في كل مرة يغرق في عسل عينيها يسأل نفسه
ما الذي تملكه لتجذبه بهذا الشكل ..؟؟
هي ببساطه مختلفه جمله وتفصيلا عنه .... في كل شئ
في طريقة حياتها ... في عائلتها ... في عاداتها
كل شئ مختلف وكل شئ يجذبه كلهب النار
لم يتخيل يوما أن تتأثر رجولته وقلبه بفتاه صغيرة ترتدي عباءة
باهتة المعالم ... تلف وجهها بحجاب محتشم يخفي شعرها عن عينيه
وسؤال يطرق عقله بقوة
ترى ما لونه ..؟؟
آه لو أخذ جزء من لون عينيها
ستكون صاحبة أمواج العسل لا محاله
نفس خشن خرج من صدره ليتساءل بعجب مغتاظ بعض الشئ
(ما الذي حدث لك يا ابن الصواف ..؟؟.. أي ريح ألقت بك هنا
في آخر مكان قد تتواجد به ... ما الذي حدث ليجعل قلبك يتعلق
يريد ويأخذ ... ؟؟ ... كنت دوما تسخر من أمور القلب وما تفعله
بأصحابها وها أنت تضاف للقائمه بفضل صغيرة لا تتعدي كتفك
بعينين مشتعلتين وأنفاس أبيه ... )
أسئلته تتشابك ... تتفاقم ... ربما يشعر بالحيرة من نفسه
ولكن ما يطغى عليه أكثر هو شعور الراحه
أنه قرر أخيرا النطق بها
بأنه يريدها في حياته ... يريد أمواج العسل ليفتح عينيه عليها
يغمضهما بصورتها وأكيد أكثر من صورتها ورؤيتها ..!
ألا يحق له الرؤية الشرعيه
رؤيتها بدون حجابها هذا وبشئ آخر غير عباءتها المحتشمه أكثر من
اللازم التي تثير حنقه الآن .. !
وبينما أفكاره تشتعل أكثر حولها بجرأه لا يستطيع نطقها في الوقت
الحالي كانت هي فاغرة الفاه تتعجب من وجوده هنا
بعد سفر صامت وانفجار فيها دون سبب جاء لبلدتها الآن
أنفاسها بدأت تسرع لتنظر له بشفتين مزمومتين تخفي بهما اشتياقها
له
لقد بدى لها أكثر وسامة ... أكثر خشونه
وكأنه يستريح أكثر في ذقنه غير المنمقه ليبدو بطريقه بريه
متوحشه تجذب العين بفضول ودقات واثبه ..
أسبلت أهدابها تخفي لمعان العسل فيهما تتمسك بالصينيه
في يدها أكثر لتسأله بصوت جامد
" لماذا أتيت هنا .. ؟؟..."
وجمود صوتها جعل شفتاه تلتوي بحركه ماكرة
فأمواج العسل غاضبه منه ... غاضبه من آخر مرة صرخ فيها
لم تغفر بعد رغم الفترة الماضيه
كاد يجيبها بطريقته
ولكن صوت الجد القريب أوقفه
" سلمت يداك يا ألماس ... أرى أنك تعرفت على هارون الصواف
هو ضيف لدي .. لعمل ما ... يمكنك وضع الصينيه والولوج للداخل عزيزتي ..."
ساقاها تخطوان بضعف ناحية الطاولة الصغيرة
تشعر بنفسها ستسقط بين لحظه وأخرى لتبدو بائسه تماما أمامه
قلبها يدق بعنف في حضرة هيبته التي تكتسح المكان حتى وهو
يقف مكانه لا يتحرك ..
رائحة عطره المميزة كما تتذكرها تغرق المكان برائحه نفاذة
وصلت لكل ما فيها ولعنه صامته منها تصب على رأسه
هل كان يجب أن تحب هارون الصواف ..؟؟
ألم تجد على الكرة اﻷرضيه رجل آخر سواه لتعشقه
كل ما فيه يجعل قلبها يتأهب .. يتعلق
تحبه وتخشاه .. ولا تعلم ماذا يجب أن تفعل ؟؟
وضعت الصينيه لتشعر بعينيه تفترسانها بنظرات خاصة جعلتها
تسرع للداخل خوفا من غضب جدها
بينما اﻷخير يراقب الموقف العادي ظاهريا المتفجر في صمت أمامه
يتذكر سؤال والدته لها حينما أخبرها بتقدم هارون لها
حتى تكون منتبهه لما حولها .. فهو وان وثق في حفيدته
لا يثق في الضيف الغامض أمامه ... وهو رجل محنك .. يكبرها بأعوام .. قضى حياته بالخارج فلم تكن عادات الوطن متجذرة داخله
" أخبرني يا عمي .. لماذا لم تجبر ألماس وفارس على الزواج
كما فعلت مع ليله فكما أذكر لقد كنت متشدد للغايه مع ليله
ولم تكن تقبل كلمة في اﻷمر ... "
كان سؤالها وسط حديثهما ليتنهد يجيبها بهدوء
" حمزة بالنسبه لي هو خليفتي في العائله .. رجل يعتمد عليه
بكل معنى الكلمة .. وأردت ليله له بكل صفاءها وبراءتها
فحفيدتي الكبرى كالطفله الصغيرة تملأ البيت بهجه وهو كان يحتاجها
أما ألماس فهي أكثر عنفوان من ليله لو فعلتها معها ستنكسر تماما
خاصة وأنني لا أثق بحكمة فارس في تسيير اﻷمور ... أثق في
خلقه ولكنه أكثر تباعدا من أنه يفهمه أحد ... وشئ آخر .."
قالها ليسبل أهدابه قليلا من اعترافه الذي لا يخرجه سوى بصعوبة
" ألماس هي بالنسبه لي قطعة اﻷلماس للعائله ولهذا اخترت اسمها
لها معزة خاصة جداا لا يقربها أحد وأريد أن أطمئن عليها قبل موتي
ولكن وهي سعيده ..."
وهكذا كان
كل ما يغعله كي يطمئن عليها ... فهو كجد وأب لا يطمئن للرجل الغامض المخيف على ابنته .. بل الواضح الذي يحترم تقاليده هو من ينول المحبه والموافقه
تنهد لينظر لهارون الشارد يوجه له الحديث بجدية
" تعال لتتناول معي القهوة يا هارون وبعدها تأتي معي لأريك
أرضنا وبعدها نصللي العشاء ونمر على البلدة قليلا .."
الله أكبر ... !
لقد أتى هنا ليرافق الجد تقريبا ... واللقاء السريع
يبدو أنه لن يتكرر مرة أخرى
تبا لما هو فيه ... !!
بعد وقت كان مع الجد يمر على اﻷرض ورغم غضبه البدائي
من البرنامج الجاف الخالي من وجودها الا أنه أعجب برأس
الرجل الكهل ... يملك ذكاء ورأس في العمل ممزة بقوة
جعلته يستريح في صحبته حتى بدأ يشاركه الحديث عن أعماله
وما يريد فعله المرحله
القادمه من رئاسة الجزء الخاص بأعمال البناء من أعمال العائلتين المشتركه سيكون هو المسؤول عن هذا المجال الجديد الذي أراد ياسين الدخول فيه من وقت .. وبدأ بالفعل
كانت صحبه مثيرة لعقله المحب للعمل بكل نواحيه
ولكن الشوق يؤلمه
فعند السفر كانت حجته التي يسكت بها قلبه هي بعد المسافات
ولكن هنا كيف يصمت ... كيف ... ؟؟
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour