" السيدة مصابة بانهيار عصبي ... "
شرارات سوداء سطعت من عيني حازم لينظر لمروان الذي جمدت ملامحه وهو يسأل بنبرة قلقه
" هل ستكون بخير .. ؟؟.."
أجابه الطبيب بهدوء شديد
"لقد أعطيتها مهدئ ... سيكون من اﻷفضل أن تمكث في المشفى
لبضعة أيام .. حتى تستقر حالتها ... "
أومأ مروان برأسه ليزفر حازم باختناق بينما وجه الطبيب حديثه
لمروان
" سيد مروان ... أحتاج للحديث معك في مكتبي .."
ثم تركه وذهب بهدوء ليقترب حازم يمسك بتلابيب مروان
ليهتف بجنون بعدما سمع كلام الطبيب
" أنت السبب .... أنت من أوصلتها لتلك الحاله .. سأقتلك .. "
ورفع قبضته ليلكم مروان بقوة جعلته يفقد ثباته ليتقهقر للخلف
ولكنه استعاد توازنه بعدها ليقابل هجومه
" توقف عن جنونك يا حازم ... لولا تعب رفيف لكنت رددتها لك ... "
هدر حازم بقوة
" ومن السبب في هذا التعب .. أليس أنت ..؟؟ .. "
صدح صوت قوي من بينهما
" توقفاااا ....."
وقفت هديل التي حضرت بينهما تنهي الشجار اﻷحمق
فقد هاتفها حازم ليخبرها بما حدث ويطلب منها عدم إخبار أي شخص
سواها وهي تفاجأت وحضرت دون أن تفهم شئ
لتتفاجأ أكثر وهي تراهما يتشاجران بهذا الشكل وحازم يوشك على
قتل مروان بعينين حمراوتين غضبا أعمى يكاد يفتك بما حوله
بينما مروان وللعجب بدا مضطرب ... أقل تركيزا ونظراته تهرب منه
للباب المغلق على ابنة خالتهاوقفت بينهما ليعود الطبيب هو الآخر وكأنه لم يصل بعد لمكتبه ليقول
بنبرة باردة
" هذا المكان ليس للمشاجره ... لو أردتما المشاجرة فمن اﻷفضل
يكون في الخارج .... خاصة وأن المريضه لا تتحمل حالتها تلك اﻷمور .."ثم وجه نظراته لمروان ليقول بهدوء بارد
" من اﻷفضل أن تأتي معي لمكتبي ..."
وبالفعل أخذ مروان لتظل هديل بجوار حازم الذي يتنفس بعنف
وكأنه يكمل الشجار داخله
اقتربت منه لترفع يدها تربت على كتفه برقه
" اهدأ يا حازم ..... اﻷمور لا تحل بتلك الطريقه ... خاصة
وأن العرس كان باﻷمس فقط ...."
التفت لها لترى عينيه الحمراوتين بوضوح ... اﻷلم محفور بينهما
وكأنه مقيد ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل في تلك اللحظه ..
ليهمس بصوت مهموم
" أنت قلتيها يا هديل ... عرسها كان باﻷمس .. أي أنها من المفترض
ألا تكون هنا .... ولكنها في الحقيقه هنا ... ومتعبه ... ومجروحه
غير نظرة الناس لو علمت بما حدث ... فكما تعلمين لا يهتم أحد
باﻷسباب بقدر النتائج ..."أجابته هديل بثقه وقوة كان في حاجه لها تلك اللحظه
" لا تشغل بالك يا حازم بتلك اﻷفكار الآن ... لن يعرف أحد بشئ
وأنا هنا لذلك ... فلا تقلق ... أنا أريد أن أعرف ماذا حدث بالظبط
حتى نستطيع مساعدتها .... "زفرة قوية خرجت من صدره ليغمض عينيه للحظه ويتكئ على الجدار
من خلفه بتعب ... أي شئ توقعه الا أن يفعل والده هذا
لقد كان وجع رفيف تلك المرة أقوى وكأنها لم تتخيل أن تأتي الضربه
بتلك القوة ... ضربه موحده بالفعل من شخص يعرف جيدا ماذا يفعل
وكأن بداخله طاقة كره قوية ويريد تفريغها في شقيقته ..
فبعد الرساله التي وصلته صباحا من مجهول بصوت شقيقته
انتفض قلقا وغضبا في ذات الوقت
فهو أكثر الناس معرفه بجنون شقيقته ولكن حينما أتى للاطمئنان عليها من أن تكون الرساله وصلت لمراون علم أن ما وصله أكثر
من هذا وكله بفضل والدهم وشخص آخر سيعرفه بالتأكيد ..!
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour