الفصل السابع والثلاثون

23.3K 442 5
                                    

دخل الغرفه وجدها تجلس على كرسيها المحبب تمسك بيديها
إبرة صوف ينزلق من يدها خيط طويل وشئ ما زال مبهم الهوية تتعامل معه بهمه
ليبتسم بحنان لمنظرها ...
ذلك الحماس المرسوم على ملامحها وهي تقلب في هذا الشئ
للتأكد من أنها تسير بطريقة صحيحه ...
رغم وحامها الصعب الذي يجعله دوما قلقا عليها خاصة وهي ترفض الراحه التامه
بتمرد أنثوي لتخبره دوما أنها بخير ولكنه يقلق عليها
هي أصبحت بالنسبه له زوجته وابنته وحبيبته... يريدها آمنه
سالمه وسعيدة ..
زفرة حارة خرجت من صدره وعيناه تمشطانها من جديد ليتوقف
على غرتها الناعمه التي تخفي عينيها وباقي شعرها معقوص للخلف
فيتنهد بحب لتفاصيلها ...
شهد القلب بكل تفاصيلها ممتعه ... جميله .. أنثوية وناعمه
منذ أحضرها هنا ومصالحته لها وهي لم تفتح الموضوع مرة أخرى
لم تعاتبه على صمته ... فقط نظراتها له تخبره أنها لم تسامح صمته
بالكامل ... قد تكون منشغله بحملها عن عتابه ولكنه يلاحظ
ويفهم ولم يرد الحديث أكثر الا بعد حديثه مع والدته اليوم
أراد إنهاء اﻷمر بدون خسارتها ولكن بعد صمتها اليوم يشك في هذا
صمتها يوجعه رغم كل شئ ... رغم محاولاتها ﻹفساد حياته
ولكنها تظل والدته ... تاج رأسه
" صفوان لماذا تقف هكذا ... ؟؟..."
انتبه لصوتها ليقترب بابتسامه حنونه على وجهه ليميل يقبل جبينها
بمحبه
" السلام عليكم ..."
ردت سلامه باهتمام لتسأله
" ماذا بك يا صفوان ..؟؟.. تنظر لي بطريقه غريبه .. هل حدث شئ
في العمل .. "
مد يده لها لتنظر له بسؤال فيومئ لها ببطئ .. فتضع الخيط جانبا وأشياءها لتنهض
تضع يدها في يده ليقربها من صدره
يحيط كتفيها ليجلس على اﻷريكه الواسعه ويجلسها على ساقه
يمرر يده على بطنها المختفيه تحت ثيابها البيتيه المريحه
" كيف حالكما اليوم ... ؟؟..."
ابتسمت بحلاوة لتخفض عينيها على يده الملامسه لبطنها لتهمس برقه
" نحن بخير لا تقلق .."
نظر في عينيها المميزتين بلونهما الخاص وما زالت أنامله تداعب بطنها برقه جعلتها تشعر بدغدغه داخليه لتسمعه يهمس بصوت أجش
" أنت الحبيبه فلا يسعني الا أن أقلق ... "
شعرت بزقزقة الطيور تحيط بهما لترمش بعينيها ودقات قلبها تزداد
لتهمس بخفوت
" حقا ... !!..."
قربها لنفسه ليجيبها ببريق خاص في عينيه
" هل تشكين في هذا .. ؟؟..."
" لم تقلها ولا مرة ... "
قالتها ببعض الحزن ليرفع حاجبه ينظر لها
تلك الصغيرة تملك قلبه ببساطه وتتساءل إن كان يحبها
هل كان مقصر معها لتلك الدرجه .. ؟؟
ضيّق بين عينيه بتذكر .. ليتذكر قدرتها على إثارة كل ما فيه بأبسط
اﻷشياء .. دون أن تتعب نفسها حتى
يكفي أن يغرق في عيني اﻷرض خاصتها حتى ينسى نفسه تماما
يكفي أن ترتدي قميص ناعم محتشم حتى.... لتتأجج رغبته بها
ألم يخبرها كل ذلك شئ ... ألم تعلم أنها .. الحبيبه .. !
رفع يده عن بطنها ليلامس غرتها الناعمه ليهمس بصوت يحمل داخله
مشاعر رجل يصعب عليه الاعتراف بها
" أعلم أنني قصرت معك يا شهد القلب ... في غضبي كنت أبتعد في صمت فاعتبرت
هذا رفض لك ... ولكن في الحقيقه كان خوف عليك
خوف عليك من غضبي ... أن أغضب في مرة فأنسى صغر سنك
وأقسو عليك وأنت رقيقه لا تتحملين ... حينما رأيت معاملة والدتي
لك في أول مرة فكرت أنها ستحبك مع الوقت .. ستتعرف على شخصيتك
الحنونه والطيبه ..فكرت أنها تتعامل بطبيعتها الجامده قليلا . لم أتخيل أبدا أنها تزرع داخلك يوما بعد يوم أنني ساتزوج عليك في أي وقت .. "
أخذ تنهيدة قويه لتهبط يده تلامس وجنتها بينما هي تسمعه باهتمام
وشعور أنثوي قوي لمعرفة المزيد
تريد أن تسمع ... أن تعرف ... أن تفهم ما أرادت فهمه منذ زمن
أن تتأكد من مشاعره .. بأنها امتلكت قلبه بحق
وبأن تلك السموم كانت محض سراب ... ليس له أهمية
أنه لا يرى سواها ولا يحب غيرها
سمعت صوته يتابع
" أنا لن أتزوج عليك يوما يا شهد القلب ... كيف لرجل صام عمرا
ليرزقه الله بك وبعدها ينظر ﻷخرى ... ألا تجدين اﻷمر غير منطقي .."
كانت عيناها دامعتان بدموع لم تنزل بعد لتريح رأسها على صدره
لتهمس بنعومه حزينه
" تعلم أن الزواج الثاني في بلدتنا أمر عادي... لا عجب فيه

سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن