ازدرد حازم ريقه ببطئ لينهض من على كرسيه يهمس بمفاجأه
" هيفااااء ..."
اقتربت هيفاء منه وملامحها مملوءة بالاشتياق القوي لترتمي
في أحضانه قائلة بلهفه
" اشتقت اليك يا حازم ... اشتقت اليك بقوة .. لقد مر وقت طويل.."
أبعدها حازم ببعض الحده ليقول بخفوت صلب
" هيفاء لا يصح هذا .. أنت في مكتبي .."
اللعنه ... لم يظن يوما أن تأتيه هنا .. أو حتى أن يراها مرة أخرى
لقد كانت غلطه ... غلطة واحدة حدثت في غفله
وندم بعدها أشد الندم ... شعر بعظم الذنب والخطأ
ربما هو ليس متدين الى تلك الدرجه ولكن تربيته علمته الخطوط
الحمراء ومتى يكون الذنب عظيم .....!
انتفضت هيفاء بعتاب دون أن تدرك مجرى أفكاره
" حازم .. لماذا تقابلني هكذا ..؟؟.. لقد مر وقت طويل دون أن
أراك بسبب سفري ..."
زفر حازم بضيق ليبتعد عنها وهو يقول
" هيفاء .. ما حدث من قبل كان خطأ وقد اعتذرت عنه وأخبرتك
أنني لا أكن لك شئ .. ولذا وجودك هنا غير مرحب به .."
اتسعت عيناها بألم لتهمس بشفاه مرتعشه
" وأنا أخبرتك وقتها أنني سأغير رأيك .. وأنك بالنسبه لي
أكثر من علاقه عابرة ... حازم .. أنا ..."
توقف حديثها وهي تختنق لرؤية ذلك الرفض على وجهه
لقد أتت اليه حينما تحسنت أمورها ... أتت اليه بأمل أن يغير
نظرته لها ... ويعرفها بحق ..!
لم تنسه ولا لحظه طوال الفترة الماضيه ولكن ظروفها منعتها من
الحضور .. وحينما استطاعت أتت ... ولكن ...!
نظرت اليه بعيون دامعه لتهمس بارتعاش
" لم أظن أنك ستقابلني هكذا أبدا ... أنا لم أنسك أبدا يا حازم
ولا للحظه .. ما حدث لم يكن شئ عابر بالنسبه لي .. أنا ..أنا
أريدك أن تفهم هذا .."
زفر حازم بضيق وهو ينظر لها ... لقد كانت هيفاء امرأه جميله
جميله أكثر من اللازم ... طويله بجسد أنثوي ممشوق وشعر يصل
لخصرها بكل دلال ... ولكنه لم يعد يريد هذا
هو يريد أخرى مجنونه .. بقامه قصيره .. صغيره لينه .. وشعر قصير
مجنون مثلها ... يريد أخرى منمنمه ..!نفس حار خرج من شفتيه لتؤثر بها شهامته وهو يقول بجديه
" هيفاء ... أنا موجود متى احتجت لي ولكن ... أنا أعتبرك صديقه
عزيزة .. لا أكثر ..أتمنى أن تستوعبي هذا .. ولا تعتبري كلامي هذا
تقليل منك .. بالعكس.. أنا أحترمك كفاية ﻷخبرك بمشاعري
دون تزييف أو كذب .."وقفت هيفاء صامته للحظه ... تنظر له بتمعن .. تملي عينيها من
هيأته الرجوليه الوسيمه بطابعه الخاص ... طوله المميز وجسده
الرياضي ... شعره الناعم الذي مررت يدها فيه من قبل
انتفض قلبها لتعض شفتها بتأنيب ﻷفكارها ثم همست ببسمه
حزينه
" حسنا يا حازم .. ولكن أتمنى أن أراك مرة أخرى فأنا سأظل
هنا لبضعة أيام قبل سفري ..."أخفى حازم قلقه بوداع قصير جاد لينشغل عقله بما ظهر جديد
هو لا يحتاج تلك الهيفاء الآن .. حياته معقدة بما فيه الكفايه
أغمض عينيه بضيق ... فأفكاره تأخذه لمنحنى خطر من حياتهأما هي .. حينما غادرت مكتبه .. أخفت حزنها ببراعه
فقد خسرت الجوله اﻷولى فقط ... وحازم يستحق المحاولة أكثر
من مرة ... هو رجل لم تقابل مثله ... رجل يتعامل معها برجوله
خالصه دون أن يطمع في جمالها ...!
بالتأكيد هو يستحق ...
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour