نظر لها تتحرك هنا وهناك بحيويتها المعهودة
شعرها القصير يتحرك معها بجمال وانتعاش
تناغش صديقتها بإشراق
سبحان من جعل بداخلها كل هذه الحيويه والمرح
في كل مكان تتواجد به يكون مليئ بالبهجه والضحك
أسبل أهدابه ليتابع النظر لها بعمق وذلك اﻹعجاب يزداد شيئا فشيئا
هديل رضوان تملك شئ لم يره في غيرها
تنهد ببطئ لينتبه للهاتف فيتلقى الاتصال لينشغل في عمله ويضطر
للتحرك من وقفته
كان يجهز للظهور على الهواء بعد دقائق وبينما يراجع اﻹعداد
اقتربت هي لتقول بمرح عفوي
“ تبدو أنيق اليوم ... تليق بك الثياب الشبابيه .. “
ابتسم قصي بهدوء ليجيبها ببسمه رجوليه
“ شكرا يا هديل .."
كشرت أنفها بطفوليه لتقول ببساطه
“ لا ترتدي ثياب رسميه مرة أخرى .. أنت ما زلت صغير .."
وكأنها تحدث صديقها ..!
رفع قصي حاجبيه ليقول بمرح خفي
“ هل أبدو سئ فيها لتلك الدرجه ...؟؟؟..."
هزت رأسها بنفي بينما أذنها تستمع للهجته الجميله بإنصات تام
هي تعشق تلك اللهجه بجنون
تنحنحت تغير الموضوع لتقول برجاء طفولي
“ قصي عرفني على والدتك رجاء .."
قطب جبينه ليسألها بحيرة
“ لماذا يا هديل .. هل هناك شئ ..؟؟..."
انكمشت ملامحها بعفويه لتقول بلهفه
“ حتى تعلمني طريقتكم في الكلام وتلك الكلمات الخاصه
بالأمهات ... يا الله طريقتكم جميله ... "
ابتسم بمشاكسه ليقول بغمزة رجوليه
“ حسنا سأخبرها بأن هناك مشاغبه لدينا في القناه تريد التعرف عليها .."
أومأت برأسها لترفع إصبعها بتأكيد تقول
“ حسنا اتفقنا يا نجم .."
ثم تركته وابتعدت بنشاط بينما عيناه تعلقتا به خفيه ...!بعد وقت
كانت فله سبقتها وغادرت لتظل هي تنتظر حازم الذي
أخبرها أنه سيأتي ويقلها للبيت
حينما وصل بسيارته رأت نظرته التي امتدت للمكان خلفها
وكأنه يضبط أي نظرة هنا أو هناك ..
هزت رأسها بيأس ولكنها لم تملك حفظ نظراتها عن وسامته الظاهره في ثيابه
البسيطه بنطال جينز وقميص أزرق .. بدا أنيق ورجولي للغايه
اقتربت من السيارة تقول بهدوء
“ مرحبا يا بشمهندس .."
التفت لها يقول ببطئ
“ مرحبا يا هديل .. كيف حالك ..؟؟.."
“ بخير الحمد لله .."
قالتها بابتسامه حلوة .. فرغم خلافهما هي لا تنكر إعجابها باحترامه
لتدريبها ودراستها ... بل ويستمع لها في كثير من اﻷوقات..
يناقشها ويبتسم ﻷفكلرها المستقبليه
لاحظت عيناها نظراته التي استقرت على ( عفريتتها ) القماشيه
الضيقه ... شعرت به يكتم زفرته ليقول بقدر كبير من الهدوء
“ هل رآك والدك وأنت خارجه يا هديل ... ؟؟ ..."
هزت رأسها بنفي كطفل مذنب ليتابع هو بتقرير
“ وطبعا خالتي أكلت عقلها بكلمتين حتى تسمح لك خاصة وهي تراك
دوما ما زلت طفله صغيرة ..."
زمت شفتيها لتقول بدفاعيه
“ أنا ما زلت صغيره بالفعل .."
رفع حاجبه ونظرة حارة تنطلق منه رغما عنه لمظهرها اﻷنثوي
رقة بنيتها ... نمنمتها الحلوة في كل شئ فيها ليشعر برجفه قويه
تسري في جسده ولكنه حول نظرته لسخريه بسرعه وهو يقول
“ حسنا يا صغيره سأقلك للمنزل حتى تلحقي مدرستك ولا تنسي
أن تشربي اللبن قبل النوم .."
أطلقت شراراتها لتناديه بنزق
“ حااازم .."
اقترب منها قليلا ليقول بهدء بطيء
“ إذا توقفي عن تجميل ما يحلو لك يل هديل ... وأيضا فهم كل
شئ بطريقتك ... فعندما أخبرك عن ثيابك هذا يكون خوفا عليك
من أن يؤذيك أحد لا يملك ضمير وكم كثر هؤلاء .."
رفعت حاجبيها تقول
“ خوف فقط .... !! ..."
زفر بقوة ليقول بتشديد
“ وغييرة .... نعم يا هديل أنا أغار ورغم غيرتي
تلك لم أمنعك من تدريبك أو أكبت حريتك .. أنا أعلم
أن انطلاقك هو مكمن روحك ..
إذا حبسته أنا .. ستكونين أخرى لن تحبينها
وأنا أحببتك هكذا ..
حيويه .. عفويه في كل شئ
ولكن أنا أريد منك مراعاه لي أيضا ... أنا بشر ..."
ارتعش قلبها بتأثر
وكأنها لن تمل يوما من سماع كلمة الحب منه
من خوفه وغيرته عليها رغم أنها تخنقها في بعض اﻷوقات
يا الله كيف ستحبه أكثر ... !
عضت شفتها لتقول
“ ماذا أفعل .. لا أفهم ..."
نفس حار خرج منه ليقول وهو ينظر لوجهها الحلو
“ اجعلي بعض الحدود مع الغرباء ... لا تنغلقي ولكن
كوني حذرة يا هديل .."
أسبلت أهدابها وهي تلاحظ عدم تنويهه لثيابها مرة أخرى
وكأنه نبهها فقط
تابع بعينين ضيقتين ونبرة تحذير مضحكه
“ وقصي هذا لا تتحدثي معه نهائيا .. هذا ممسوح من
قاعدة التفهم..."
أخفت ابتسامة تسلية لتكشر أنفها قائله
“ أكثر من نصف ساعه تتحدث عن تفهمك ورجاحة عقلك
وفي النهاية تتحدث عن تدريبي واﻷشخاص الذين أعمل معهم ..
أنا لم أر منه شئ سئ .. يتعامل معي كما الجميع باحترام ... فتوقف
عن أفكارك وثق بي أكثر .... "
التوت شفتاه بتهكم ليقول بهدوء
“ حسنا يا آنسه هديل سنرى .."
ثم شغل السيارة دون كلام أكثر ومد يده يشغل أغنية مقصودة
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour