد أضاعته من يدها ..
مال ... وجاه .. ووسامه
وماذا حصلت..؟؟.. أو ماذا ستحصل من العلم ..؟؟
ستضيع عمرها فقط دون فائدة ..
عقل مغلق وقلب ينفجر غيظ وحقد على صغيرة حمقاء
حصلت على كل شئ دون تعب ..
أجابت غادة والدتها ببرود شديد وعيناها تبرقان
" كل شئ له وقته يا ماما لا تقلقي .. "
وفي داخلها تفكر
هي كان لها حق فيه قبل تلك الفتاه .. حق واجب الحصول
عليه حتى وإن تزوجها
حتى وإن أنجب منها ..
فلن يردعها شئ .
فلن تكون غادة المسلمي إذا تركت ما كان لها لغيرها
انتبهت على صوت والدتها وهي تقول بنزق
" وماذا ستفعلين في بيت عمك إن شاء الله .."
تحولت ملامح غاده للتسليه فجأه وابتسامه صغيرة تداعب فمها
" فقط سألقي السلام وأبارك وأهنئ وأجعل الجميع يرى مدى
سعادتي لزواج ابن عمي ... ويلقون نظرة بطيئه علي وعلى هيأتي ..
برأيك هل أنا مخطأه ...؟.."
ضاقت عينا والدتها عليها للحظه ... تحاول فهم ابنتها
وفك لغز أفكارها
لتطلق ذلك السؤال المباشر الذي سيحل كل اﻷمور
" هل يمكن أن تقبلي بالزواج من صفوان وهو متزوج يا غادة ..؟؟.."
وكأنها كانت تنتظر ذلك السؤال من والدتها لتهز
كتفها مجيبه بكل بساطه
" ولما لا ....!..."

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن