يا ابنتي هذا رجل قادر ... علمت أنه يريد شراء الxxxx بالكامل
أنا لا أعلم السبب ولكن علمت أنه مصر على اﻷمر وأيضا سيدفع حقوق الناس
بما يرضي الله فالحاج فاروق معروف عنه الالتزام والضمير ..سيقابل صاحب
كل متجر ويتفق معه... وباقي الxxxx سيشتريه من صاحبه "
هذا ما قاله لها عم خليل أمس وقد كانت لمحة فرج من الله فهي في النهايه
مهما فعلت لن تستطيع دفع ديونها وإخراج نفسها من هذا المأزق
وهي لا تريد مساعدة أحد فلتتصرف فيما تملكه فقط
أيضا ستتعامل مع سيارة والدها الصغيره وليفرج الله الهم
“ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .،"
رفعت رأسها للصوت الخشن لتجد رجل مهيب يرتدي بذله أنيقه وفوقها
عباءه رجالية زادت من طلته المهيبه
لتنظر في وجهه بعجب فترى نظراته أيضا تقابلها فتلمح الشيب الذي يغزو
لحيته لتسأل بخجل واحمرار رغما عنها
“ أنت الحاج فاروق .؟؟.."
ليجيبها الرجل بسلالسه
“ نعم أنا هو .."
تبا لقد ظنته رجل مسن ...ولكن الامر اختلف تماما ...!
توترت في جلستها ولكنها غصبت ابتسامه صغيره وهي تهم بالوقوف لتقول
بكياسه
“ معذره .. تفضل بالدخول .."
ولج الرجل للداخل وهو يلقي نظره على المتجر الصغير .. الxxxx بأكمله لم يكن
فخم الا أن مكانته المعنويه أكثر قيمه فهو من رائحة الغاليه والدته
xxxx أهلها الذي تم بيعه بسبب أمور ماليه أيضا .. وهو الآن يحقق أمنيتها
إعادة اﻷرض ﻷصحابها ..!
وتلك مهمته في هذا المكان ..
جلس على المقعد المقابل لها ووجوده يكاد يملأ المكان فجعلها تتوتر أكثر
لأول مره تجلس مع رجل هكذا ... تتحدث معه .. بل وتتناقش في أمور
العمل .. ابتلعت ريقها ويدها ترتفع لحافة حجابها الملامسه لوجهها وقاومت
خجلها لتقول ببعض التوتر
“ علمت أنك تريد شراء الxxxx .. "
أومأ الحاج فاروق كما هو معروف عنه وسط السوق
“ نعم .. بدأت بالفعل في ترتيبات الشراء وقابلت صاحب الxxxx وبعض
أصحاب المتاجر وأتمنى أن نتفق .."
تنهدت نوران ... والدتها قلقه من أمر البيع هذا ولكن ليس بيدها شئ
اﻷمور تتعقد أكثر والناس لم تطالب بمالها للآن ولكن سرعان ما ستطلبه ..
سرعان ما ستجد نفسها مقيده بالديون
“ إن شاء الله نتفق ... وتنتهي اﻷمور على خير .."
وضع فاروق ساق على اﻷخرى بهيمنه ليقول وعيناه القاتمتان تنظر لها بتمعن
“ البقاء لله ... معذره أنني لم أقدم التعازي من البدايه .."
أومأت بهزه من رأسها لتجيب بهدوء
" البقاء والدوام لله .."
تلك المره لاحظت الشعيرات البيضاء الظاهره في لحيته ونظراته الغامضه ناحيتها لتخفض عينيها قائلة بعملية متردده
“ أتمنى ألا تتفوق علي بالسعر بسبب تعجلي بأمر البيع .."
“ أنا أعلم بأمر الديون ولست أنا الرجل الذي يكسب أموال باستغلال امرأه ..فلا تقلقي .."
نهضت من كرسيها ويدها تمشط عباءتها السوداء اللطيفه .. لم تكن أنيقه للغايه
ولكنها كانت مقبولة فلم تجد أفضل منها لديها لتخرج بها من بيتها ..
هي لا تملك من اﻷساس الكثير
لا تملك ثياب كباقي الفتيات حتى ترتدي منها وتختار
فقط بعض الضروريات
حتى المنزل نفسه لا يوجد به سوى الضروريات وقد اتفقت مع عم خليل حتى
يتصرف في السياره حتى تكون هناك أموال في المنزل تصرف منها
زفره حاره خرجت من شفتيها لتهز رأسها مبعده تلك اﻷفكار عن رأسها
وتجيبه بهدوء
“ لست قلقه يا حاج فاروق .. إن شاء الله لا يكون بيننا سوى الخير .."
اتجهت لكرسي خلف مكتب والدها الصغير بينما هو كان يمعن النظر فيها من بين أهدابه ..
وجه خالي تماما من الزينه ولكن يبدو عليه الشحوب والنحافه وكذلك جسدها
وكأنها لا تأكل .. كانت متوسطه الجمال لا يميز وجهها سوى عينين واسعتين
كعمق الليل... ولكن الغريب أنها تبدو متماسكه وكأنها لم تفقد والدها
تبدو قويه ... أو .. غير مهتمه
عقله يتلاعب به .. فهي تبدو مناسبه لما يدور في رأسه .. مناسبه تماما ..
قطعت نوران نظراته المثبته عليها والتي جعلت اللون القاتم يزحف لوجهها
الا أن أفكاره كانت بعيده تماما لما دار في عقلها هي
تلك التي انشدت لرجل جذاب بخصلات بيضاء تملك ذقنه فزادت من هيبته
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour